تستمر الأوضاع الإنسانية في سوريا، بالتفاقم مترافقةً مع انهيار اقتصادي وارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية، وانقطاع مستمر للتيار الكهربائي، وشح في المحروقات كما باتت غالبية السكان تحت خط الفقر، وفاقم من الأزمة تفشي جائحة كورونا، ثم تفشي وباء الكوليرا خلال الأشهر الماضية في عدد من المدن السورية، والتي تأتي بعد 11 عامًا من قمع النظام السوري للثورة السورية. هذه العوامل مجتمعة دفعت برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم الجمعة، إلى التحذير من أن معدلات الجوع في سوريا، بلغ مستويات قياسية.
تستمر الأوضاع الإنسانية في سوريا، بالتفاقم مترافقةً مع انهيار اقتصادي وارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية، وانقطاع مستمر للتيار الكهربائي، وشح في المحروقات كما باتت غالبية السكان تحت خط الفقر
جاء ذلك على لسان المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيزلي، الذي يزور دمشق، حيث قال إنه "بعد نحو 12 عامًا على اندلاع النزاع، لا يعرف 12 مليون شخص من أين ستأتي وجبتهم التالية، فيما 2,9 مليون معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع"، وأضاف هذا: "ما يعني أن 70% من السوريين قد يكونون غير قادرين قريبًا على وضع طعام على المائدة لعائلاتهم"، وتابع بيزلي أن "الجوع يرتفع إلى أعلى مستوياته بعد 12 عامًا من النزاع".
ولفت بيزلي، بأنه إذ لم يتم التعامل مع هذه "الأزمة الإنسانية في سوريا، فإن الأوضاع ستزداد سوءًا بطريقة لا يمكن أن نتخيلها". وبحسب برنامج الأغذية العالمي، تسجل سوريا اليوم سادس أعلى رقم في العالم من ناحية انعدام الأمن الغذائي، محذرًا أيضًا من "ازدياد معدلات سوء تغذية الأطفال وأمهاتهم بسرعة لا سابق لها، حتى خلال أكثر من عقد من الحرب".
ويقدم برنامج الأغذية العالمي، مساعدات غذائية لنحو سبعة ملايين شخص في سوريا كل شهر، كما يوفر البرنامج للأطفال وجبات صحية خفيفة في المدارس في جميع أنحاء البلاد، ويساعد الأمهات والأطفال على تناول المزيد من الوجبات الغذائية الصحية، ويدعم الأسر لاكتساب مهارات جديدة لكسب الدخل.
كما يعمل برنامج الأغذية العالمي على زراعة ما يقارب من 28 ألف هكتار من الأراضي في جميع أنحاء سوريا، وهو ما يكفي لإطعام 620 ألف شخص، وبحسب البرنامج، هذا "يعني جوعًا أقل، وفرصًا اقتصادية أكثر، واقتصادًا محليًا أقوى".
70% من السوريين قد يكونون غير قادرين قريبًا على وضع طعام على المائدة لعائلاتهم
ويوفر هذا الاستثمار الذي تبلغ قيمته 14 مليون دولار، 50 مليون دولار سنويًا من المساعدات الإنسانية، ويخلق ما يقرب من 90 ألف فرصة عمل، في "بلد يذهب فيه حوالي 85% من إنفاق برنامج الأغذية العالمي على المساعدات الغذائية الإنسانية"، ويعد هذا توفيرًا كبيرًا، لكن هناك حاجة إلى توسيع نطاق هذه الاستثمارات، لتعزيز "صمود المجتمعات الأخرى التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء سوريا"، بحسب ما يقول برنامج الأغذية العالمي.