ارتكبت قوات الدعم السريع، اليوم الثلاثاء، مجزرةً جديدةً في ولاية الجزيرة وسط السودان، وذلك في وقتٍ تجددت فيه المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم، لليوم الثاني على التوالي.
وفي الأثناء، حذرت الأمم المتحدة من تحدياتٍ إنسانيةٍ كارثيةٍ في ولاية النيل الأبيض بسبب مخاطر الفيضانات والمجاعة واللجوء.
وفي التفاصيل الميدانية قالت لجان المقاومة في مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، إن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة في مدينة الهدى التي تتبع إداريًا إلى معتمدية المناقل بالولاية. حيث أسفر هجوم الدعم السريع عن ارتقاء 10 من المدنيين وفق إحصائياتٍ أوليةٍ، وعددٍ من الإصابات بين المواطنين. وبحسب مصادر محليةٍ، تسبب الهجوم أيضًا في نزوح عددٍ كبيرٍ من المواطنين.
وتأتي المجزرة الجديدة ضمن سلسلة من الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة منذ ستة أشهر. وكانت أبرزها مجزرة قرية ود النورة التي راح ضحيتها أكثر من 200 من المدنيين.
قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة في ولاية الجزيرة وسط السودان اليوم، حيث تجددت المواجهات المسلحة بينها وبين الجيش السوداني في محيط سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم
كما شنت قوةٌ من الدعم السريع هجومًا على القرية (32) الواقعة على مقربةٍ من الحدود بين ولايتي الجزيرة والقضارف بمنطقة الفاو، وقتل أربعة مواطنين خلال الهجوم وفق ما ذكرت مصادر محلية.
وفي العاصمة السودانية الخرطوم تجددت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في محيط سلاح المدرعات منذ الصباح الباكر، ويستخدم الطرفان، حسب المصادر، الأسلحة الثقيلة والخفيفة معًا.
كما أفادت مصادر سودانية أن الجيش قصف من مواقعه في شمالي مدينة أم درمان "تجمعاتٍ للدعم السريع في مناطق مختلفةٍ من العاصمة"، وذكرت مصادر محلية "أن دوي الانفجارات مسموعٌ في أغلب مناطق مدينة الخرطوم، وأن أعمدة الدخان تتصاعد حول منطقة الاشتباكات".
وفي دارفور قال حاكم الإقليم، مني أركو مناوي، إن قوات الدعم السريع أحرقت قرية أروري التي تقع بالقرب من الفاشر. وبث مناوي الذي يرأس حركة جيش تحرير السودان، مقطع فيديو يظهر مجموعة من منسوبي قوات الدعم السريع وهم يتجولون بالمركبات العسكرية في القرية المحترقة.
وأفادت مصادر تابعةٌ للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، أنّ مسلحيها "يخوضون معارك ضاريةً ضد قوات الدعم السريع على تخوم منطقة الزُرْق شمال الولاية"، وما تزال المعارك مستمرة قرب المنطقة التي تبعد في الصحراء حوالي 120 كيلومترًا شمال مدينة الفاشر عاصمة الولاية، وتمثّل قاعدة إمداد لوجستي مهمة لقوات الدعم السريع.
أما فيما يتعلق بالتحديات الانسانية، فقد قال مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الذي يزور ولاية النيل الأبيض جنوب غربي الخرطوم، "إنّ الولاية تستضيف ما بين مليون ومليوني لاجئٍ ونازحٍ، وتلك علامةٌ واضحة على تأثير الحرب".
وحذر غراندي في منشورٍ على منصّة إكس من "تفاقم سوء الأوضاع والتحديات الإنسانية المستمرة في الولاية، بسبب مخاطر الفيضانات والمجاعة، وقرب المنطقة من خط المواجهات العسكرية".