13-أغسطس-2024
مدرعات روسية

(AP) مركبات عسكرية روسية في طريقها إلى كورسك

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن القوات الروسية ستقوم بإخراج القوات الأوكرانية من منطقة كورسك التي توغلت فيها مذن السادس من آب/أغسطس الجاري، فيما قال مسؤول أمني إن القوات الأوكرانية تسيطر على ألف كم في المنطقة، بما في ذلك 28 بلدة، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وقال بوتين خلال اجتماع الاثنين مع مسؤولين أمنيين، أمس الاثنين، إن "المهمة الرئيسية لوزارة الدفاع تكمن في طرد العدو من أراضينا"، وأضاف أن "العدو يسعى إلى تحسين موقفه التفاوضي مستقبلًا"، مؤكدًا أنها "آمال عقيمة".

واتهم بوتين كييف بأنها "تنفذ رغبة أسيادها الغربيين" الذين يقاتلون روسيا "بأيدي الأوكرانيين"، مضيفًا أن أوكرانيا تسعى إلى "زرع الانقسام والفوضى" داخل المجتمع الروسي، فضلًا عن "ترهيب الناس وتقويض لحمة المجتمع الروسي وتماسكه".

وصف بوتين محاولة كييف تحسين موقف التفاوضي من خلال توغلها في كورسك بأنه "آمال عقيمة"

وأعلن حاكم كورسك بالوكالة، أليكسي سميرنوف، أمس الاثنين، أن القوات الأوكرانية سيطرت على 28 بلدة في المنطقة، وأبلغ سميرنوف بوتين بأن العملية الأوكرانية تمتد في منطقة بعمق 12 كم، وعرض 40 كم.

ولمواجهة الوضع "المثير للقلق"، أمرت السلطات الروسية بعمليات إجلاء جديدة للمدنيين في منطقتي كورسك وبيلغورود المحاذيتين لأوكرانيا، وقال سميرنوف إنه تم إجلاء نحو 121 ألف شخص من كورسك.

من جانبه، أكد فولوديمير زيلينسكي أن القوات الأوكرانية مستمرة "في تنفيذ عمليات هجومية في منطقة كورسك"، ووصف هجوم كورسك بأنه "مسألة أمنية" بالنسبة لأوكرانيا بسبب الضربات الروسية التي تستهدف أراضيها.

وجدد زيلينسكي في رسالته اليومية، أمس الاثنين، مطالبه للدول الغربية بالسماح للقوات الأوكرانية استخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية، مشيرًا إلى أنه "يجب إرغام روسيا على السلام".

وقال قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، إن القوات الأوكرانية سيطرة على نحو ألف كم من الأراضي في روسيا، وهي مساحة أكثر بكثير مما اعترفت به السلطات الروسية، مشيرًا إلى أن "القتال مستمر بالفعل على طول الخط الأمامي بالكامل. الوضع تحت سيطرتنا"، وفقًا لما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".

إلى ذلك، أكد الناطق باسم الخارجية الأوكرانية، جورجي تيخي، في مؤتمر صحفي أن "سرعة موافقة روسيا على سلام عادل.. سيعجل في وقف هجمات قوات الدفاع الأوكرانية على روسيا".

خارطة التوغل الأوكراني
خارطة توغل القوات الأوكرانية في كورسك (معهد دراسات الحرب/AP)

وتشير التقديرات إلى أن نحو عشرة آلاف جندي أوكراني مدعومين بالدبابات والمركبات القتالية المدرعة عبروا إلى روسيا، وقاموا بالتوغل في عدة بلدات على مسافة تصل إلى نحو 24 كم ، بحسب "أسوشيتد برس".

وتقول الوكالة إن روسيا كانت قد شهدت توغلات سابقة في أراضيها خلال الحرب التي المستمرة منذ شباط/فبراير الماضي، لكن التوغل في منطقة كورسك كان أكبر هجوم على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، وكانت هذه المرة الأولى أيضًا التي يقود فيها الجيش الأوكراني غزوًا بدلًا من المقاتلين الروس المؤيدين لأوكرانيا.

ووجه التقدم الأوكراني ضربة لجهود بوتين للتظاهر بأن الحياة في روسيا لم تتأثر إلى حد كبير بالحرب، حيثُ حاولت الدعاية الرسمية التقليل من أهمية الهجوم، مؤكدة على جهود السلطات لمساعدة سكان المنطقة، وسعت إلى صرف الانتباه عن فشل الجيش في الاستعداد للهجوم وصده بسرعة، بحسب "أسوشيتد برس".

وقد أثار القتال داخل روسيا تساؤلات حول ما إذا كانت أوكرانيا تستخدم أسلحة زودتها بها دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في الوقت الذي امتنعت بعض الدول الغربية عن السماح لأوكرانيا باستخدام مساعداتها العسكرية لضرب الأراضي الروسية، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى تأجيج التصعيد الذي قد يجر روسيا و"الناتو" إلى الحرب.

وقالت المتحدثة باسم لجنة التحقيقات الفيدرالية الروسية، سفيتلانا بيترينكو، إنه: "خلال عمليات الفحص، ثبت أن الجانب الأوكراني في مقاطعة كورسك يستخدم بشكل واسع الأسلحة الصغيرة والمعدات الثقيلة وراجمات الصواريخ وغيرها من الأسلحة التي توفرها دول الناتو".

أثار القتال داخل روسيا تساؤلات حول ما إذا كانت أوكرانيا تستخدم أسلحة زودتها بها دول "الناتو"

وفي الوقت الذي أكد وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، أنه "لا يمكن استخدام الأسلحة التي قدمناها (لأوكرانيا) لمهاجمة روسيا على أراضيها"، فإن المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، أرن كولاتز، قال إن الخبراء القانونيين يتفقون على أن "القانون الدولي ينص على أن الدولة التي تدافع عن نفسها يمكنها أيضًا الدفاع عن نفسها على أراضي المهاجم. وهذا واضح من وجهة نظرنا أيضًا".

وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، قد كشفت أن روسيا دربت قواتها البحرية على استهداف مواقع في عمق أوروبا بصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية في صراع محتمل مع "الناتو"، بحسب موقع "كييف بوست".

ونقل "كييف بوست" أن الملفات السرية التي اطلعت عليها الصحيفة البريطانية تضمنت خرائط الأهداف البعيدة مثل الساحل الغربي لفرنسا، ومدينة بارو إن فورنيس في المملكة المتحدة، مشيرًا إلى أن الملفات أظهرت كيف تصورت روسيا صراعًا مع الغرب يمتد إلى ما هو أبعد من حدودها المباشرة مع دول "الناتو".