حسم الحزب الجمهوري انتخابات الكونغرس الأميركي لصالحه بعد حصوله على 218 مقعدًا من أصل 535 مقعدًا، ليحكم بذلك قبضته على السلطات الرئيسية في الولايات المتحدة، بما في ذلك الأغلبية في مجلس الشيوخ، إضافة إلى البيت الأبيض بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية، وسط توقعات بأن يمنح الجمهوريون ترامب تفويضًا لتنفيذ أجندته السياسية التي وعد بها الناخبين، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
ومنح فوز الجمهوريين في ولاية أريزونا، إلى جانب فوزهم في ولاية كاليفورنيا التي شهدت تباطؤا في الفرز، مساء الأربعاء، الأغلبية التي مكنتهم من الاحتفاظ بالسيطرة على الكونغرس للعامين القادمين، ومع هذه الأغلبية التي تقول "أسوشيتد برس" إنهم "حصلوا عليها بشق الأنفس" و"أغلبية ضئيلة"، يتطلع القادة الجمهوريون إلى منح ترامب تفويضًا لتنفيذ أجندته السياسية بطريقة سريعة.
وكان ترامب قد وعد بأنه منذ اليوم الأول سيبدأ بتنفيذ أكبر عملية ترحيل في الولايات المتحدة على الإطلاق، بالإضافة إلى توسيع نطاق الإعفاءات الضريبية، ومعاقبة خصومه السياسيين، والسيطرة على أقوى أدوات الحكومة الاتحادية، وإعادة تشكيل الاقتصاد الأميركي. ويضمن حصول الجمهوريين على الأغلبية في الكونغرس لتنفيذ إلى هذه الأجندة، فيما سيكون الديمقراطيون عاجزين تقريبًا عن الوقوف بوجهها، بحسب "أسوشيتد برس".
على الرغم من حسم الجمهوريين الأغلبية في الكونغرس لصالحهم، فإن الانقسامات الداخلية من الممكن أن تؤثر على القوانين التي يريدون تمريرها
وبحسب شبكة "CNN" الأميركية، فإن الجمهوريين تمكنوا في طريقهم إلى السيطرة على الكونغرس من قلب سبع مقاعد كانت ديمقراطية، وفي المقابل تمكن الديمقراطيون من قلب ست مقاعد كانت جمهورية. وتقول "أسوشيتد برس" إنه عندما فاز ترامب بانتخابات الرئاسة عام 2016، سيطر الجمهوريون على الكونغرس أيضًا، مشيرة إلى أنه، ومع ذلك، لا يزال لديهم مشكلة تتمثل بمواجهة الجمهوريين المعارضين لسياسات ترامب.
وتقول مجلة "تايم" الأميركية إن الجمهوريين استطاعوا الحفاظ على الأغلبية في الكونغرس، بعد فوزهم الولايات الرئيسية المتأرجحة، بما في ذلك حصولهم على مقعدين كانا ديمقراطيان في بنسلفانيا، حيثُ حاولوا الاستفادة في حملتهم الانتخابية من القضايا الرئيسية، بما في ذلك حق الإجهاض، كما تمكنوا أيضًا من الفوز بمقعد كان ديمقراطيًا في كولورادو، وكذلك الفوز بمقعد شاغر في ميشيغان، فضلًا عن حفاظهم على مقاعدهم بشكل كامل في أيوا ونبراسكا، وتشير التوقعات إلى إمكانية قلبهم مقعدًا أخرًا في ألاسكا.
وعلى الرغم من حسم الجمهوريين الأغلبية في الكونغرس لصالحهم، فإن الانقسامات الداخلية من الممكن أن تؤثر على القوانين التي يريدون تمريرها، بحسب "تايم"، حيثُ يواجه رئيس المجلس الجمهوري، مايك جونسون، مهمة صعبة تتمثل في توحيد الكتلة البرلمانية، مشيرةً إلى وجود مخاوف بين الجمهوريين من حصول جمود سياسي في الكونغرس، إذا ما اصطدم التيار اليميني المتطرف مع التيار المعتدل بشأن التشريعات الرئيسية، وخاصة قضايا الإنفاق الحكومي.
وكان الجمهوريون قد صوتوا على احتفاظ جونسون بمنصبه كرئيس للكونغرس، بالإضافة اختيارهم، ستيف سكاليز، زعيمًا للأغلبية، وكلاهما من ولاية أيزونا، وقد خاطب الثنائي الأعضاء الجمهوريين في رسالتين منفصلتين، وحددا فيهما أولوياتهما بالحفاظ على أمن الحدود، ودعم قوانين التخفيضات الضريبية التي سيصدرها ترامب، بالإضافة إلى تقليص الإنفاق الحكومي، بحسب ما ذكر موقع "cbsnews" الأميركي.