مع ارتفاع أعداد النازحين القادمين من البلدات والقرى الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، جراء العدوان الإسرائيلي الشامل، انخرط متطوعون بلا كلل أو ملل في عملية تحضير وجبات الطعام وتقديمها للنازحين.
في مطعم تديره منظمة خيرية بالعاصمة بيروت، يقوم متطوعون بملء علب الغذاء تحوي أرز وخضراوات، بينما يقّلب آخرون قدورًا ضخمة لطهي الطعام في محاولة لمواكبة الزيادة الكبيرة في الطلب من قبل النازحين الفارين من الهجمات الإسرائيلية.
تقول جوزفين أبو عبدو، وهي طاهية وأحد مؤسسي منظمة "نيشن ستيشن" أو "محطة البلد" الخيرية، لوكالة "رويترز" للأنباء، إن "هذا المطبخ الخيري يقدم 700 وجبة في اليوم، ويعمل بأقصى طاقته، لكنني علمت بعد ذلك أن هناك حاجة إلى 1000 وجبة".
في مطعم تديره منظمة خيرية بالعاصمة بيروت، يقوم متطوعون بملء علب الغذاء تحوي أرز وخضراوات، بينما يقّلب آخرون قدورًا ضخمة لطهي الطعام
تشير جوزفين إلى الصعوبات التي تواجههم، وتصف ذلك، بالقول: " إننا لا نلحق، ونحس كأننا نقطة ببحر"، في حين يسارع فريق المتطوعين من مختلف الأعمار، ومن شتى أنحاء لبنان من حولها، في تعبئة علب الغذاء.
يقدم المطعم بعض الأطباق اللبنانية التقليدية مثل، الكوسة المحشوة بالأرز واللحم والبرغل والطماطم، بالإضافة إلى حساء الخضار وسلطة الملفوف.
وعندما قامت إسرائيل بشن عدوانها الشامل على لبنان، الإثنين الماضي، اضطر نحو 40 ألف لبناني إلى النزوح إلى أماكن أمنة، وفي غضون أيام، بدأ المتطوعون في طهي وتوزيع كميات إضافية من الطعام، دون أي تمويل إضافي، على الأماكن التي تؤوي نازحين، في استجابة طارئة لتطورات الأحداث.
وأوضحت جوزفين، أننا "أول ما بدأنا، لم يكن لدينا تمويل. كنا نعتمد فقط على العوائد التي نحصل عليها بالعادة، لأننا لسنا فقط مطبخًا خيريًا، بل نبيع أكلًا لمن يحتاج. عملنا في بادئ الأمر بالاعتماد على مدخراتنا القليلة، التي غطت أول ثلاثة أيام فقط، ولاحقًا كثير من الناس قدموا تبرعات". وأضافت: "الآن التبرعات تغطي يومين أو ثلاثة، ولنرى كل يوم بيومه".
بدورها، قالت مي عياش، وهي طاهية محترفة متطوعة في المطعم الخيري، لـ"رويترز": "كلنا نحاول بأقصى طاقتنا لنشكل فارقًا ولو ضئيلًا للمساعدة. هذا أقل ما يمكن أن نقدمه، وللأسف اعتدنا على تلك الأوضاع".
وتأسست منظمة "نيشن ستيشن"، لمساعدة المتضررين من انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في عام 2020، وانطلق عمل الفريق الذي كان مكونًا من خمسة أفراد فقط، من محطة وقود مهجورة بعد الكارثة.
واجتمع المتطوعون لتقديم المساعدات العاجلة وللبرهنة من خلال ذلك على قوة المجتمع المحلي عند الأزمات، وقدموا الرعاية الطبية والمأوى والغذاء، وسرعان ما تطورت المنظمة إلى مبادرة مواطنيّة تدعم المجتمع المحلي المتضرر من الانفجار، لينموا الفريق مع مرور الوقت ويصبح مكونًا من مائة فرد.