05-أكتوبر-2024
تأثير نتنياهو

نتنياهو يلقي كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي في تموز/يوليو الماضي (رويترز)

يشتبه الديمقراطيون بشكل متزايد في أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول التدخل في السياسة الداخلية للولايات المتحدة من خلال تجاهل دعوات الرئيس الأميركي، جو بايدن، للتفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ومواجهة "حزب الله" وإيران قبل أسابيع من الانتخابات الأميركية المقررة في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وفقًا لموقع "ذا هيل" الأميركي.

وبحسب "ذا هيل"، تستمر أرقام استطلاعات الرأي لبايدن بين الأميركيين المسلمين في التدهور وسط تصاعد العنف في المنطقة، الأمر الذي يفرض عبئًا سياسيًا خطيرًا على نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة، كامالا هاريس، في ميشيغان، وهي ولاية يجب على الديمقراطيين الفوز بها.

ويشير الموقع إلى أنه في الوقت نفسه، أصبحت علاقة نتنياهو حتى مع الديمقراطيين الأكثر تأييدًا لـ"إسرائيل" تتسم بالمواجهة على نحو متزايد، معيدًا التذكير بتصريحات زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، التي انتقد فيها نتنياهو في آذار/مارس الماضي، واصفًا إياه بأنه "عقبة كبيرة" أمام مفاوضات وقف إطلاق النار، وحثّ "إسرائيل" على تنظيم انتخابات جديدة.

أصبحت علاقة نتنياهو حتى مع الديمقراطيين الأكثر تأييدًا لـ"إسرائيل" تتسم بالمواجهة على نحو متزايد

وقال السيناتور الديمقراطي من ولاية كونيتيكت، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، كريس ميرفي، في مقابلة مع شبكة "CNN" الأميركية، الثلاثاء الماضي، "أنا بالتأكيد أشعر بالقلق من أن رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو يراقب الانتخابات الأميركية بينما يتخذ قرارات بشأن حملاته العسكرية في الشمال وغزة".

وأضاف ميرفي "آمل ألا يكون هذا صحيحًا، لكن من المؤكد أن هناك احتمالًا بأن الحكومة الإسرائيلية لن توقع على أي اتفاق دبلوماسي قبل الانتخابات الأميركية كوسيلة محتملة لمحاولة التأثير على النتيجة"، في إشارة إلى الانقسامات بين الديمقراطيين بشأن الحرب.

ووفقًا لـ"ذا هيل"، أظهر استطلاع للرأي شمل 500 ناخب أميركي من أصل عربي، وأجري في الفترة من 9 إلى 20 أيلول/سبتمبر الماضي، تعادل المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، ومنافسته هاريس، حيث يتقدم الرئيس الجمهوري السابق بشكل طفيف بنسبة 42 بالمئة مقابل 41 بالمئة.

وتعليقًا على ذلك، قال "ذا هيل"، إن الاستطلاع يعكس تآكلًا هائلًا في الدعم لإدارة بايدن – هاريس مقارنة بانتخابات عام 2020، عندما حصل بايدن على دعم 59 بالمئة من أصوات الناخبين العرب الأميركيين.

وأيّد أحد كبار مساعدي الديمقراطيين في مجلس الشيوخ ادعاء ميرفي، مشيرًا إلى أن نتنياهو يتمتع منذ فترة طويلة بسمعة "المتدخل" في السياسة الأميركية، مضيفًا "لا أعتقد ولو للحظة أن (بنيامين نتنياهو) بيبي لا يفعل ذلك لمجرد التأثير على الانتخابات المحلية. أعتقد أنه يعتقد أنه قادر على حث الناخبين اليهود على تغيير موقفهم، لكنه قد يتمكن من حث الناخبين العرب الأميركيين على تغيير موقفهم".

وأشار المصدر الديمقراطي في مجلس الشيوخ إلى خطاب نتنياهو أمام جلسة مشتركة للكونغرس في تموز/يوليو الماضي، عندما تعهد بتحقيق "نصر كامل" وندد بالمحتجين الأميركيين المناهضين للحرب، وكثير منهم تقدميون، باعتبارهم "أغبياء مفيدين" يساعدون أعداء "إسرائيل".

وقال المساعد "إنه يفهم السياسة الأميركية. إنهم متورطون بنسبة 100 بالمئة في السياسة الأميركية"، مضيفًا أن هذا الرأي منتشر على نطاق واسع بين الديمقراطيين في الكونغرس، وتابع مشيرًا إلى دخول القوات الإسرائيلية إلى جنوب لبنان في الأيام الأخيرة، "تدخل مائة بالمئة في السياسة الداخلية. لقد فعل ذلك طوال حياته المهنية"، في إشارة لنتنياهو.

من جانبه، قال المسؤول السابق في إدارة كلينتون ورئيس تحرير مجلة "فورين بوليسي"، ديفيد روثكوبف، لـ"ذا هيل"، "أرى التحركات العسكرية الأخيرة لنتنياهو في سياق تأثيرها المحتمل على الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024".

وتابع مضيفًا "أعتقد أن هذا مصدر قلق معقول بناءً على المحادثات التي أجريتها مع الإسرائيليين، فهم يدركون أن نتنياهو من أنصار ترامب، ويشعر أنه سيكون من مصلحته على المدى الطويل أن يكون ترامب في الرئاسة، لذلك قد يؤثر ذلك بطريقة ما على القرارات التي يتخذها على مدار الأسابيع الخمسة المقبلة".