رغم الوضع الإنساني الكارثي في الشمال الغربي من سوريا، جراء الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة قبل عشرة أيام، وخلف الآلاف من القتلى والجرحى، يتضح يومًا بعد يوم أن النظام السوري هو المستفيد الأول من الوضع القائم بعد وقوع الزلزال. وذلك محاولته استغلال الكارثة من أجل إعادة تطبيع علاقاته وفتح قنوات تواصل دبلوماسية.
قوات النظام قصفت ضواحي مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي. وبالتزامن مع قصف النظام للأتارب وقعت اشتباكات أخرى على محور قريتي كفرتعال وكفرنوان بريف حلب الغربي
ولم يقتصر الأمر على هذه النقطة، فقد عاد النظام لشن هجماته على الشمال السوري، رغم تضرره الكبير من الزلزال.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، أن قوات النظام قصفت ضواحي مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي. وبالتزامن مع قصف النظام للأتارب وقعت اشتباكات أخرى على محور قريتي كفرتعال وكفرنوان بريف حلب الغربي.
وفي محافظة إدلب اشتبكت قوات المعارضة مع قوات النظام السوري بالأسلحة الثقيلة قرب مدينة سراقب الخاضعة لسيطرته. كما قصف النظام محيط قريتي العنكاوي والسرمانية بريف حماة الشمالي الغربي.
وتعد هذه الاشتباكات الأولى منذ وقوع الزلزال المدمر. والتي تزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية في الشمال السوري، الذي يعاني من قلة الإمكانيات، وبطء دخول المساعدات الدولية القادمة من المعابر الحدودية مع تركيا، إلى المناطق المتضررة من الزلزال.
داعش يضرب من جديد
إلى ذلك، قتل 53 شخصًا في مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، في هجوم نفذه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بحسب ما أوردته وكالة أنباء النظام السوري، أمس الجمعة. وقالت إن "الضحايا كانوا يجمعون فطر الكمأة في منطقة الضبيات جنوب مدينة السخنة، حيث تعرضوا لإطلاق النار بالأسلحة الرشاشة". ونقلت الوكالة عن مدير الهيئة العامة لمشفى تدمر الوطني وليد عودة، قوله إن "الجثث وصلت إلى المشفى، حيث تبين بعد الكشف عليها أن الوفاة ناتجة عن طلقات نارية بالرأس".
يذكر أن منطقة البادية السورية شهدت مؤخرًا هجمات لتنظيم "داعش"، استهدفت نقاط عسكرية لقوات النظام، وأدت إلى مقتل عدد من عناصره. كما اختطف التنظيم الأسبوع الماضي 75 شخصًا أثناء جمعهم فطر "الكمأة" في بادية تدمر، وأعدم 16 منهم، وأفرج عن 25 شخصًا، فيما لا يزال مصير 34 شخصًا مجهولًا.
وتعتبر البادية السورية منذ فترة طويلة، منطقةً تجري فيها هجمات وقصف متبادل بين مقاتلي "داعش"، وقوات النظام والوحدات الكردية.
عملية عسكرية أمريكية شرق سوريا
من جهة أخرى، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "CENTCOM" في بيان لها، أن أربعة جنود أمريكيين أصيبوا بجراح خلال عملية عسكرية استهدفت القيادي في تنظيم "داعش" حمزة الحمصي، في شرق سوريا بالاشتراك مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وأدت إلى مقتله. وتم نقل الجنود للعلاج في منشأة طبية أمريكية بالعراق.
ولم تكشف القيادة المركزية عن الهوية الحقيقية لحمزة الحمصي، واكتفت بالقول إنه واحد من قيادات تنظيم "داعش" في سوريا.
ونجحت القوات الأمريكية في قتل عدد من قيادات تنظيم "داعش" في سوريا، من بينهم زعيما التنظيم أبو بكر البغدادي في تشرين الأول/أكتوبر 2019، ثم أبو إبراهيم القرشي في شباط/فبراير 2022 بمحافظة إدلب.
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "CENTCOM" في بيان لها، أن أربعة جنود أمريكيين أصيبوا بجراح خلال عملية عسكرية استهدفت القيادي في تنظيم "داعش" حمزة الحمصي
وتتمركز القوات الأمريكية التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد بشمال وشمال شرق سوريا.
