14-يونيو-2024
غزّي وسط ركام المباني المدمرة

استُشهد 19 فلسطينيًا في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية (الأونروا)

يعيش أهالي قطاع غزة يومًا آخر من القصف والرعب الذي يخيّم على حياتهم منذ 252 يومًا شهدوا خلال من المآسي ما تعجز الكلمات عن وصفه، وفقدوا أكثر من 37 ألفًا من أبنائهم، فيما أُصيب ما يزيد عن 76 ألفًا، وفُقد أكثر من 10 آلاف شخص.

ولم يختلف اليوم الـ252 من العدوان عما سبقه، إذ واصل جيش الاحتلال قصف القطاع الذي سوّى منازله بالأرض، وجعل منه مساحة ممتدة من الخراب على مرأى ومسمع العالم، الذي لم يستطع إجباره على وقف الحرب أو تنفيد قرارات محكمة العدل الدولية أو مجلس الأمن الدولي.

وأسفر القصف الإسرائيلي على القطاع، خلال الساعات القليلة الماضية، عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، حيث استُشهدت 3 سيدات بينهن طبيبة في قصف استهدف منزلًا مأهولًا في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وارتقى شهيد وأُصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال عدة منازل وسط وغرب مدينة غزة.

وكالة الأونروا: الكثير من أطفال قطاع غزة قتلوا، أو أصيبوا، وسيظل لديهم ندوب مدى الحياة

وشنّت طائرات الاحتلال عدة غارات على حي الزيتون شرق المدينة، الذي تعرّض أيضًا لقصف مدفعي عنيف. وأفادت مصادر طبية باستشهاد 19 فلسطينيًا بالمدينة جراء غارات الاحتلال خلال الساعات الـ24 الماضية.

وفي وسط قطاع غزة، استهدفت طائرات الاحتلال منطقة المغراقة ومحيط مفرق نتساريم، شمال مخيم النصيرات، وطالت إحدى غاراتها منزلًا لعائلة "أبو جلمبو" في بلوك 2 قرب مدخل مخيم البريج، ما أسفر عن استشهاد طفل وإصابة 10 آخرين وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح.

ونفّذ طيران الاحتلال غارة استهدفت وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تزامنًا مع إطلاق نار كثيف من طيران الاحتلال في غربي المدينة، وقصف مدفعي استهدف المناطق الشرقية منها. كما أفادت مصادر محلية بإطلاق زوارق الاحتلال الحربية نيرانها تجاه مراكب الصيادين في بحر القرارة شمال غرب مدينة خانيونس، التي تعرضت لقصف مدفعي عنيف استهدف الأحياء الشرقية.

وفي تقريرها الإحصائي اليومي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الخميس، ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع إلى 37.232 شهيدًا و85.037 مصابًا.

وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الأخيرة 3 مجازر بحق أهالي القطاع، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 30 شهيدًا و105 إصابات، فيما لا يزال هناك عدد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

شمال قطاع غزة يموت جوعًا

وفي سياق متصل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن جيش الاحتلال صعّد من حرب التجويع بحق أهالي قطاع غزة، وخاصةً في محافظتي غزة وشمال غزة، حيث برزت مظاهر المجاعة في ظل استمرار إغلاق الاحتلال للمعابر، والعدد المحدود كمًا ونوعًا من شاحنات المساعدات التي يُسمح بدخولها بين فترة وأخرى.

وقال، في بيان صحفي أمس الخميس، إنه على وقع المجازر الإسرائيلية المستمرة في غزة: "يعاني شعبنا الفلسطيني أيضًا تصعيدًا لحرب التجويع وتدهورًا متسارعًا للكارثة الإنسانية وبروز مظاهر المجاعة في القطاع.

وأضاف أن: "استخدام الاحتلال الصهيوني الغاشم التجويع والتعطيش ومنع الرعاية الطبية كسلاح خلال هذا العدوان الهمجي، هو جريمة حرب مؤكدة ومركبة، وتأكيد على استمراره بجريمته الكبرى بالإبادة ضد شعبنا في غزة، أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، في اعتداء صارخ لكل القوانين الدولية، واستهتار بكل الدعوات والمطالبات والقرارات ذات الصلة".  

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت، مؤخرًا، أنها وثّقت 32 وفاة في قطاع غزة نتيجة سوء التغذية والجفاف، منها 28 حالة لأطفال دون سن الخامسة.

وأمس الخميس، حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، من أنه: "دون وقف لإطلاق النار في قطاع غزة سيصبح لدينا جيل ضائع".

وأضاف لازاريني، في منشور على حسابه في منصة "إكس"، أن: "الأطفال الناجين في غزة يعانون صدمة عميقة، والحرب سرقت منهم طفولتهم"، كما لفت إلى أن: "الكثير من أطفال غزة قتلوا، أو أصيبوا، وسيظل لديهم ندوب مدى الحياة".

نتنياهو يعرقل صفقة التهدئة والتبادل

وفي آخر تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين دولة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن الحركة بعرقلة الاتفاق.

وادعى بايدن، في مؤتمر صحفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة السبع في إيطاليا، أمس الخميس، أن حركة "حماس" تمثّل "عقبة" أمام نجاح اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بسبب رفضها توقيعه.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قد أعلن في تصريحات صحفية، الأربعاء الفائت، أن: "عددًا من التغييرات التي اقترحتها حماس على الاتفاق طفيفة ومتوقعة".

وفي السياق نفسه، اتهم الوزير السابق في مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بعرقلة صفقة التهدئة والتبادل مع "حماس" لـ"حسابات سياسية خاصة" به.

وقال غانتس، في مقابلة مع هيئة البث العبرية أمس الخميس، إن نتنياهو: "يعرقل إبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية انطلاقا من حسابات سياسية خاصة به، وليس ضمن إطار رؤية مصالح دولة إسرائيل".

وأكمل أن نتنياهو: "اتخذ عدة قرارات خلال الفترة الماضية لاعتبارات خاصة وسياسية"، مضيفًا: "حاولت لعدة شهور أن أقوم بالتأثير داخل مجلس الحرب على قرارات لمصلحة دولة إسرائيل، لكن ذلك لم يفلح".

وفي حديثه عن التصعيد مع "حزب الله" في جنوب لبنان، قال غانتس إنه يفصل إنهاء التصعيد بـ"الطرق الدبلوماسية"، لكنه سرعان ما أكد أنه لن يكون أمام "إسرائيل" سوى الحرب في حال فشل الطرق الدبلوماسية.