12-أغسطس-2024
نواب تقدميون

(AP) نواب تقدميون يطالبون بوقف إطلاق النار بغزة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي

تسود حالة من الغضب داخل التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي تجاه لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "إيباك"، بعد خسارة النائبة التقدمية عن ولاية ميسوري، كوري بوش، الانتخابات التمهيدية عن مقعدها للكونغرس الأميركي، وفقًا لما نقل موقع "ذا هيل" الأميركي.

وكانت "إيباك" قد استهدفت بحملتين النائب التقدمي عن ولاية نيويورك، جمال بومان، وبعدها بفترة وجيزة استهدفت بوش، حيثُ أنفقت جماعة الضغط المؤيدة لـ"إسرائيل" نحو 24 مليون دولار لإخراج اثنين من النواب السود التقدميين البارزين في المجموعة اليسارية من سباق الترشّح لإعادة انتخابهما مجددًا في الكونغرس الأميركي.

واحتفلت "إيباك" بهزيمة بوش أمام المدعي العام من سانت لويس، ويسلي بيل، باعتبارها خطوة أساسية نحو حماية تحالف البلاد مع "إسرائيل"، وقال المتحدث باسمها، مارشال ويتمان، لـ"ذا هيل": "إن معيارنا الوحيد لدعم المرشحين أو معارضتهم هو موقفهم من العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".

يقول التقدميون الذين عارضوا إنفاق "إيباك" إن المجموعة أصبحت أكثر بروزًا، ولديها الآن سجل أكبر في هزيمة معارضيها

وتابع مضيفًا: "لقد أرسل التيار السائد المؤيد لإسرائيل رسالة قوية مفادها أن أميركا تقف إلى جانب إسرائيل في معركتها ضد وكلاء إيران الإرهابيين"، مشيرًا إلى "أن الناخبين في جميع أنحاء أميركا يرفضون الأصوات المعادية لإسرائيل لصالح المرشحين الذين يفهمون الأهمية الحيوية للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، على حد قوله.

لكن التقدميين الذين يؤيدون احتفاظ بوش وبومان بمقعديهما في الكونغرس يختلفون بشدة مع ويتمان، ويقول التقدميون الذين عارضوا إنفاق "إيباك" إن المجموعة أصبحت أكثر بروزًا، ولديها الآن سجل أكبر في هزيمة معارضيها.

ويؤكد التقدميون في الكونغرس والمنظمون الساعون للحفاظ على تحالفهم أن تعديل نظام تمويل الحملات الانتخابية هو الخطوة الأهم للحد من تأثير مجموعات الإنفاق الخارجي مثل "إيباك".

وتعود جهود التقدميين لإعادة هيكلة نظام دعم الانتخابات إلى حملة السيناتور، بيرني ساندرز، ضد وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، في انتخابات 2016، لكن هذه الجهود لم تحقق الكثير حتى الآن.

واستطاع ساندرز خلال دورتين تمرير حملته الرئاسية باستخدام هذا النموذج الذي كرره مرشحون آخرون بمستويات مختلفة من النجاح، اعتمادًا على منطقتهم، وقوة منافسيهم وعيوبهم الفردية.

وتعليقًا على هزيمة بوش كتب ساندرز على منصة "إكس": "كان على إيباك أن تنفق 8.5 مليون دولار للحصول على 51 بالمئة من الأصوات لهزيمة كوري بوش"، وأضاف "إن شراء المليارديرات للانتخابات ليس ما يفترض أن تكون عليه هذه البلاد.. يتعين علينا إنهاء لجان العمل السياسي الفائقة والانتقال إلى التمويل العام للانتخابات ".

ويتوقع البعض داخل تيار اليسار أن الأمور ستزداد سوءًا قبل أن تتحسن، وهو ما يعني هزيمة المزيد من المرشحين.

وشكك تقدمي تحدث لـ"ذا هيل" في نهج اليسار تجاه "إيباك"، وقال: "أعتقد أن الديمقراطيين يفضلون خسارة الانتخابات على تحدي إسرائيل"، وأضاف إن "الشعبويين من اليسار واليمين يزدادون غضبًا إزاء سياستنا تجاه إسرائيل".

وشدد العضو التقدمي على أنه "ستندلع انتفاضة ضخمة العام المقبل، إذا استمر هذا الصراع، بغض النظر عن هوية الرئيس"، مشيرًا إلى أنه "إذا بدأت إسرائيل حرب عملاقة في الشرق الأوسط ودعمناها، فستكون هناك أكبر احتجاجات شهدتها هذه البلاد على الإطلاق".

وترددت رواية وفقًا لـ"ذا هيل" تقول إن بوش وبومان كانا ضد ترشّح بايدن للانتخابات، كما أن بوش صوتت ضد قانون البنية التحتية، فضلًا عن دعوتهما لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

يقول التقدميون إن تلك الأخطاء السياسية كان من الممكن التغلب عليها إذا حدثت بشكل منفصل، ولكن عندما اجتمعت معًا، جعلتهم أهدافًا سهلة.

ترددت رواية تقول إن بوش وبومان كانا ضد ترشّح بايدن للانتخابات فضلًا عن دعوتهما لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

وأضافوا بأن وضعهم ازداد سوءًا بسبب ثباتهم على مواقف تعتبرها "إيباك"، بالإضافة إلى مشروع الديمقراطية المتحدة، وجماعات أخرى مؤيدة لـ"إسرائيل"، أنها تعمل ضد قضيتهم، وأشاروا إلى الأمر ازداد سوءًا بالنسبة لبوش وبومان بسبب غياب الدعم من الإدارة.

وكانت بوش قد أعربت عن غضبها المتزايد من "إيباك"، وقالت في أعقاب خسارتها في الانتخابات التمهيدية: "إيباك، أنا قادمة لتمزيق مملكتكم"، وهو ما أثار انتقادات من جانب الديمقراطيين المعتدلين.

وأدانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، تصريحات بوش باعتبارها "مثيرة للانقسام وغير مفيدة على الإطلاق".