06-أغسطس-2024
مناورات عسكرية صينية في مضيق تايوان

مناورة السيف المشترك 2024-إيه الصينية (سبوتنيك)

أثارت المناورة العسكرية الصينية المعروفة بـ"السيف المشترك 2024-إيه" مخاوف تايوان وحلفائها من مخطط عسكري صيني يطبخ على نار هادئة لغزو تايوان، وإدخال المنطقة في نفق جديد من التوترات والصراعات.

وأجريت المناورات العسكرية الصينية، التي تنظر إليها تايبيه وواشنطن بالكثير من الحذر، في مضيق تايوان وفي شمال الجزيرة وجنوبها وشرقها، وهو ما يلقي الضوء، حسب مصادر أميركية، على أهداف الصين العسكرية المحتملة بالنسبة للمنطقة عمومًا وتايوان خصوصًا.

وكان الجيش الصيني أصدر بعد المناورة مقطعًا مصورًا لمحاكاة هجومٍ برمائي على الجزيرة وفي منطقة هولاين. ويعدّ ذلك، حسب مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية، جزءًا من حرب المعلومات المستمرة التي تشنها الصين والتي تهدف إلى تخويف تايوان وتثبيط الدعم الدولي لها.

تواجه الصين كل دعمٍ أميركي لتايوان بإجراء مناورات عسكرية في مضيق الجزيرة

يشار إلى أنّ الجيش الصيني طوّق، في 23 و24 أيار/مايو الماضي، جزيرة تايوان بسفنٍ وطائراتٍ حربية. وعلى الرغم من أنّ الجيش الصيني دأب على القيام بمثل هذا السيناريو، إلّا أنّ خبراء يحذّرون من أن اعتياد تايوان للعمليات العسكرية الصينية في محيطها قد يُسهم في تسهيل نجاح هجومٍ صيني مباغت. خاصةً أنّ المناورة الأخيرة، كشفت أنّ القوات الجوية الصينية غيّرت من استراتيجيتها الإقليمية لتشمل الهجوم بجانب الدفاع.

وبحسب "ناشيونال إنترست"، فإن التهديدات العسكرية الصينية المتمثلة بالتصريحات الرسمية أو المناورات العسكرية هي استراتيجيةٌ متكررة لجأت إليها الصين في السنوات الأخيرة، كردّ فعلٍ على أيّ شكلٍ من أشكال الدعم الدولي تجاه تايوان.

وفي هذا الصدد، أشارت "ناشيونال إنترست" إلى أنّ الصين نشرت، في نيسان/أبريل 2023، مقطع محاكاة عمليات عسكرية خلال زيارة الرئيس التايواني آنذاك تساي إنغ وين إلى الولايات المتحدة، كما قابل الجيش الصيني زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك، نانسي بيلوسي، لتايوان في 2022 بردٍّ عسكري تضمّن نشر العشرات من الطائرات الحربية في محيط الجزيرة وإطلاق صواريخ.

مع الإشارة أيضًا إلى أنّ المقاطع المصورة التي يبثها جيش الدفاع الصيني، والتهديدات العسكرية التي تطلقها بكين، بين الفينة والأخرى، تهدف على المستوى المحلي لاستمالة القوميين الصينيين وإظهار موقف الحكومة الثابت تجاه سياسة الصين الواحدة، في حين تهدف على المستوى الدولي إلى تصعيد التوترات عبر المضيق وردع الدول الأخرى من التعامل مع تايوان.

كما أنّ من شأن هذه المناورات معاقبة الحكومة التايوانية على سياساتها المستقلة، إذ حصلت مناورات "السيف المشترك 2024-إيه" بعد 3 أيامٍ من أداء لاي تشينغ تي الذي تصفه الصين بأنه "انفصالي خطير" اليمين رئيسًا جديدًا لتايوان.

وبحسب مصادر أميركية، فإنّ "الترهيب العسكري الصيني" أدّى إلى انقساماتٍ داخلية في تايوان، فبينما أدان مسؤولون حكوميون وأحزابٌ سياسية كبرى تصرفات الصين، واعتبروها استفزازاتٍ غير ضرورية تعمل على زعزعة استقرار البلاد، خصّ حزب المعارضة بالنقد سياسات الرئيس لاي تشينغ تي، ووصفها بأنها تزيد التوترات في المنطقة.

تدابير أميركية لمواجهة الصين

اتخذت الولايات المتحدة تدابير لمواجهة التهديد العسكري الصيني، بما في ذلك دعم الرئيس الأميركي جو بايدن لتايوان بـ15 صفقة أسلحة، وتعزيز التعاون العسكري بين البلدين لرفع قدرات تايوان الدفاعية.

وتقول الصين إن توسعها العسكري في المنطقة رد فعل على علاقة تايوان والولايات المتحدة، ولكن الأميركيين يرون عكس ذلك، حيث يعتبرون أن هذا التوسع جزءٌ من إستراتيجية صينية طويلة الأمد.

ونشرت الصين في 2019 وثيقةً تحدد استراتيجيتها الدفاعية، أكّدت فيها ضرورة زيادة وجودها العسكري في بحر الصين الشرقي وتوسيع نفوذها إلى غربي المحيط الهادي، وتتضمن هذه الإستراتيجية القيام بدوريات منتظمة وإظهار القوة العسكرية الصينية في هذه المناطق.

وردًا على ذلك، عززت الولايات المتحدة وجودها في المنطقة من خلال إقامة 4 قواعد عسكرية في الفلبين، وتنفيذ تدريباتٍ بحرية مشتركة، لدعم الاستقرار وحماية حرية الملاحة في المحيط الهادي.