أطلقت روسيا حوالي مائتي صاروخ ومسيّرة باتّجاه أوكرانيا، اليوم الاثنين، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وسدد ضربة لشبكة الطاقة الضعيفة أساسًا في البلاد، حيث انقطع التيار عن عدة مناطق، وفقًا لما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤولين أوكرانيين.
ويعد هذا الهجوم الأكبر منذ أسابيع، ويأتي فيما تمضي أوكرانيا قدمًا بهجوم بدأ قبل نحو ثلاثة أسابيع في منطقة كورسك الروسية، حيث أعلنت، أمس الأحد، أنها تتقدم.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في تسجيل مصور على تليغرام، إن "هناك أضرار كثيرة في قطاع الطاقة"، وأضاف أن "عمليات الإصلاح جارية".
يأتي الهجوم الروسي الواسع فيما تمضي أوكرانيا قدمًا بهجوم بدأ قبل نحو ثلاثة أسابيع في منطقة كورسك الروسية
وأفاد زيلينسكي بأن روسيا استهدفت أوكرانيا بأكثر من مائة صاروخ، وحوالى مائة مسيّرة هجومية مصممة في إيران، ودعت القوات الجوية الأوروبية للمساعدة في إسقاطها.
وقال على وسائل التواصل الاجتماعي: "في مختلف مناطقنا الأوكرانية، بإمكاننا القيام بأكثر بكثير من أجل حماية الأرواح إذا عمل جيراننا الأوروبيون مع مقاتلاتنا من طراز إف-16 وأنظمة دفاعنا الجوية".
وقال رئيس الوزراء الأوكرانيّ، دينيس شميهال، اليوم الاثنين، إن "15 منطقة تعرضت لهجوم روسي واسع"، وفقًا لما نقل موقع "بوليتكو"، وتابع مضيفًا "مرة أخرى، أصبحت البنية التحتية للطاقة هدفًا للإرهابيين الروس".
كما أكد شميهال في بيان منفصل أنه حتى تتمكن كييف من إيقاف الهجمات الصاروخية التي تشنها القوات الروسية ضد الأراضي الأوكرانية "تحتاج أوكرانيا إلى أسلحة بعيدة المدى، وإذن من شركائها لضرب الأهداف الروسية بها".
وأفاد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك، بأن الهجوم أظهر بأن كييف بحاجة للحصول على إذن لضرب "عمق الأراضي الروسية بالأسلحة الغربية".
وبحسب "بوليتيكو"، فإن الهجوم الواسع الذي شنته القوات الروسية تسبب بانفجارات متعددة في كييف وأوديسا وخاركيف ودنيبرو، بالإضافة إلى العديد من المدن الأصغر في وسط وغرب أوكرانيا.
وسُمع في العاصمة كييف، اليوم الإثنين، دوي انفجارات يعتقد بأنها ناجمة عن أنظمة الدفاع الجوي، بينما سارع السكان للاحتماء في محطات المترو، بحسب مراسلي وكالة الأنباء الفرنسية.
وأعلنت شركة الكهرباء الوطنية "أوكرينرغو" عن انقطاعات طارئة في التيار لإعادة الاستقرار إلى النظام بعد الهجوم، بينما تعطّل جدول مواعيد القطارات.
ومنذ الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في شباط/فبراير 2022، شنّت روسيا هجمات واسعة النطاق ومتكررة ضد أوكرانيا، بما في ذلك ضد منشآت الطاقة.
كما هاجمت روسيا البنى التحتية لشبكة السكك الحديد في منطقة سومي الشمالية، وفق ما أفادت شركة سكك الحديد الأوكرانية الوطنية، مشيرةً إلى "بعض محطات السكك الحديد التي انقطعت عنها الطاقة نتيجة الانقطاعات في شبكات المدينة، انتقلت لاستخدام المولدات الداعمة".
روسيا توقف تقدم الجيش الأوكراني في كورسك وتشن هجمات عكسية.. آخر مستجدات الحرب الروسية الأوكرانية مع مراسلنا سعد خلف pic.twitter.com/vIVDpf0ipy
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 26, 2024
وكان موقع "كييف بوست"، قد ذكر أن قائد الجيش الأوكراني، أوليكساندر سيرسكي، قال إن الصواريخ والمسيّرات الروسية استهدفت 11879 منشأة في أوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022، مشيرًا إلى القوات الروسية أطلقت 9590 صاروخًا و13997 مسيّرة، وأن الجيش الأوكراني تمكن من إسقاط 2429 صاروخًا، ما يعادل 25.3 بالمئة، بالإضافة إلى 5972 مسيّرة، ما يعادل 42.7 بالمئة.
وبحسب "كييف بوست"، فإن قيمة الأضرار في البنية التحتية الناجمة عن الغزو الروسي بلغت 155 مليار دولار حتى كانون الثاني/يناير من العام الجاري، مشيرًا إلى الأضرار تشمل الأبنية السكنية، بالإضافة إلى منشآت الطاقة والزراعة والتعليم والرعاية الصحية والثقافة والرياضة.
وأضاف الموقع الأوكراني أن البنك الدولي قدر التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار في أوكرانيا بـ486 مليار دولار، علمًا أن هذه التقديرات لا تشمل الأشهر الثمانية من العام الجاري.