27-أغسطس-2024
إدانات بن غفير

(AP) إيتمار بن غفير يقترب محاطًا بالجنود بالقرب من المسجد الأقصى خلال الشهر الجاري

تتواصل الإدانات العربية والدولية للتصريحات التي أدلى بها وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، المتعلقة ببناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى، وذلك بالتزامن إعلان حكومة الاحتلال تمويلها اقتحامات المستوطنين اليهود للأقصى بمدينة القدس الشرقية، في خطوة هي الأولى من نوعها.

وكان بن غفير قد قال في تصريح لإذاعة جيش الاحتلال إن: "السياسة تسمح بالصلاة في جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، هناك قانون متساو بين اليهود والمسلمين، كنت سأبني كنيسا هناك"، وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها بن غفير عن إقامة كنيس داخل الأقصى، بعد أن دعا مرات عديدة في إلى السماح لليهود بالصلاة في المسجد.

حكومة الاحتلال تخصص تمويلًا لاقتحام الأقصى

في السياق ذاته، قالت هيئة البث العبرية، في تقرير لها نشر، أمس الإثنين، إنه: "لأول مرة، ومن خلال وزارة التراث، ستقوم (حكومة الاحتلال) الدولة بتمويل جولات إرشادية في جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف)".

تتواصل الإدانات العربية والدولية للتصريحات التي أدلى بها وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، المتعلقة ببناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى

وأضافت الهيئة العبرية أنه: "سيتم تخصيص مليوني شيكل (نحو 545 ألف دولار) للمشروع من ميزانية مكتب وزير التراث، عميحاي إلياهو، ومن المتوقع أن تبدأ الجولات الإرشادية للمستوطنين في الأسابيع المقبلة"، مشيرةً إلى أن وزارة التراث تواصلت مع مكتب بن غفير، للحصول على موافقة الشرطة على إقامة الجولات بالحرم القدسي.

من جانبها، قالت وزارة التراث الإسرائيلية ردًا على تقرير الهيئة، إن: "الوزارة تعتزم إطلاق جولات إرشادية في جبل الهيكل، والتي ستسمح لأول مرة لآلاف اليهود، ومئات الآلاف من السياح الذين يصعدون (يقتحمون) إلى الجبل كل عام، بالاطلاع على التراث اليهودي للجبل"، على حد زعمها.

محاولات لجر المنطقة إلى حرب دينية

أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في بيان، أن: "الشعب الفلسطيني لن يقبل المساس بالمسجد الأقصى المبارك"، مشيرًا إلى أن الأقصى: "هو خط أحمر لا يمكن السماح بالمساس به إطلاقًا".

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية محذرًا، من أن: "هذه الدعوات المرفوضة والمدانة للمساس بالمسجد الأقصى المبارك، هي محاولات لجر المنطقة إلى حرب دينية ستحرق الجميع"، مؤكدًا أن: "مساحة الحرم الشريف البالغة 144 دونمًا (الدونم يساوي ألف متر مربع) هي ملك للمسلمين فقط".

من جانبها، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من: "مخاطر دعوات بن غفير وتحريضه على بناء كنيس في المسجد الأقصى"، وأضافت: "ننظر بخطورة بالغة لتهديدات الوزير المتطرف بن غفير لإنشاء وبناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك، ونعتبرها دعوة علنية وصريحة لهدم الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم مكانه".

وعبّرت المرجعيات الدينية الإسلامية في القدس بيان مشترك، عن رفضها: "التصرفات المارقة والتصريحات السافرة الصادرة عن وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال، إيتمار بن غفير، بحق المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، والتي كان آخرها دعوته المشؤومة اليوم لبناء كنيس يهود داخل المسجد الأقصى".

وأضافت أنها: "تعتبر هذا التصعيد تحريضًا وإرهابًا غير مسبوق في سياق مخطط تيار يهودي متطرف سياسيًا ودينيًا باتجاه احتلال وتهويد المسجد الأقصى المبارك، أحد أقدس ثلاثة أماكن في الإسلام"، مشددة على بقاء الأقصى: "مسجدًا خالصًا للمسلمين (...) دونما فوق الأرض وتحتها كما كان منذ الأزل".

إدانات عربية لتصريحات بن غفير المتطرفة

وعلى المستوى العربي، أدانت وزارة الخارجية القطرية، أمس الإثنين، بشدة تصريحات بن غفير، وأضافت أنها تعتبر التصريحات: "امتدادًا لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، واستفزازًا لمشاعر المسلمين في العالم".

وحذرت الدوحة التي تقود وساطة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" و"إسرائيل" مع مصر والولايات المتحدة، من: "مغبة تأثير التصريحات المستفزة على الجهود الجارية (بالقاهرة) للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".

وشددت على: "ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لردع الاحتلال (الإسرائيلي)، وتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه القدس ومقدساتها".

كما أدان بيان مشترك صادر عن وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، ووزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، أمس الإثنين، بأشد العبارات التصريحات المتطرفة لوزير الأمن القومي الإسرائيلي،

وشدد البيان على اعتبار التصريحات: "تحريضًا مرفوضًا يتطلب موقفًا دوليًا واضحًً بإدانته والتصدي له". وعبّر الوزيران عن رفض بلادهما: "المطلق لهذه السياسات المتطرفة التي تعمل على تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها عبر سياسة فرض الأمر الواقع".

كذلك، قالت وزارة الخارجية الإماراتية، إنها: "تدين وتستنكر بشدة تلك التصريحات"، مشددة على "ضرورة احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس وعدم المساس به"، وأعادت التأكيد على "موقفها الثابت، بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه".

وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها، اليوم الثلاثاء، عن: "إدانتها لتصريح وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي (إيتمار بن غفير) دعا فيه لإقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك".

وأكدت الخارجية السعودية: "رفضها القاطع لهذه التصريحات المتطرفة والتحريضية، ورفضها الاستفزازات المتواصلة لمشاعر المسلمين حول العالم"، مشددةً على: "ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى المبارك".

ضعف نتنياهو أمام بن غفير

وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد أكد خلال المؤتمر الصحفي اليومي، أمس الإثنين، أن "مثل هذه التصريحات (في إشارة لتصريحات بن غفير) تأتي على أقل تقدير بنتائج عكسية للغاية"، مشددًا على أن: "هناك وضع قائم أو اتفاق بين الطرفين بشأن الأماكن المقدسة في القدس.. يجب على الجميع احترامه".

وتعليقًا على تصريحات بن غفير الأخيرة، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة "الأناضول"، إن: "الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالحفاظ على الوضع التاريخي للقدس"، مضيفًا أن بلاده ستواصل: "معارضة الخطوات الأحادية التي تضر بأمن إسرائيل وتلحق الضرر بالسلام والاستقرار في المنطقة".

إلى ذلك، أعرب وزير الأمن في حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، عن مخاوف من تداعيات محاولة تغيير الوضع القائم بالأقصى، محذرًا من أنه: "عمل خطير وغير ضروري وغير مسؤول"ن وأضاف مشددًا على أن: "تصرفات بن غفير تعرض الأمن القومي لإسرائيل ووضعها الدولي للخطر".

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، إن: "المنطقة كلها ترى ضعف نتنياهو أمام بن غفير"، مضيفًا أن نتنياهو: "عاجز عن السيطرة على الحكومة حتى عندما تكون هذه محاولة واضحة لتقويض أمننا القومي. لا توجد سياسة ولا استراتيجية ولا حكومة حقًا".