تسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان بحركة نزوح جماعي، حيث تجاوز عدد النازحين حتى الآن ما حدث في حرب تموز عام 2006، فبلغت حسب آخر بيانات اليونيسيف أكثر من مليون نازح منهم 300 ألف طفل.
جل النازحين هم من جنوب لبنان والضواحي الجنوبية المكتظة بالسكان في بيروت، ومع استمرار الناس في التنقل، حيث أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا" إلى أنه من المتوقع أن يزداد عدد النازحين.
🚨 Flash appeal:#Lebanon is facing the largest escalation of conflict since the 2006 war, with a devastating human toll.
The crisis is overwhelming already strained resources.@UN and partners urgently need $425.7M to deliver life-saving assistance to 1 million people.
— UN Humanitarian (@UNOCHA) October 1, 2024
ونوهت "أوتشا" إلى أن العديد من النازحين سبق وأن نزحوا عدة مرات منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، والقصف الذي طال الأراضي اللبنانية، حيث يحتاج معظمهم إلى مساعدة عاجلة، بعد أن اضطروا إلى الفرار من منازلهم بسرعة دون الحصول على المواد الأساسية التي يحتاجون إليها في الحياة اليومية.
وبيّنت "أوتشا" إلى حاجة المراكز والمجتمعات التي تستضيف النازحين إلى الدعم، إذ يواجه اللاجئون ظروفًا أكثر صعوبة الآن بسبب نقص الوصول إلى المأوى والخدمات الأساسية، وزادت "أوتشا": "إن العنف المستمر والوضع الأمني المتدهور بسرعة يعرض حياة مئات الآلاف من الناس للخطر على جانبي الخط الأزرق".
أوتشا: تجاوز عدد النازحين في لبنان حتى الآن ما حدث في حرب تموز عام 2006
واستعرض مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مخاطر النزوح في لبنان، إذ "يعيش ما يقرب من 90 في المائة من سكان لبنان في المناطق الحضرية، بما في ذلك الأحياء الحضرية المترامية الأطراف والمكتظة بالسكان، مما يجعل الخسائر الجماعية في المناطق الحضرية مصدر قلق خاص، كما يتعرض كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم من الأشخاص غير القادرين على الفرار بسبب الحواجز المختلفة لخطر متزايد في المناطق التي تتعرض للقصف والهجوم".
وأظهرت "أوتشا" الأضرار البالغة التي ألمّت بالبنية التحتية الأساسية في لبنان، حيث دُمر "ما لا يقل عن 4000 مبنى سكني، بينما تضرر 20 ألف مبنى آخر بشدة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، واعتبارًا من 28 سبتمبر 2024، تم الإبلاغ عن تضرر 25 منشأة مياه مما أثر على ما يقرب من 300000 شخص على المياه، وتم إغلاق 37 منشأة صحية في جميع أنحاء البلاد".
أطلقت "أوتشا" نداء عاجلًا يدعو لتوفير 425.745.000 دولار أمريكي، لتقديم المساعدة المنقذة للحياة والحماية لمليون لبناني وسوري ولاجئ فلسطيني في لبنان
ولم يغفل التقرير الأممي الأزمات التي كانت تعصف بلبنان، حيث يأتي التصعيد من قوات الاحتلال وسط "أزمة حوكمة واقتصادية ومالية معقدة ومتعددة الطبقات في لبنان، والتي اتسمت بتدهور مطرد للاستقرار الاجتماعي والأنظمة، إضافة إلى الصدمات الداخلية والخارجية مثل كوفيد-19 وانفجار مرفأ بيروت في عام 2020".
كما بيّنت "أوتشا" بعض الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها لبنان بالأصل، إذ "تسببت الأزمة الاقتصادية والمالية في انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للبنان من 54.9 مليار دولار في عام 2018 إلى 17.94 مليار دولار في عام 2023، وتكافح البلاد التضخم المفرط، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية للأفراد، مما جعل السلع والخدمات اليومية باهظة الثمن. وقد تضاعف الفقر أكثر من ثلاثة أضعاف في العقد الماضي، ويؤثر الآن على 44 في المائة من إجمالي السكان في لبنان"
وأشار التقرير الأممي إلى عامل هام يزيد من الأزمات المعيشية في لبنان وهو استضافته العديد من اللاجئين، منهم 1.5 مليون سوري، وأكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني، و11 ألف لاجئ من جنسيات أخرة، ما جعل لبنان "البلد الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين لكل فرد في كل كيلو متر مربع بالعالم"، ومن أكثر الأماكن اكتظاظًا باللاجئين تأتي منطقة البقاع، والتي تستهدفها قوات الاحتلال بغاراتها الجوية.
وعلى ذلك أطلقت "أوتشا" نداء عاجلًا لدعم المساعدات الإنسانية المبدئية والفعالة لمدة 3 أشهر، وذلك دعمًا للاستجابة الطارئة التي تقودها الحكومة وفق تصريح المكتب الأممي، إذ يدعو النداء إلى توفير 425.745.000 دولار أمريكي لتقديم المساعدة المنقذة للحياة والحماية لمليون لبناني وسوري ولاجئ فلسطيني في لبنان ولاجئ فلسطيني من سوريا ومهاجرين آخرين، "سيكون الضخ الفوري للتمويل الإضافي أمرًا بالغ الأهمية لتلبية الاحتياجات الإنسانية القائمة والجديدة للأشخاص المحاصرين في خضم الأعمال العدائية المتصاعدة.