31-أغسطس-2024
جنود الاحتلال يمنعون المصلين من الوصول للحرم الإبراهيمي (وفا)

جنود الاحتلال يمنعون المصلين من الوصول للحرم الإبراهيمي في نيسان/أبريل الماض (وفا)

فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي قيودًا على الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، تحت ذريعة "الأوضاع الأمنية"، وذلك بعدما أعلنت إغلاقه في وقت سابق، اليوم السبت، في أعقاب العمليتين المنفصلتين بمستوطنة "غوش عتصيون" في الضفة.

ونقل موقع "العربي الجديد" عن مدير عام مديرية الأوقاف والشؤون الدينية في الخليل، غسان الرجبي، أن "قوات الاحتلال تراجعت عن قرار إغلاق الحرم الإبراهيمي وأعادت فتح أبوابه أمام المصلين وإدارة المسجد".

وأضاف الرحبي أن "القيود الأمنية في محيط المسجد من التفتيش والتنكيل، لم تختلف عما كانت عليه صباح اليوم (السبت)، وتعتبر أشد عما كانت في السابق، ما يعيق ويعرقل وصول المصلين إلى المسجد"، مشيرًا إلى أن أي إغلاق للمسجد الإبراهيمي "يعتبر اعتداءً واضحًا على حرية العبادة، ويثير حالة إرباك في المكان، وينعكس على انخفاض أعداد المصلين والزائرين للمسجد".

القيود الأمنية في محيط المسجد من التفتيش والتنكيل، لم تختلف عما كانت عليه صباح اليوم، وتعتبر أشد عما كانت في السابق

وكان الاحتلال قد أغلق المسجد الإبراهيمي للمرة الأولى منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/اكتوبر الماضي، يوم شنت إيران هجومًا استهدف "إسرائيل" بالصواريخ الباليستية والمسيّرات في نيسان/أبريل الماضي، ردًا على قصف إسرائيلي استهدف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، ويثير قرار الإغلاق الذي تراجع عنه الاحتلال المخاوف من أن يصبح أمرًا متكررًا، ومن دون تحديد أوقات الإغلاق وأوقات الانتهاء،

وأوضح مدير المسجد الإبراهيمي، معتز أبو سنينة، لـ"العربي الجديد" قائلًا: "وصلنا فجر اليوم، إلى بوابة الحرم الإبراهيمي ولم يسمح لنا بالدخول، أو رفع الأذان، وتواصلنا مع إدارة وزارة الأوقاف، ومع (مكتب) الارتباط الفلسطيني للشؤون المدنية، ولم يبلغهم الاحتلال بظروف الإغلاق إلا بأن الحجة أمنية، خلافًا للمعتاد حين كان يغلق المسجد بشكل مباشر، ويدعي الاحتلال وجود ظرف معين ويتم الإبلاغ به، أو وجود أعياد يهودية".

وأشار أبو سنينة إلى أن الاحتلال أغلق كل المداخل المؤدية إلى المسجد الإبراهيمي، بما فيها مدخل البلدة القديمة الرئيسي "مدخل السوق"، ولا سيما أن المسجد الإبراهيمي يحيط به 70 حاجزًا ونقطة عسكرية، منها ما يؤدي إلى المسجد بشكل مباشر، وهما "حاجز أبو الريش، وحاجز 160" ما يعني حرمان أكثر من ثلاثة آلاف مواطن يقطنون محيط المسجد من الوصول إليه، أو الحركة فيه، عدا عن منعهم من التنقل بين أحياء البلدة القديمة.

وكان من المقرر أن يتم إغلاق المسجد الإبراهيمي، الاثنين المقبل، بحجة الأعياد اليهودية المعروفة في شهر أيلول/سبتمبر من كل عام، وتركه أمام المستوطنين واستباحته واقتحامه بالكامل، في القسمين الذي يسيطر عليه الاحتلال، والقسم الذي تديره وزارة الأوقاف الفلسطينية.

وقال جيش الاحتلال، في بيان على منصة "إكس" إنه: "بعد العملية التخريبية التي وقعت أمس (في غوش عتصيون وكرمي تسور) تم تشديد إجراءات الفحص والتفتيش أثناء دخول المصلين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الحرم الإبراهيمي في الخليل حيث تم إغلاق منطقة الحرم لوقت قصير لدوافع أمنية"، وأضاف أنه "بعد تقييم الوضع تقرر إعادة فتح الحرم أمام جميع المصلين تحت إجراءات التفتيش الصارمة".

صدمة كبيرة في "إسرائيل"

إلى ذلك، قالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن رجلين أُصيبا بطلقات نارية في الهجومين المنفصلين، لكنها لم تحدد هويتهما، فيما تحدث جيش الاحتلال عن "محاولة دهس حارس أمن عند مدخل مستوطنة كرمي تسور، وتسللٍ إلى المستوطنة".

وفي حادث آخر، ذكر جيش الاحتلال أن النيران اشتعلت في سيارة وانفجرت في محطة وقود، وقال إن القوات التي أُرسلت إلى مكان الحادث أطلقت النار على الرجل الذي "خرج من السيارة وحاول مهاجمتهم وقتلته".

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قائد لواء "غوش عتصيون" أُصيب في إحدى العمليتين، فيما أطلق جيش الاحتلال حملة تمشيط وبحث عن متسللين آخرين، وصلت إلى مدن ومناطق الضفة الغربية وسط إطلاق قنابل الإنارة فوق القرى والبلدات المحيطة.

وأفاد مراسل "التلفزيون العربي" من القدس المحتلة، أحمد درواشة، بأن العمليتين تركتا صدمة كبيرة في إسرائيل، مع الحديث عن سيارتين مفخختين، انفجرتا في الوقت نفسه تقريبًا، حيث لم يتجاوز الوقت الفاصل بينهما الخمس دقائق.

ونقل دراوشة عن صحيفة "يديعوت أحرونوت" اعتقادها بأن سائقَي السيارتين سارا بشارع واحد، قبل أن ينفصلا عند مفترق مستوطنة "غوش عتصيون".

وأضاف دراوشة أن الصحيفة تقول إنه بعد انفصال السائقين، قصد أحدهما محطة الوقود، أما الآخر فاتجه إلى مدخل مستوطنة "كرمي تسور". وقد لوحظ في محطة الوقود أن السيارة بدأت بالاشتعال قبل أن يخرج منها السائق لتنفجر بعدها.

وفي رواية أمنية أخرى، قال دراوشة إن اعتقادًا يسود لدى السلطات الأمنية بأن خللًا وقع في السيارة، ما أدى إلى انفجار القنبلة حينها، في حين تقول الإذاعة الإسرائيلية إن هدف الانفجار كان استدراج الجنود الإسرائيليين إلى المنطقة.

أما في مستوطنة "كرمي تسور" وبعد دقائق من العملية الأولى، انفجرت سيارة أخرى هناك، حيث ادّعى جيش الاحتلال تسلل عدد من الفلسطينيين، مؤكدًا إطلاق النار على أحدهم، وقالت "يديعوت أحرونوت" إن هدف عملية "كرمي تسور" هو استدراج تعزيزات أمنية، لتنفجر السيارة الثانية وسطها.