يتوقع حال عودة، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض أن يتجاوز دعم، إيلون ماسك، له بأشواط ما يقوم به قطب التكنولوجيا حاليًا من نشر التغريدات المؤيدة، وتقديم الأموال لحملته الانتخابية، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
فقد أصبح الشخص الأكثر ثراء في العالم حاضرًا على نحو متزايد في حملة ترامب عبر تخصيص حسابه الشخصي في منصة "إكس" حيث لديه نحو 200 مليون متابع لخدمة الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية التي تجري في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
دور في إدارة ترامب
وبعد المحاولة الثانية لاغتيال ترامب، الأحد الماضي، تساءل ماسك عن سبب عدم تعرض المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، والرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى محاولات من هذا النوع، قبل أن يحذف المنشور لاحقًا، كما استخدم ماسك حسابه الشخصي لدعم نظرية مؤامرة لا أساس لها تفيد بأن مجموعة من المهاجرين الهايتيين في أوهايو تسرق وتأكل الحيوانات الأليفة.
توصل ماسك إلى اتفاق لم يحظ بتغطية إعلامية كبيرة مع ترامب لترؤس لجنة خاصة لخفض الإنفاق الفيدرالي تُطبق "إصلاحات كبيرة"
وتوصل ماسك إلى اتفاق لم يحظ بتغطية إعلامية كبيرة مع ترامب لترؤس لجنة خاصة لخفض الإنفاق الفيدرالي تُطبق "إصلاحات كبيرة"، وفق الرئيس السابق، ويعود أصل الفكرة إلى حوار بين ماسك وترامب تم بثه على منصة "إكس" في آب/اغسطس الماضي، حيث اقترح ماسك حينها تأسيس "لجنة معنية بالكفاءة الحكومية" لضمان إنفاق أموال دافعي الضرائب بالشكل الصحيح.
وتبنى ترامب الفكرة، وأشاد بماسك باعتباره "أعظم شخص يخفض" التكاليف، في إشارة إلى مقاربة مؤسس "سبايس إكس" و"تيسلا" المتشددة في إدارة شركاته، وقال ترامب بإعجاب في معرض حديثه عن ماسك: "عندما يتوقف موظفوك عن العمل، تقول: حسنا.. جميعكم مطرودون".
وبينما لم يأت ترامب على ذكر الشركة، إلا أن الإشارة كانت بوضوح إلى استحواذ ماسك عام 2022 على منصة "تويتر" التي غيّر اسمها لاحقًا إلى "إكس"، وفي إطار عملية الاستحواذ هذه، سرّح ماسك 75 بالمئة من الموظفين، محتفظًا فقط بأولئك المستعدين للالتزام بأخلاقيات العمل "المتشددة" التي يتبناها.
وقلّصت التسريحات الواسعة فرق الإشراف على المحتوى، فيما أدت هيمنة ماسك على المنصة إلى ازدياد التضليل الإعلامي وهرب المعلنين.
"الحكم بمراسيم"
وبحسب "نيويورك تايمز"، ناقش الرجلان مرارًا فلسفة ماسك في مكان العمل، على أمل أن يفرضها صاحب المليارات على الحكومة الأميركية في إدارة ترامب الثانية، حال فوزه، ولدى سؤاله في البث الصوتي "أول-إن" (All-In) إن كان ذلك يعني خفض ما يصل إلى خمسة بالمئة من الموظفين اليفدراليين سنويًا (حوالى 150 ألف عامل)، رد ماسك "أعتقد بأن علينا القيام بأكثر من ذلك".
ورفض الحديث بشكل محدد أكثر، مشيرًا إلى أن قيامه بذلك يعرضه لخطر "الاغتيال"، لكنه أفاد بأنه سيكون أمام الموظفين متسع من الوقت لإيجاد وظائف بديلة، وأضاف أن "عدد العمال المستائين والموظفين الحكوميين السابقين سيكون رقمًا مخيفًا".
جاء توقيف مسلح يوم الأحد، تزامنًا مع ورود المزيد من التهديدات من وجود قنابل في سبرينغفيلد في أوهايو.. فما القصة؟
اقرأ أكثر في التقرير: https://t.co/CaybfW3rdf pic.twitter.com/BERprxRkoL
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 17, 2024
وحذّر خبراء في السياسات العامة من أن ماسك لربما يبالغ في تقدير نفوذه المحتمل، إذ في الولايات المتحدة، يملك الكونغرس سلطة خفض الوظائف الحكومية بصفته الجهة المسيطرة على نفقات الحكومة.
وقال مدير برنامج الشؤون القانونية في جامعة جورج واشنطن، كايسي بورغات، إن "نظامنا لا يسمح بتركز السلطة لدى أي منصب أو فرد بشكل يسمح لهم بالحكم بواسطة المراسيم كما يفعل ماسك في إكس وتيسلا أو سبايس إكس".
لكن آخرين يشعرون بالقلق من أن ولاية ثانية لترامب يمكن أن تقلب الأمور رأسًا على عقب، خصوصًا أن الكلمة الفصل باتت الآن لدى المحكمة العليا التي يهيمن عليها المحافظون، حيث تضم المحكمة تسعة قضاة، عيّن ترامب عددًا منهم. وأصدرت قرارات مؤخرًا تعزز سلطات الرئيس.
مخالفات
ويشير الأستاذ المساعد في جامعة "سيراكيوز ريتشارد بارتن" إلى أن ترامب قد يقرر "القيام بما يرغب به ويترك شخصًا ما يرفع دعوى قضائية أمام المحكمة العليا التي كانت مؤيدة له إلى حد كبير في القضايا المرتبطة بالسلطة التنفيذية".
🎥سياسات متطرفة.. الترحيل والانتقام والحرب التجارية أساس وعود #ترامب الانتخابية. pic.twitter.com/ffjTQ6QbHi
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 11, 2024
بدا أن ترامب وماسك غير مهتمين بمسألة تضارب المصالح التي يرى كثر بأنها واضحة تمامًا، وتتشابك أعمال ماسك التجارية المتنوعة بشكل كبير مع الحكومة، سواء كجهة توفر إمدادات لوكالة الفضاء "ناسا"، كما هي حال "سبايس إكس" أو من ناحية القواعد التنظيمية، كما هي الحال مع "تيسلا" التي تخضع عادة للرقابة على خلفية المسائل المرتبطة بالسلامة.
في الأثناء، يعرف عن ترامب تاريخه في تعيين أفراد عائلته في أعلى المناصب الحكومية، ويواجه اتهامات متكررة بشأن تداخل مصالحه التجارية مع دوره كموظف عام.
ويتطلب فرض قواعد تضارب المصالح وجود رغبة سياسية داخل الكونغرس الذي لفت بورغات إلى أنه لم يفعل الكثير ضد حالات الخرق الواضحة التي شهدتها ولاية ترامب الأولى، وقال للوكالة الفرنسية، "لا يوجد حَكَم يشير إلى المخالفات هنا".