عقب مشوار طويل وشاق في التصفيات الآسيوية، خاضت فيه عدة مراحل وملحقين، نجحت أستراليا في بلوغ مونديال قطر 2022، في تواجد هو الخامس لها على التوالي والسادس في تاريخها بنهائيات كأس العالم، بعد مشاركة أولى كانت عام 1974.
أستراليا كانت سابقا تخوض تصفيات كأس العالم ضمن اتحاد قارة أوقيانوسيا الذي أنشأته رفقة نيوزيلندا عام 1966، بعد عديد المحاولات منها للانضمام إلى الاتحاد الآسيوي، والذي كان يرفض دائما ذلك، كون القوانين كانت تنص على عدم إمكانية انضمام اتحادات الدول التي تقع خارج حدود القارة.
وفي 23 آذار/مارس من عام 2005، استجاب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لطلب أستراليا وأعلن انضمامها إلى الاتحاد الآسيوي في قرار تم العمل به رسميا في الأول من كانون الثاني/يناير 2006، ليكون المنتخب الأسترالي بعد ذلك أحد أبرز المنتخبات في القارة الصفراء.
معاناة قبل التأهل
عانت أستراليا في التصفيات الآسيوية كثيرا قبل وصولها إلى مونديال قطر 2022 لتصبح خامس المتأهلين بعد كل من، السعودية، اليابان، كوريا الجنوبية، وإيران. مشوار المنتخب الأسترالي نحو النهائيات العالمية بدأ من مرحلة المجموعات الأولى بعد أن وقع في مجموعة تحتوي الكويت والأردن ونيبال وتايبيه، حيث تمكن من حسم الصدارة برصيد 24 نقطة من 8 انتصارات كاملة دون أي تعادل أو هزيمة.
الصورة القوية التي ظهرت عليها في المرحلة الأولى لها لم تستطع أستراليا الاستمرار عليها في المرحلة النهائية التي خاضت منافساتها ضمن المجموعة الثانية مع، السعودية، واليابان، وعمان، والصين، وفيتنام، رغم الترشيحات الكبيرة التي أحاطت بها عقب القرعة.
فمع نهاية التصفيات المباشرة احتلت أستراليا المركز الثالث بمجموعتها برصيد 15 نقطة بفارق 8 نقاط عن السعودية صاحبة الصدارة و 7 نقاط عن اليابان الوصيفة، لتلعب في الملحق الآسيوي ضد الإمارات، ثالثة المجموعة الأولى، وتفوز عليها بهدفين لهدف. وفي ملحق آخر جمعها مع خامس تصفيات أمريكا الجنوبية، نجحت أستراليا في التغلب على البيرو بركلات الجزاء الترجيحية (5ـ4) بعد التعادل سلبًا في الوقتين الأصلي والإضافي، لتحسم التأهل رسميا إلى النهائيات السادسة في تاريخها.
حضور بدون بصمة
مشاركات "الكنغر" الأسترالي السابقة لم تترك بصمة في تاريخ كأس العالم حيث كان أفضل إنجاز لها هو الوصول إلى دور الـ 16 في نسخة 2006 بألمانيا تحت قيادة المدرب الهولندي غوس هيدينك، الذي صنع مفاجأة كبيرة في الوصول مع كوريا الجنوبية إلى نصف نهائي مونديال 2002.
أول ظهور لمنتخب أستراليا في نهائيات كأس العالم كان في مونديال ألمانيا الغربية 1974 حين وقعت في المجموعة الأولى رفقة البلد المستضيف، وألمانيا الشرقية وتشيلي، حيث لم يستطع المنتخب الأسترالي حصد أكثر من نقطة واحدة جاءت من تعادله مع نظيره التشيلي، في حين خسر أمام أصحاب الأرض بثلاثة أهداف دون رد، وأمام منتخب ألمانيا الشرقية بثنائية نظيفة.
وعقب غياب استمر لـ 32 عاما سجلت أستراليا حضورها الثاني بعدما بلغت مونديال ألمانيا الموحدة في 2006، بجيل هو أفضل ما قدمت الكرة الأسترالية عبر تاريخا، والذي قدم أداء لافتًا مكنه من احتلال المركز الثاني في المجموعة السادسة بعد الفوز على اليابان (3ـ1)، والتعادل مع كرواتيا (2ـ2)، مقابل هزيمة جاءت أمام البرازيل (0ـ2).
في دور الـ 16 التقى منتخب أستراليا مع نظيره الإيطالي ولعب معه مباراة قوية حسمها "الأزوري" بهدف قاتل أحرزه النجم فرانشيسكو توتي في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل ضائع للزمن الأصلي من ركلة جزاء تحصل عليها فابيو غروسو، الذي قاد إيطاليا لتحقيق اللقب حينها رفقة جان لويجي بوفون، أليكس ديل بييرو، أندريا بيرلو، أليساندرو نيستا، ماتيراتزي، وفابيو كانافارو، معد المدرب الكبير مارتشيلو ليبي.
وخلال مشاركتها في مونديال جنوب إفريقيا 2010، ظهرت أستراليا بصورة محترمة ونجحت أيضا في حصد أربع نقاط في دور المجموعات لكنها لم تتمكن من بلوغ الدور الثاني بعد أن حلت بالمركز الثالث بـ 4 نقاط خلف غانا التي حلت ثانية بفارق الأهداف، في حين كانت الصدارة من نصيب منتخب ألمانيا بـ 6 نقاط.
أما في مونديال البرازيل 2014، فقد ودعت أستراليا المنافسات من الدور الأول بثلاث هزائم أمام كل من، تشيلي (1ـ3)، وهولندا (2ـ3)، وإسبانيا (0ـ3)، وفي الخامسة بمونديال روسيا 2018، تكررت نفس الخيبة بعد خسارة من فرنسا (1ـ2)، وتعادل مع الدنمارك (1ـ1) وسقوط آخر جاء على يد البيرو (0ـ2).
حظوظ ضئيلة
لم يعد منتخب أستراليا بالقوة التي عرف بها سابقا ويستعد لخوض غمار مونديال قطر 2022 بحظوظ ضئيلة للتأهل إلى دور الـ 16 في مجموعة تضم حاملة اللقب فرنسا، والدنمارك الواصلة إلى النهائيات بعد عروض قوية في التصفيات الأوروبية، إلى جانب تونس ومنتخبها المقنع.
يتميز المنتخب الأسترالي بعناصر قوية على مستوى البنية الجسمانية التي تعطيه أفضلية نسبية في الكرات الثابتة، والالتحامات البدنية داخل المستطيل الأخضر، وهجوم هو الأقوى كان في التصفيات رفقة هجوم منتخب إيران بـ 15 هداف لكل منهما.
لكن ما يعاب على منتخب أستراليا هو البطء في نقل الكرة وضعف واضح في مواجهة المنتخبات التي تمتلك لاعبين مهاريين، الأمر الذي بدا جليا خلال المباراتين مع اليابان في التصفيات، وهذا ما قد يكون سببا في التسبب بمتاعب كبيرة لتشكيلة المدرب غراهام ارنولد في النهائيات القادمة أمام فرنسا بالتحديد.
تشكيلة غراهام ارنولد تضم لاعبين ينشط أغلبهم في الدوري الأسترالي، أبرزهم المهاجم جيمي مكلارين، مارتن بويل، دينيس جانيرو، ريان ماكجوان، وغيرهم.. في أول مبارياته يلتقي المنتخب الأسترالي مع نظيره الفرنسي يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر القادم ثم يواجه المنتخبين التونسي والدنماركي في 26 و30 من الشهر نفسه