تستخدم دولة الاحتلال الإسرائيلي تقنية الذكاء الاصطناعي في حربها على قطاع غزة. ورغم عدم وجود تصريحات واضحة ومعلنة من جيش الاحتلال، إلّا أنه ألمح إلى ذلك عندما قال المتحدث باسمه: "نعمل فوق وتحت الأرض في وقت واحد".
وقال مسؤول أمني لوكالة "فرانس برس"، إن هذه التكنولوجيا: "تدمر الطائرات المُسيّرة، وترسم خرائط لشبكة أنفاق حماس الواسعة في غزة".
من جانبه، قال آفي حسون، الرئيس التنفيذي لحاضنة التكنولوجيا الإسرائيلية "ستارت أب نيشن سنترال": "بشكل عام، تمثل الحرب في غزة تهديدات، ولكنها تمثل أيضًا فرصًا لاختبار التقنيات الناشئة في هذا المجال"، وفق قوله.
تتزايد التقارير عن قيام إسرائيل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عدوانها على غزة
وأضاف: "سواء في ساحة المعركة أو في المستشفيات هناك تقنيات تم استخدامها في هذه الحرب ولم يتم استخدامها في الماضي".
بدورها، قالت خبيرة الأسلحة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" ماري ويرهام، لوكالة "فرانس برس"، إن: "ارتفاع عدد القتلى المدنيين يظهر أن هناك حاجة إلى قدر أكبر من الرقابة على استخدام الأشكال الجديدة من تكنولوجيا الدفاع".
وأوضحت ويرهام: "نحن الآن نواجه أسوأ حالة ممكنة من الموت والمعاناة التي نشهدها اليوم، وبعضها ناجم عن التكنولوجيا الجديدة".
ويستخدم الاحتلال أنظمة الذكاء الاصطناعي، في إسقاط الطائرات المُسيّرة، إذ كشف عن استخدام تقنية من صنع شركة إسرائيلية ناشئة، "Smart Shooter"، تتصل فيها طائرة مع أسلحة مثل البنادق والمدافع الرشاشة.
وقال مسؤول أمني: "إنها تساعد جنودنا على اعتراض الطائرات المُسيّرة، لأن حماس تستخدم الكثير من الطائرات بدون طيار". مضيفًا: "تجعل من كل جندي عادي - حتى الجندي الأعمى - قناصًا". يشار إلى أن شهادات عدة وصلت من قطاع غزة تتحدث عن استخدام أسلحة شبيهة في عمليات اغتيال أهالي القطاع، إذ تستخدم الرشاشات على طائرة مُسيّرة في عمليات القتل.
ولرسم خريطة للأنفاق، لجأ جيش الاحتلال إلى طائرات مُسيّرة تستخدم الذكاء الاصطناعي: "لتعلم اكتشاف البشر ويمكنها العمل تحت الأرض"، بما في ذلك طائرة صنعتها شركة "Robotican" الإسرائيلية الناشئة.
وأكد مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى أنه يتم استخدام هذه التقنية في غزة، موضحًا: "للدخول إلى الأنفاق والرؤية إلى الحد الذي تسمح به الاتصالات".
وأضاف المسؤول أنه قبل الحرب لم تكن التكنولوجيا تسمح للطائرات المُسيّرة بالعمل تحت الأرض بسبب مشاكل في إرسال الصور إلى الخارج.
"أسلحة مُجربة".. كيف تستعرض "إسرائيل" التقنيات العسكرية على أجساد الفلسطينيين؟
التفاصيل كاملة في التقرير: https://t.co/3WUjoJFI3p pic.twitter.com/oWgUzJuKRN
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 21, 2023
الذكاء الاصطناعي والمساهمة في الإبادة
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الشهر الماضي، أن الولايات المتحدة - الحليف الدولي الرئيسي لإسرائيل التي تقدم لها مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات كل عام - تقوم بتدريب جنودها على إسقاط طائرات مُسيّرة باستخدام مناظير "سمارت شوتر" الإسرائيلية.
وفي وقت سابق، قال نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، توم داوسن، لـ"الترا فلسطين": "يبدو بأن إسرائيل لديها تحت تصرُّفها نظام استهداف مدعوم بالذكاء الاصطناعي، يسمى Gospel، (باللغة العبرية هبسورا) والذي يسمح بمثل هذا القتل الدقيق، ويتعقب الأشخاص أثناء عودتهم إلى منازلهم وأماكن عملهم".
وكشف توم داوسن عن مخاوفه وشكوكه من أن الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة يتعرضون لاستهداف مباشر من جيش الاحتلال.
وبيّن داوسن لـ"الترا فلسطين" أن: "معدل القتلى بين الصحفيين في غزة يجعل من الصعب التصديق أنهم ليسوا مستهدفين"، مضيفًا أن على إسرائيل السماح بتفتيش أنظمتها للذكاء الاصطناعي، ونشر قواعد الاشتباك الخاصة بها لإظهار مدى: "احترام قواتها لحياة المدنيين".
وكانت مجلة +972 وموقع سيحا مكوميت العبري قد كشفا في تحقيق لهما، عن استخدام الاحتلال لنظام الذكاء الاصطناعي "هسبورا"، وهو نظام مبني إلى حدّ كبير على الذكاء الاصطناعي، ويمكنه تحديد الأهداف تلقائيًا تقريبًا بمعدل يتجاوز بكثير ما كان ممكنًا في السابق، ووصفه ضابط مخابرات إسرائيلي سابق، قائلًا: "النظام يعني أننا أمام مشروع للاغتيال الجماعي".
وتستخدم إسرائيل في عدوانها الشامل على قطاع غزة تقنيات تكنولوجية وأنظمة الذكاء الاصطناعي دون اختبارها سابقًا بشكلٍ جدي، فيما تتواطؤ الإدارة الأمريكية مع السلوك الإسرائيلي، ككل ما يحدث في العدوان، من أجل اختبار الأسلحة ونجاعتها، وفق تقرير لـ"بوليتيكو".
أسلحة محرمة دوليًا ضد #غزة، وخبير عسكري والدفاع المدني يشرحان آثارها وخطورتها.
هنا التفاصيل: https://t.co/b0RZzKNzV4 pic.twitter.com/aCYCzkOYOE
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 10, 2023
وانطلق تقرير الصحيفة الأمريكية من الطلب الإسرائيلي العاجل من شركة الطائرات المُسيّرة في وادي السيليكون "Skydio"، للحصول على المُسيّرات قصيرة المدى، التي تنتجها الشركة، والتي تستخدم داخل المباني.
ووافقت الشركة على الطلب الإسرائيلي، وقامت بإرسال أكثر من 100 طائرة مُسيّرة إلى الجيش الإسرائيلي، مع وعود بإرسال المزيد في الفترة المقبلة.
ويشير التقرير إلى أن "Skydio" ليست شركة التكنولوجيا الأمريكية الوحيدة التي تتلقى الطلبات، موضحًا أن العدوان الإسرائيلي على غزة: "يعمل على خلق طلب جديد على التكنولوجيا الدفاعية المتطورة، التي يتم توفيرها في كثير من الأحيان بشكل مباشر من قبل الشركات المصنعة الأحدث والأصغر حجمًا، خارج المفاوضات التقليدية بين الدول للحصول على الإمدادات العسكرية".
وتستخدم إسرائيل بالفعل طائرات مُسيّرة ذاتية القيادة من شركة "Shield AI" للقتال الداخلي عن قرب، ويقال إنها طلبت 200 طائرة مُسيّرة من نوع "Switchblade 600 Kamikaze" من شركة أمريكية أخرى، وفقًا لموقع "DefenseScoop".