في مواجهة تضارب التصريحات الأمريكية حول مدى التزام واشنطن بسياسة الغموض تجاه تايوان، صعّدت الصين من تحرّكاتها العسكرية ضد جزيرة تايوان خلال الأسابيع الأخيرة الماضية. وبدا من تلك التحركات أن بكين قد تُسرّع من عملية ضمّ الإقليم من خلال غزو عسكري، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن أكثر من مرة إلى القول بأن واشنطن ستتدخل عسكريًا للدفاع عن تايوان في حال الغزو. ويطعن هذا التصريح في مقتل مبدأ "سياسة الغموض الاستراتيجي" المتبعة من طرف واشنطن تجاه قضية تايوان.
في مواجهة تضارب التصريحات الأمريكية حول مدى التزام واشنطن بسياسة الغموض تجاه تايوان، صعّدت الصين من تحرّكاتها العسكرية ضد جزيرة تايوان
لكن التصريحات الجديدة القادمة من واشنطن وبالتحديد من البنتاغون تستبعد غزوًا صينيًا وشيكًا لتايوان، وقد جاء هذا التصريح على لسان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الذي أكّد في المقابل أن بكّين تسعى إلى فرض "واقع جديد" عبر تحركاتها العسكرية الأخيرة ضد جزيرة تايوان، من دون أن يحدد ملامح هذا الواقع الجديد الذي تريد بكين فرضه. علمًا بأن بعض المتابعين رجّح أن يكون ما تحاول بكين فرضه هو تسريع وتيرة عملية الضم الفعلي لتايوان إلى سيادتها بعدما كانت تخطط للقيام بذلك في غضون 5 عقود.
وفي المقابلة التي أجراها مع شبكة "سي أن أن"، قال لويد أوستن "لا أرى غزوًا وشيكًا وما نراه هو تحركات صينية لتأسيس ما يمكن أن نسميه وضعًا جديدًا على الأرض".
وخلال حديثه لشبكة سي أن أن أشار أوستن لبعض النقاط المهمة في الاستراتيجية الأمريكية الحالية في منطقة المحيطين الهندي والهادي والتي تتنزل فيها استراتيجية الدفاع عن تايوان في وجه أي غزو صيني محتمل، حيث شدد أوستن على أن بلاده "ستواصل العمل مع حلفائها وشركائها لضمان حرية الإبحار في منطقة المحيطين الهندي والهادي".
وفي مقابل هذا الخطوة العملية الرامية إلى تقليص تأثير الصين في تلك المنطقة وكبح أي تمدد محتمل فيها، فتح أوستن الباب أمام التفاهمات الدبلوماسية، حيث ألمح إلى أن "واشنطن تعمل على إعادة فتح قنوات الاتصال العسكري مع الصين"، وهي قنوات أعلنت بكين غلقها ضمن حزمة من القرارات والإجراءات التي اتخذتها للرد على زيارة مسؤوليم أمريكيين إلى تايوان، مشيرًا إلى أنه أجرى بالفعل "اتصالات هاتفية وشخصية مع نظيره الصيني وي فنغ خه، الذي اتفق معه على أهمية فتح قنوات الاتصال" وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.
في المقابلة التي أجراها مع شبكة "سي أن أن"، قال لويد أوستن "لا أرى غزوًا وشيكًا وما نراه هو تحركات صينية لتأسيس ما يمكن أن نسميه وضعًا جديدًا على الأرض"
وختم أوستن حديثه حول هذه النقطة بتأكيد استمرار المساعي لفتح قنوات الاتصال العسكرية المقطوعة بين البلدين، قائلًا إنه "يأمل أن تبدأ الصين في التقدم أكثر قليلًا إلى الأمام والعمل معنا".