07-نوفمبر-2024
لبنان

عائلات سورية ولبنانية تنزح نحو الحدود السورية (اليونيسيف)

تشهد أزمة النزوح القسري تصاعدًا غير مسبوق، حيث أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أن عدد النازحين قسرًا في جميع أنحاء العالم قد بلغ 123 مليون شخص.

وقد أشار، أمس الأربعاء، إلى أن هذه الأزمة تزداد تفاقمًا بسبب الصراعات المتواصلة في العديد من المناطق، مثل لبنان والسودان، مما يتطلب دعمًا دوليًا عاجلاً.

وفي تقريره أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصف غراندي الوضع في لبنان بـ"الكارثي"، حيث أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية عن خسائر فادحة في صفوف المدنيين وأضرار واسعة في البنية التحتية، شملت المستشفيات والمدارس والطرق. وأفاد بأن 470 ألف شخص قد عبروا إلى سوريا في الأسابيع الأخيرة بسبب هذه الظروف.

أما في السودان، فقد وصلت الأزمة الإنسانية إلى مستويات حرجة، حيث أُجبر أكثر من 11 مليون شخص على النزوح منذ اندلاع الصراع قبل 18 شهرًا. وأوضح غراندي أن السودان يعاني من أوضاع شديدة الصعوبة تشمل أعمال عنف، وجرائم جنسية، ومجاعة، وأزمات صحية ناجمة عن الفيضانات والأمراض، مما أدى إلى انهيار البنية التحتية الاجتماعية في البلاد.

بلغ عدد النازحين قسرًا في العالم 123 مليون، منهم 11 مليون شخص أجبر على النزوح في السودان

وعبر غراندي عن قلقه من ازدياد توجه بعض الحكومات إلى تنفيذ سياسات تقييدية، مثل ضوابط الحدود المشددة، ومحاولات الاستعانة بمصادر خارجية أو تعليق اللجوء. وأكد أن هذه الأساليب ليست فعالة فحسب، بل إنها تنتهك التزامات الدول القانونية الدولية.

ودعا إلى تبني نهج أكثر شمولًا وفعالية للتعامل مع النزوح، يشمل النظر إلى "طرق النزوح بالكامل" وتوفير حلول دائمة ومستدامة للنازحين. وشجع على تحسين الأوضاع في بلدان المنشأ، لتعزيز صمود المجتمعات المعرضة للنزوح، خاصة في ظل الأزمات المناخية.

كما حث المفوض السامي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، على توسيع برامج الإقامة القانونية في بلدان اللجوء أو العبور، وفتح أبواب التوظيف والخدمات للنازحين، وخلق مسارات آمنة وقانونية للهجرة. ويأتي ذلك في إطار الحاجة إلى تأمين بيئات آمنة للنازحين وتخفيف العبء عن البلدان المضيفة.

وأشار غراندي في حديثه إلى صعوبات تواجهها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتتمثل بتحديات مالية أجبرتها على تقليص 1000 وظيفة، وتجميد العديد من الأنشطة الحيوية.

وأكد المفوض الأممي أن مستويات التمويل لعام 2025 وما بعدها ما زالت غير مؤكدة، مما يهدد قدرة المفوضية والدول المضيفة على الاستجابة للأزمات بشكل مرن ويمكن التنبؤ به.

واختتم غراندي بيانه بالدعوة إلى التضامن الدولي المستمر مع النازحين وعديمي الجنسية في أنحاء العالم، مشددًا على أهمية التعاون الدولي لضمان توفير الحماية والدعم اللازمين للمتضررين، خاصة وسط التحديات التي يشهدها العالم اليوم.