17-أكتوبر-2024
ترامب وماسك

إيلون ماسك ينفق بسخاء على حملة ترامب (رويترز)

أنشأ الملياردير الأميركي إيلون ماسك مجموعة دعمٍ جديدة، أطلق عليها اسم "لجنة العمل السياسي" لمؤازرة حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، واللافت في أساليب هذه اللجنة الترويجية أنها تنتهج استراتيجيةً تسويقيةً قديمة، تعتمد بشكل كبير على طرق الأبواب وإرسال الرسائل البريدية لجذب الناخبين لحليفه المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وكانت وكالة رويترز قد كشفت أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك يُنفق بسخاء كبير، بهدف استقطاب أكبر قدر من أصوات ناخبي الولايات الحاسمة أو المتأرجحة في التقليد الانتخابي الأميركي لصالح ترامب، في الانتخابات المزمع تنظيمها في 5 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وقالت رويترز نقلًا عن لجنة الانتخابات الفيدرالية، إن "إيلون ماسك أنفق خلال 3 أشهر نحو 75 مليون دولار على مجموعة دعم أنشأها وتعرف باسم لجنة العمل السياسي الأميركية المعروفة اختصارًا بـ (باك)"، والتي تحشد دعم الناخبين في الولايات الحاسمة التي تشتد فيها المنافسة بين ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس". وترى رويترز أن المبلغ المقدّم من ماسك يعدّ قياسيًا مقارنة بأي مجموعات أخرى تدعم المرشح الجمهوري. وجرى تخصيص 61% من هذه الأموال لعمليات ميدانية، وفقًا لتقارير لجنة الانتخابات الفيدرالية.

أنفق إيلون ماسك بسخاء على حملة ترامب

وكان إيلون ماسك قال أمس الأربعاء عبر منصة إكس إنه سيعقد "سلسلةً من الحوارات في أنحاء ولاية بنسلفانيا، بعد أقل من أسبوعين من ظهوره مع ترامب في الولاية"، مضيفًا أنّ "الراغبين في الحضور لا يحتاجون إلا للتوقيع على التماس عبر الموقع الإلكتروني أميركا باك لحضور الحوارات من مساء اليوم الخميس وحتى الإثنين القادم".

حيل ماسك التسويقية ونجاعتها:

سلطت واشنطن بوست الضوء، من خلال تقريرٍ أعدته تريشا ثاداني وإليزابيث دواسكن، على ما أسمته حيل ماسك التسويقية لصالح ترامب، واستعرضت الصحيفة تلك الحيل من خلال رواية رحلة أليسيا مكميليان، التي تعدّ واحدةً من مئات المروجين الذين يعملون نيابةً عن لجنة العمل السياسي الأميركية، لجذب الناخبين المؤيدين لترامب في الولايات المتأرجحة.

فبينما كانت مكميليان تستعد لطرق أول باب منزل بمنطقة عملها، استبدلت قبعتها الحمراء التي كتب عليها "اجعل أميركا عظيمةً مرة أخرى" بأخرى بيضاء كتب عليها باختصارٍ وبساطة "أميركا"، وكانت جزءًا من زي لجنة العمل السياسي التي أسسها ماسك.

لكن التطبيق الذي كانت مكميليان تستخدمه لتحديد المسار ومعرفة المنازل التي يجب زيارتها ظلّ يتعطل باستمرار، ففي عدة مرات وجهها لطرق باب منزل عليه لافتات زرقاء تدعم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. كما كان معظم الناخبين الذين تحدثت إليهم إما مترددين أو غير مهتمين.

"هذا ليس من شأنك"، هكذا ردت إحدى النساء بعد أن سألتها مكميليان عمّا إذا كانت تنوي التصويت لترامب، بينما قالت أخرى "أنا مترددة" ورفضت التوضيح عندما سألتها مكميليان بلطف عن السبب، وأكملت بصرخة ثالثة وهي تغلق الباب "لن أصوت لترامب".

وتعلق واشنطن بوست قائلةً، إنّ "لجنة العمل السياسي برزت كلاعب رئيسي في حملة ترامب للظفر بولاية ثانية، حيث تدير أكبر عملية مستقلة لاستقطاب الناخبين لصالح المرشح الجمهوري في الأسابيع الأخيرة من الحملة".

وإضافة لولاية ويسكونسن، تركز اللجنة على ولايات متأرجحة أخرى، بما في ذلك بنسلفانيا، حيث تخطط لتوظيف عدد كبير من المتطوعين قبل يوم الانتخابات، وفقًا لشخصين مطلعين على الخطط الخاصة بإيلون ماسك، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

أساليب ماسك الغريبة:

ترى صحيفة واشنطن بوست أن أسلوب القيادة الغريب والمعتاد لماسك، بما في ذلك المطالب الفائقة والإقالات المفاجئة، قد تعيق في بعض الأحيان مشروعه السياسي، ما قد يحد من فعاليته في المرحلة الأخيرة من السباق الرئاسي.

وكان ماسك أطلق حملته لدعم ترامب الربيع الماضي برؤًى كبيرة لإثارة "موجة حمراء"، عن طريق إرسال المروّجين في جميع أنحاء البلاد، من أجل إقناع مئات الآلاف من الناخبين المترديين أو غير المهتمين في الولايات المتأرجحة.

وبحسب تقرير واشنطن بوست، يحصل المؤيدون المتحمسون لترامب مثل مكميليان على أجر يتراوح بين 20 إلى 40 دولارا في الساعة، ويشكلون العمود الفقري لخطة ماسك -الرجل الأغنى في العالم بثروة تقدر حاليا بـ264 مليار دولار- لانتخاب ترامب.

تعتمد مجموعة الدعم التي أسسها إيلون ماسك لمساندة ترامب أساليب ترويجية تقليدية مع تركيز أنشطتها في الولايات المتأرجحة

وترى واشنطن بوست أن تركيز ماسك على عمليات الطرق على الأبواب، يتناسب أو يتماشى مع ازدرائه للتسويق التقليدي على غرار الإعلانات التلفزيونية في شركته لصناعة السيارات تسلا، فقد نمت الشركة بشكل كبير من خلال الإحالات الشفوية وشخصيته اللافتة للنظر.

بالإضافة لأسلوب طرق الأبواب استثمرت لجنة العمل السياسي أيضًا بشكل كبير في البريد المباشر، بما في ذلك المحتوى الذي يحث الناخبين على التحقق من التسجيل أو الإدلاء بأصواتهم.

وصُنفت اللجنة التي أنشأها ماسك كأكبر مرسل لهذا النوع من البريد الدعائي في البلاد هذا العام، متجاوزةً جميع أحزاب الولايات الجمهورية مجتمعة، وذلك وفقا لشركة "مينت" التي تقوم بمسح المنازل لتتبع البريد السياسي.

ومع ذلك تقول واشنطن بوست إن إيلون ماسك سيئ السمعة في صناعة التكنولوجيا بسبب أسلوبه الإداري العدواني ومنهجه العملي المكثف، وإقالته للأشخاص أو الفرق بأكملها التي لا تحقق أهدافه، حيث قام بتسريح آلاف الأشخاص في شركة تسلا هذا العام، بما في ذلك الفريق المكلف بشحن السيارات، كما قام بعد استحواذه على تويتر بطرد أكثر من 75% من موظفي الشركة.