ما الذي جرى ويجري فوق رأس خليج العقبة؟
هذه رواية جديدة، و"مدفونة" حول تاريخ "تيران وصنافير"
حين فرض عبد العزيز بن سعود نفسه ملكًا للسعودية (1932) كان مشايخ الخليج في أحضان بريطانيا، ولكي يبني ملكه ذهب لتقديم فروض الولاء والطاعة لهم. مع سقوط فلسطين تحت ضرس الكيان الصهيوني، دخلت سبعة جيوش عربية الحرب، وسقطت تحت عجلات المدرعات، وهزمت، وانتهت الحرب بإعلان هدنة "رودس".
يرى البعض أن المطالبة بتيران وصنافير تفسر بتقارب سعودي إسرائيلي ممكن، تسعى من خلاله الرياض إلى ضرب إيران
اقرأ/ي أيضًا: تيران وصنافير.. الوقائع والخرائط والتاريخ!
صباح يوم 10 آذار/مارس 1949، فوجئ الأسطول المصري بهجمة على ميناء "أم الرشراش"، الذي يقع على رأس "تيران وصنافير"، وبدأت معركة انتهت باحتلال الميناء، الذي أصبح اسمه "إيلات" حين ادَّعت "تل أبيب" أن قبيلة يهودية تدعى "إيلا" كانت تسكنها.
بالنسبة إلى "عبد العزيز" كان احتلال "أم الرشراش" رسالة حادة بأن الخطوة التالية هي الاستيلاء على "تيران وصنافير" فبعث رسولًا إلى فاروق، ملك مصر، يبلغه بأنه يعتبر الجزيرتين، منذ الآن، من أملاك مصر، ويوصيه بهما خيرًا دون شرط أو مدة إيجار.
أراد "بن سعود" أن يتحرر من مواجهة إسرائيل، فالجزيرتان، من وجهة نظره، أرخص من أن يدخل حربًا مع العالم كله، متنكرًا في زي الجيش الإسرائيلي، وهو صاحب المملكة الجديدة، التي تشبه ريشة لا تحتمل نفخة "عسكرية".
كانت إسرائيل عند حسن ظنّ ملك السعودية، حملت جرافاتها وطائراتها ودخلت "تيران وصنافير"، ولم تخرج منها إلا بالدم، والحرب، في (آذار/مارس 1975)، بعدما ضمنت لها الأمم المتحدة حرية الملاحة في خليج العقبة تحت حماية قوات الطوارئ الدولية وفق اتفاقية "المرور البري". ولهذا، يقولون في مظاهرات "الأرض هي العرض" إن "مصر دفعت ثمن تراب تيران وصنافير دمًا"، رغم أن القاهرة غير مطالبة بدفع ثمن الجزيرتين من الأساس.
متى تذكر "آل سعود" استعادة الجزيرتين؟.. أول طلب رسمي كان سنة 1981 بعد توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في "كامب ديفيد". التفتيش وراء تاريخ وطلب عودة الجزيرتين إلى السعودية يعني رغبة خادم الحرمين، في ذلك الوقت، في أن تكون بينه وبين "تل أبيب" حدود مشتركة، ومعاهدة سلام أيضًا، وهي الرغبة التي تجدَّدت لدى الملك سلمان، فكان له ما أراد.
اقرأ/ي أيضًا: تيران وصنافير.. من المستفيد؟
الآن.. ما الذي يجري في غرف "الرياض-تل أبيب" المغلقة؟
كان وزير الخارجية السعودي قد أعلن، منذ أيام، أنه لن يعقد معاهدة مع إسرائيل، كونه ينفي أو يؤكد فهذا معناه أن الأمر مطروح أو كان مطروحًا. لدى عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث المصري، تعليق على التقارب السعودي الإسرائيلي، يدعم وجهة النظر التي تقول إن آل سعود يريدون الدخول على خط "كامب ديفيد": "تل أبيب تريد معاهدة مع السعودية، ولذلك أصبح بينهما حدود، ولن تهدأ إلا بعد تكتيف (ربط) كل البلاد العربية بمعاهدات سلام، حتى البعيدة عنها، والتي لا حدود معها".
لكن ما الذي تريده إسرائيل؟
"حين تربط كل البلاد العربية بمعاهدات سلام تمحو اتفاقيات الدفاع المشترك، لن تتحرك أي دولة إلا ببيانات إدانة وشجب واستنكار كأي دولة في العالم، وبالتالي، تضمن تل أبيب تحويل العالم العربي إلى كيانات طائفية، 73 دولة، وفق ما يسمى بـ(الشرق الأوسط العظيم)، لتعلن إسرائيل نفسها دولة دينية يهودية، أسوة بالكيانات الجديدة، الشيعية والدرزية والمسيحية في الشرق الأوسط"، والكلام لـ"الدسوقي".
ثم.. ما الذي يريده آل سعود من صداقة "تل أبيب"؟
"بمقتضى الاتفاقية التي ربما يوقعها الطرفان، ستعود الخلافات التاريخية بين الفرس واليهود، فإسرائيل عدو لإيران منذ الثورة الإسلامية، وتطلب السعودية من طهران أن تضرب إسرائيل معها بمنطق (عدو عدوي صديقي)، فبالنسبة إلى السعودية (إسرائيل جرح يمكن علاجه بينما إيران سرطان لا بد من استئصاله)، وفق تصريح الجنرال السعودي البارز، أنور عشقي!
اقرأ/ي أيضًا: