يشكّل كأس العالم في العادة فرصة لبعض النجوم لإظهار وتأكيد موهبتهم وتثبيت اسمهم في سماء الكرة العالمية، أو لإعادة اكتشاف نفسهم من جديد في حال كانوا يعيشون فترة صعبة، والردّ على الانتقادات التي تُوجّه لهم في الصحافة والإعلام قبل البطولة، بسبب تراجع مستواهم سواء مع أنديتهم، أو مع المنتخب نفسه في التصفيات أو فترة التحضير للمونديال، وبالتالي فهم ينتظرون المسابقة الأقوى لإثبات جدارتهم، وإعلان عودتهم إلى الساحة الكروية من الباب الواسع.
ومع ذلك، فإن عددًا من النجوم الذي كانت كانت الأنظار مصوّبة إليهم قبل كأس العالم 2022 للتوهج مرة أخرى، أو لتعديل أوتارهم واستعادة مستوياتهم، فشلوا في ذلك، فمثلًا كريستيانو رونالدو الذي أعلن قبل كأس العالم أنه سيغادر نادي مانشستر يونايتد، اكتفى بتسجيل هدف واحد في المونديال، كما خسر مركزه الأساسي في المنتخب في الدور الثاني، ما قلّل من فرصه في الحصول على عروض جيدة من الفرق الكبرى، بينما أهدر روميلو لوكاكو أربع فرص محقّقة خلال أربعين دقيقة ضد كرواتيا، وهو أكبر عدد فرص مهدرة من لاعب واحد في دور المجموعات، ليساهم بخروج منتخبه بلجيكا من البطولة.
نستعرض فيما يلي لائحة من خمسة لاعبين خيّبوا الآمال أكثر من غيرهم في كأس العالم.
لاوتارو مارتينز: سيل من الفرص المهدرة
صحيح أن الأرجنتين حققت كأس العالم، لكن مهاجمها الرئيسي لاوتارو مارتينيز فشل في ترك أية بصمة ولم يساهم بأي هدف بالبطولة، وقد خسر مركزه الأساسي ابتداءً من المباراة الثالثة لصالح جوليان ألفاريز، كما أهدر فرصًا محققة وغريبة ضد أستراليا، هولندا، وفرنسا في النهائي.
داروين نونيز: المحنة تتواصل
دفع ليفربول الإنجليزي حوالي 80 مليون يورو بداية الموسم للتعاقد مع الهداف الأورغوياني داروين نونيز، لكن اللاعب فشل في تحقيق انطلاقة مميزة مع الريدز، وأهدر الكثير من الفرص ونال بطاقة حمراء مجانية. قبل أسابيع من كأس العالم، تحسّن مستوى نونيز وبدأ بتسجيل الأهداف مع ليفربول، فظنّ المتابعون أنه سينفجر في كأس العالم ويقود بلاده هو وسواريز وفالفيردي إلى مكان بعيد في كأس العالم، لكن مهاجم بنفيكا السابق خيّب آمال المتابعين، حيث فشل في المساهمة بأي هدف في دور المجموعات، وأهدر فرصًا محققة ساهمت بخروج منتخب السيليستي من دور المجموعات.
إدوارد ميندي: شبح لبطل أوروبا 2021
لفت الحارس إدوارد ميندي الأنظار له في العام 2021، وقاد فريقه تشيلسي لتحقيق دوري الأبطال، ليحصل على جائزة أفضل حارس في أوروبا، في السنة الأولى له مع نادٍ كبير بعدما واجه الكثير من الصعوبات في مسيرته.
تراجع مستوى ميندي بشكل مخيف في الموسمين الأخيرين، وبات مركزه الأساسي في تشيلسي مهدّدًا لصالح كيبا، وقد انتظر الجماهير السنغالية من ميندي تعويض غياب النجم الأول ماني عن المونديال، وتقديم مستويات كبيرة تعيده إلى خارطة الحراس الكبار، لكن ميندي فشل في المهمة، وتلقّى سبعة أهداف في أربع مباريات، يتحمّل على الأقل مسؤولية ثلاثة منها، وقد ورد اسمه ليكون الحارس لمعظم التشكيلات المخيبة التي أعدّتها المواقع الكروية العالمية بعد كأس العالم.
كيفن دي بروين: أداء مخيّب لجوهرة الوسط
بعد التراجع الكبير في مستوى هازارد في السنوات الأخيرة، وإثر إصابة لوكاكو وابتعاده لوقت طويل قبل كأس العالم، وضعت الجماهير البلجيكية كل آمالها على كيفن دي بروين، صاحب بداية الموسم الرائعة مع مانشستر سيتي، والذي يعتبره كثيرون أفضل لاعب وسط في العالم حاليًا، لكن ملك التمريرات الحاسمة ظهر بمستوى باهت ومخيّب في كأس العالم، واكتفى بصنع هدف واحد، ونجح لاعبو منتخب المغرب بالحدّ من خطورته تمامًا في المباراة الثانية، ليكون أحد أكبر خيبات كأس العالم.
ممفيس ديباي: تواصل التذبذب بالمستوى
حاول برشلونة بداية الموسم بيع لاعبه ممفيس ديباي بعد استقدام ليفاندوفسكي، لكنه لم يحصل على العرض المناسب. المهاجم الهولندي الذي يحتفل من خلال وضع سبابتيه في أذنيه للردّ على المشككين، كان يسعى لتقديم كأس عالم مميزًا ليثبت نفسه من جديد، أو ليحصل على عرض مميز في الميركاتو الشتوي من أحد الفرق الكبرى، خاصةً وأنه اعتاد التألق مع المنتخب، لكنه في النهاية ظهر بمستوى مخيب للغاية، واكتفى بتسجيل هدف واحد من أصل ثلاث فرص محققة سنحت له، ليفشل في رفع قيمته السوقية التي لا تتجاوز العشرة مليون يورو اليوم، المبلغ الذي لا يريد أي فريق في أوروبا دفعه حتى الآن من أجل ديباي.