06-أكتوبر-2024
دمار غزة

(Getty) مشهد من دمار غزة

مع بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، استغل الاحتلال مفهوم "المناطق الآمنة" كأداة لخداع السكان المحليين، مروجًا لفكرة أن هناك أماكن آمنة يمكن للنازحين الانتقال إليها بعيدًا عن نيران القصف. ومع مرور الوقت، تبيّن أن هذه المناطق لم تكن إلا أفخاخًا، إذ استُهدفت بشكل متكرر، ما أودى بحياة الآلاف من المدنيين الأبرياء. من شمال القطاع إلى جنوبه، واجه النازحون قصفًا مباشرًا بينما كانوا يسعون إلى الأمان، ليجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الموت في ما وُعدوا بأنها "مناطق آمنة".

في 17 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، بدأت المجازر بحق المناطق الآمنة، وكان أبرزها استهداف مستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 470 فلسطينيًا وإصابة المئات. تلاه استهداف مدرسة الفاخورة في جباليا في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، ما أدى إلى استشهاد 200 فلسطيني. كما تعرّض حوالي 180 مركز إيواء للقصف، ومعظمها يرفع علم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وفي 4 كانون الأول/ ديسمبر، قلّص الاحتلال مساحات كبيرة من المناطق الآمنة في خانيونس مع بدء العملية البرية، مما أدى إلى تقليص المساحات الآمنة لتشمل فقط 10% من مساحة المدينة.

استمر الاحتلال في تقليص المناطق الآمنة عبر عملياته العسكرية، حتى لم يتبقَ سوى 10% من مساحة القطاع تُعتبر آمنة بشكل نسبي

خلال تلك العمليات، روج الاحتلال أن رفح ووسط القطاع يمثلان مناطق آمنة، مما دفع مئات الآلاف من النازحين إلى التجمع بين رفح ومواصي خانيونس ووسط القطاع. لكن هذا لم يستمر طويلًا، ففي 6 أيار/مايو الماضي، توغلت قوات الاحتلال في رفح التي كانت تؤوي أكثر من 1.4 مليون نازح، تحت زعم أن العملية ستكون محدودة، ولكنها توسعت لتشمل معظم المحافظة، مما أدى إلى تكدس النازحين في مواصي رفح ومواصي خانيونس، بالإضافة إلى من تمكن من الوصول إلى المحافظة الوسطى.

في 26 أيار/ مايو، قصفت طائرات الاحتلال عشرات الخيام التي تؤوي النازحين في منطقة محاذية لمخازن "الأونروا" في مواصي رفح، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 45 شخصًا. وبعد يومين فقط، تم استهداف الخيام مجددًا، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 20 نازحًا، معظمهم من النساء.

كما ارتكب الاحتلال إحدى أعنف مجازره في مخيم النصيرات بوسط القطاع، حيث استهدفت قوة خاصة، خلال انسحابها من المخيم، 89 منزلًا وشوارع بقصف جوي عنيف، مما أدى إلى استشهاد 274 شخصًا، بينهم عائلات بأكملها.

وفي 13 تموز/يوليو، قصفت طائرات الاحتلال بثمانية صواريخ تجمعًا لخيام النازحين عند مفترق النص غرب خانيونس، إحدى أكثر المناطق اكتظاظًا، مما أدى إلى استشهاد حوالي 100 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.

لم تسلم مناطق شمال القطاع من المجازر، ففي 10 آب/أغسطس، قصفت طائرات الاحتلال مصلى "مدرسة التابعين" خلال صلاة الفجر، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 فلسطيني.

كما تقدمت آليات الاحتلال في 20 آب/أغسطس بشكل مفاجئ نحو شارع الطيبة في المواصي الشمالية الغربية لخانيونس، وأطلقت نيرانها باتجاه الخيام، مما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات.

وفي 10 أيلول/سبتمبر، قصفت طائرات الاحتلال بخمسة صواريخ تجمعًا لخيام النازحين في مواصي خانيونس الجنوبية الغربية، مما أدى إلى استشهاد نحو 40 فلسطينيًا.

استمرت قوات الاحتلال في تقليص المناطق الآمنة عبر عملياتها العسكرية المستمرة، حتى لم يتبقَ سوى 10% من مساحة القطاع تُعتبر آمنة نسبيًا. وفي هذه المساحة الصغيرة، ارتكب الاحتلال معظم المجازر المذكورة، بينما يعيش فيها أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني يعانون من القصف والتهجير المستمر.