مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي خلّف آلاف الشهداء والجرحى، وأزال أحياء سكنية من الخارطة، وتسبّب بموجة نزوح كبيرة للمدنيين، لا تزال فصائل المقاومة الفلسطينية تخوض المعارك والاشتباكات في عدة مناطق من القطاع، منزلةً بجش الاحتلال خسائر في العتاد والأرواح.
وفي هذا الإطار، التقى "التلفزيون العربي" بالخبير العسكري والإستراتيجي أحمد عبد الرحمن من غزة، الذي بيّن أن المقاومة ما زالت حاضرة في ميادين المعارك بثبات، وتقوم باستخدام تكتيكات ربما تسعى من ورائها إلى التعامل مع حرب طويلة الأمد.
وبشأن الغاية الإسرائيلية، عسكريًّا واستراتيجيًّا، من الإصرار على الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي ومحاصرته، لفت عبد الرحمن إلى أن الاحتلال ينفذ حصارًا مطبقًا على المجمع من ثلاثة اتجاهات الغربي والجنوبي والشرقي، وأن الدبابات تقف على بعد أمتار من بوابات الشفاء المختلفة، ولأن مجمع الشفاء هو مستشفى مدني، لا يوجد فيه لا مقاومين ولا مقاتلين ولا أي سلاح، فكل ما يريده الاحتلال هو إحراز نصر معنوي.
ولفت عبد الرحمن إلى أن هناك هدفًا تكتيكيًا ما تسعى إسرائيل للوصول إليه، وتحاول جمع معلومات كما يبدو بسبب حجم طيران الاستطلاع الكبير جدًا في أنحاء القطاع. كما أعرب عن اعتقاده أن الاحتلال بطائراته يعتقد أنه يقترب من هدف ما في غزة، أو شخصية ما أو من تحقيق إنجاز ميداني، الأمر الذي يعني إدامة فترة الحرب لأطول فترة ممكنة، لأنه لو كان "الشفاء" هو هدف إسرائيل فهي تستطيع أن تدخله في أي لحظة.
وقال إن "هدف الاحتلال من خلال عدوانه على غزة هو استعادة قوة الردع التي سقطت في 7 تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، وذلك واضح من خلال عمليات قتل المدنيين". وأكّد أنه لا يوجد لدى إسرائيل أي هدف عسكري على الأرض.
كما استبعد أن تسعى إسرائيل لاحتلال غزة، مشيرًا إلى أنها لا تستطيع أن تبقى في القطاع، كما أنها لا تستطيع أن تتمركز في منطقة واحدة في ظل القصف العنيف الذي تقوم به.
ومنذ 37 يومًا، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على غزة، ما أثار انتقادات في أرجاء العالم، نظرًا لاستشهاد آلاف المدنيين، أغلبهم من الأطفال والنساء. ومنذ اندلاع العدوان تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ عام 2006.