وقعت أكثر من 100 منظمة حقوقية سورية ودولية بيانًا دعت فيه الأمم المتحدة للتصويت على هيئة أممية لمفقودي سوريا.
وفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد فُقدَ قرابة 100 ألف شخص خلال 12 عامًا من النزاع في سوريا، أخفي قسرًا غالبيتهم على يد النظام السوري
ومن بين المنظمات الموقعة على البيان المشترك منظمة هيومن رايتس ووتش، ومن المتوقع أن تشهد نهاية شهر حزيران/يونيو الجاري دعوة "الجمعية العامة للأمم المتحدة" للتصويت على قرار بإنشاء مؤسسة مستقلة لكشف مصير وأماكن وجود الأشخاص المفقودين في سوريا، الأمر الذي سيشكل حسب هيومن رايتس ووتش "علامة فارقة في استجابة المجتمع الدولي للصراع السوري"، فضلًا عن أن تشكيل هذه الهيئة الإنسانية سيمنح السوريين إجابات طال انتظارها عن أحبائهم المفقودين منذ فترة طويلة.
ووفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد فُقدَ قرابة 100 ألف شخص خلال 12 عامًا من النزاع في سوريا، أخفي قسرًا غالبيتهم على يد النظام السوري.
يشار إلى أنه في عام 2021، دعت مجموعة من العائلات والناجون السوريون إلى إنشاء مؤسسة إنسانية جديدة ومستقلة تركز على حق الضحايا، غير القابل للتصرف، في معرفة الحقيقة عن مصير أحبائهم.
وفي هذا الصدد، قال مدير قسم الأمم المتحدة في منظمة هيومن رايتس ووتش لويس شاربونو، إن "العائلات التي تحاول جاهدة معرفة مصير مفقوديها في سوريا هي التي وضعت فكرة إنشاء مؤسسة إنسانية معنية بمعرفة ما حدث لأحبائهم المخفيين. الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك حكومة النظام السوري وحليفتها روسيا، مدينة لآلاف العائلات السورية التي تعاني بالتصويت لصالح هذه المبادرة المهمة"، على حدّ تعبيره.
وبحسب البيان الذي وقعته 102 منظمة سورية ودولية فإن الدعوة لإنشاء مثل هذه المؤسسة الجديدة مدعومة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير طوعي، واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ويعتقد الموقعون على البيان أنّ التصويت على هذه المؤسسة المستقلة "سيشكل أول استجابة على الإطلاق للصراع السوري تم تصورها والعمل عليها بالكامل من قبل الضحايا السوريين والناجين من الاختفاء القسري وعائلات الأشخاص المفقودين".
وتابع البيان أن "الجهود التي تبذلها العائلات السورية بحاجة إلى أوسع وأقوى دعم ممكن"، ومن هذا المنطلق تدعو المنظمات الموقعة على البيان "الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى دعم حق العائلات في معرفة الحقيقة من خلال التصويت لصالح القرار" حيث "سيشكل التصويت لصالح القرار خطوة رئيسية نحو تقديم إجابات طال انتظارها لآلاف العائلات التي عانت من الفقد وعدم اليقين"، حسب البيان.
العائلات التي تحاول جاهدة معرفة مصير مفقوديها في سوريا هي التي وضعت فكرة إنشاء مؤسسة إنسانية معنية بمعرفة ما حدث لهم
وأردف البيان أنّ "المضي قدمًا في هذه القضية أساسي للأسر والمجتمع ككل"، وعليه فإنه يجب على المجتمع الدولي "أن يمد يد الدعم والمساعدة للأسر والضحايا المحتاجين. الشعب السوري لا يستحق أقل من ذلك".