هذه المساحة مخصصة، كل أربعاء، لأرشيف الثقافة والفن، لكل ما جرى في أزمنة سابقة من معارك أدبية وفنية وفكرية، ولكل ما دار من سجالات وأسئلة في مختلف المجالات، ولكل ما مثّل صدوره حدثًا سواء في الكتب أو المجلات أو الصحف، لكل ذلك كي نقول إن زمن الفن والفكر والأدب زمن واحد، مستمر دون انقطاع.
في أواخر ستينيات القرن الفائت، أطلقت "وزارة الإرشاد والأنباء" (الإعلام لاحقًا) في الكويت، سلسلة كتب مسرحية مميزة بعنوان "من المسرح العالمي"، التي أشرف عليها كلٌ من الشاعر الكويتي الراحل أحمد مشاري العدواني، وأستاذ الأدب الإنجليزي المساعد في جامعة الكويت محمد إسماعيل الموافي، والمسرحي زكي طليمات.
أطلقت الكويت سلسلة "من المسرح العالمي" بهدف تنمية الوعي المسرحي وإثرائه فكريًا وأدبيًا وإمداد المكتبة العربية بأهم العناوين المسرحية العالمية
تُعتبر السلسلة واحدة من أكثر سلاسل الكتب شهرةً وانتشارًا في العالم العربي، وإحدى أهم التجارب العربية في مجالها، سواءً لناحية نشاطها أو نوعية العناوين التي زوّدت بها القارئ العربي على مدار نحو 3 عقود بلغ عدد إصداراتها خلالها، بين عامي 1969 – 1998، 313 عددًا. ولأن بعض الأعداد ضمت أكثر من مسرحية، بلغ عدد المسرحيات التي نقلتها السلسلة إلى اللغة العربية نحو 420 نصًا مسرحيًا عالميًا.
تُعد مسرحية "سمك عسير الهضم" للكاتب الغواتيمالي مانويل غاليتش (1913 – 1984)، ترجمة محمود علي مكي، التي صدرت مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 1969، أولى إصدارات السلسلة التي تأسست بهدف تنمية الوعي الفني المسرحي وإثرائه فكريًا وأدبيًا، وإمداد المكتبة العربية بأهم العناوين المسرحية العالمية لكبار الكتّاب المسرحيين.
ومن أهم العناوين الصادرة عن السلسلة: "تواضعت فظفرت" للإنجليزي – الإيرلندي أوليفر جولد سميث، و"جريمة في جزيرة الماعز" للإيطالي أوغو بيتي، و"الراهبة المزيفة" للفرنسي فرانسوا دو كوريل، و"الأعزب" للروسي إيفان تورغينيف، و"بنات تراخيس" لليوناني سوفوكليس، و"الأيام الخوالي" للبريطاني هارولد بنتر، و"فاوست" للألماني غوته، و"ملكة الليل في بحر حجري" للسلوفاكي يان سولوفيتش، و"وظيفة مريحة" للروسي ألكسندر نيقولايفيتش، و"نهدا تريزياس" و"لون الزمن" للبولندي – الفرنسي غيوم أبولينتير، و"الخزان العظيم" للبريطاني بيتر ترسون، و"ميدان بيركلي" للأمريكي جون ل. بولدرستون، وغيرها.
تُعتبر السلسلة واحدة من أكثر سلاسل الكتب شهرةً وانتشارًا في العالم العربي، وإحدى أهم التجارب العربية في مجالها
استمرت السلسة في الصدور حتى تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1998 الذي تولى فيه "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب" مسؤولية إصدارها، وقام حينها بتغيير اسمها من سلسلة "من المسرح العالمي" إلى سلسلة "إبداعات عالمية"، بهدف نشر مختلف الأنواع الأدبية الأخرى فيها، مثل الشعر والرواية والقصة القصيرة.
وبعد نحو 9 سنوات على هذه الخطوة، تحديدًا في آذار/ مارس 2008، بدأ "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب" بإعادة إصدار بعض النصوص الصادرة عن السلسلة في طبعات جديدة، بهدف إعادة توفيرها بين يدي القراء العرب.