05-يوليو-2024
الاونروا-ركام

تواصل إسرائيل عدوانها على القطاع رغم انتعاش مفاوضات وقف إطلاق النار (الأونروا)

تدخل الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة يومها الـ273، وسط تزايد الحديث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خاصةً في ظل الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي اعتاد عرقلة مفاوضات التهدئة خدمةً لمصالحه الشخصية الضيقة.

ونقلت وكالة "فرانس برنس" للأنباء عن مسؤول أميركي، لم يكشف عن هويته، قوله إن أمام "إسرائيل" وحركة "حماس" فرصة مهمة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين في القطاع.

واعتبر المسؤول أن العناصر الأخيرة التي قدمتها الحركة: "أدت الى تقدم العملية وقد تشكل القاعدة الضرورية لبلوغ اتفاق"، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن هذا: "لا يعني أن الاتفاق سيتم التوصل اليه خلال الأيام المقبلة"، لأنه: "يبقى عمل كثير ينبغي القيام به حول بعض مراحل التطبيق"، وفق وكالة "فرانس برس".

قال مسؤول أميركي إن أمام "إسرائيل" وحركة "حماس" فرصة مهمة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بغزة

وأشار كذلك إلى أن هذا الأمر سيكون صعبًا، معتبرًا في الوقت نفسه أنه: "تقدّم يتصل بمأزق حاسم" في المفاوضات، التي تعثّرت مرات عديدة منذ انتهاء الهدنة الأولى بين الطرفين في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2023.

وكانت "فرانس برس" قد نقلت أيضًا عن مصدر مطلّع على محادثات وقف إطلاق النار بين "حماس" ودولة الاحتلال، قوله إن رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيع، قد توجه على رأس وفد إلى العاصمة القطرية الدوحة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة.

وتأتي هذه التطورات عقب تسلّم "إسرائيل"، الأربعاء، رد "حماس" على مقترح الهدنة عبر الوسطاء في مصر وقطر. ومع أنه لم يُفصح عن فحوى رد الحركة، إلا وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين، الخميس، قولهم إن رد الحركة من شأنه أن يكون أساسًا لاستئناف المفاوضات المتعثرة بين الطرفين منذ أشهر.

وفي سياق متصل، أكدت حركة "حماس" أنها منفتحة: "على أي مبادرة تحقق مطالب الشعب الفلسطيني، وخصوصا وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة بالكامل وعودة النازحين إلى ديارهم وكذلك توفير المساعدات والبدء بالترميم والأعمار"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول" عن علي بركة، رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة "حماس" في الخارج.

وقال بركة إن الحركة: "ردت ردًا إيجابيًا" على المبادرة الأخيرة، مضيفًا أنه: "إذا كانت المبادرة الجديدة تحقق وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وانسحاب جيش الاحتلال، فنحن سنتعامل معها بإيجابية"، مشيرًا إلى أن: "الكرة في الملعب الإسرائيلي لأن المجرم (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) يرفض وقف إطلاق النار بشكل دائم، ويؤكد دوما أنه يريد أن يواصل عدوانه على الشعب الفلسطيني".

الاحتلال يواصل جرائمه في غزة

في غضون ذلك، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، حيث قصفت مدفعيته وطائراته الحربية مناطق متفرقة من القطاع المنكوب ليل الخميس – الجمعة.

واستُشهد عدد من الفلسطينيين، وأُصيب آخرون، جراء استهداف طيران الاحتلال الحربي منزلًا لعائلة "رضوان" في بلدة بني سهيلا شرق مدينة خانيونس، في جنوب قطاع غزة.

وتعرضت المدينة خلال الساعات القليلة الماضية لقصف مدفعي وجوي عنيف طال منازل المدنيين، وشمل عدة مناطق محيطة بالمدينة. وذلك تزامنًا مع قصف مدفعية الاحتلال لبلدة النصر شمال شرق مدينة رفح، وتوغل آليات الاحتلال في البلدة.

وفي وسط قطاع غزة، قصفت مدفعية الاحتلال شمال مخيم النصيرات، فيما أطلقت آلياته نيرانًا كثيفة تجاه المنطقة. فيما أفادت مصادر محلية باستشهاد مواطن فلسطيني وزوجته وأبنائه الثلاثة إثر استهداف منزلهم في شارع غزة القديم في جباليا البلد شمال قطاع غزة.

وشنّت طائرات الاحتلال عدة غارات على مدينة غزة، استهدفت أحياء الزيتون والدرج والصبرة والشجاعية، وأسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات، تزامنًا مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في حي الشجاعية شرق المدينة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أفادت، أمس الخميس، بارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 38.011 شهيدًا و87.445 مصابًا.

وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الأخيرة 4 مجازر بحق أهالي القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 58 شهيدًا و179 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

النفايات تهدد حياة أهالي غزة

أما إنسانيًا، فإن الأوضاع لا تزال تتفاقم في ظل استمرار قوات الاحتلال في إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية والإمدادات الطبية إلى قطاع غزة.

وفي السياق نفسه، أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن الظروف في القطاع باتت "لا تطاق" بسبب تراكم النفايات والقمامة على طول الطرق وبالقرب من الملاجئ المؤقتة، مشيرةً إلى أن آلاف العائلات تعيش حاليًا: "في هياكل المباني المدمرة أو بين أكوام القمامة"، بحسب وصفها.

وجددت "الأونروا" تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تزايد الأمراض المعدية بين النازحين وأهالي القطاع عمومًا، خاصةً الإسهال والتهاب الكبد، لا سيما بين الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

وحذّرت الوكالة من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في خانيونس قد تفاقم عرقلة حصول الناس على المياه الصالحة للشرب في وقت يساهم فيه نقص الصرف الصحي بشكل كبير في انتشار الأمراض.