09-يوليو-2024
جانب من الدمار في قطاع غزة

يهدد تصعيد الاحتلال عدوانه على مدينة غزة بانهيار مفاوضات وقف الحرب (الأونروا)

دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ277 على وقع معارك عنيفة خاضتها فصائل المقاومة الفلسطينية مع قوات الاحتلال في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتعرض جيش الاحتلال لـ4 أحداث أمنية صعبة في المنطقة.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن معارك ضارية بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في حي تل الهوا ليل الإثنين – الثلاثاء، وأشارت إلى نقل 3 جنود أُصيبوا في المعارك شمال القطاع.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الهدف من هجوم جيش الاحتلال على شمال قطاع غزة هو إجبار حركة "حماس" على تقديم المزيد من التنازلات خلال المفاوضات، لافتةً في الوقت نفسه إلى أنه تفاجأ بردة فعل الحركة، حيث نفذ جناحها العسكري، "كتائب القسام"، عدة عمليات نوعية ضد قواته في حي تل الهوا.

أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن الهدف من دعوات الاحتلال أهالي مدينة غزة إلى النزوح نحو الجنوب هو استدراج المواطنين إلى أفخاخ الموت والقتل والإعدامات الميدانية

وكانت "كتائب القسام" قد أعلنت، أمس الإثنين، استهداف ناقلة جند إسرائيلية بعبوة "شواظ 3" على دوار الـ17 غرب حي تل الهوا، إضافةً إلى إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح بعد الاشتباك معها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في منطقة الصناعة بالحي نفسه.

وقالت الكتائب إن مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة "رعدية" مضادة للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 6 جنود في محور التقدم جنوب غرب تل الهوا، وإيقاعهم بين قتيل وجريح.

مفاوضات وقف الحرب.. نتنياهو متعنت و"حماس" تحذر من انهيارها

وفي ضوء ذلك، تتواصل في العاصمة المصرية القاهرة المحادثات الرامية للتوصل إلى صفقة هدنة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين دولة الاحتلال و"حماس"، حيث يعمل الوسطاء مع الوفد الإسرائيلي على تقليص الفجوات القائمة بهدف إنجاز الصفقة المنتظرة.

وأكدت الخارجية الأميركية أن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ما زالت جارية، مشيرةً إلى أن إدارة بايدن تعمل على سد الثغرات بين رد "حماس" وموقف "إسرائيل" للتوصل إلى صفقة.

في المقابل، واصل رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، محاولاته لعرقلة الصفقة عبر وضع شروط تعجيزية تحول دون التوصل إليها، فيما حذر وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، من التوصل إلى صفقة وإنهاء الحرب في غزة، واصفًا المحادثات مع المقاومة بـ"الحماقة".

بدورها، حذرت "حماس" من انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار نتيجة التداعيات الكارثية لما يجري في قطاع غزة، حيث قالت في بيان، أمس الإثنين، إن رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، أجرى: "اتصالات بالوسطاء في ضوء ما يجري من تهديد جيش الاحتلال لأحياء واسعة من مدينة غزة وطلب إخلائها، وما يقوم به من مجازر وقتل وتهجير".

وأضاف البيان أن هنية حذر: "من التداعيات الكارثية لما يجري في غزة كما في رفح وغيرها؛ منوهًا إلى أن من شأن ذلك أن يعيد العملية التفاوضية إلى نقطة الصفر"، محمّلًا نتنياهو وجيشه المسؤولية الكاملة عن انهيار مسار مفاوضات صفقة التهدئة.

الاحتلال يصعد عدوانه على مدينة غزة

في الأثناء، واصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة الذي تعرضت مناطق متفرقة منه لقصف مدفعي وجوي عنيف ومكثّف أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.

واستُشهد طفل، وأُصيب 4 أشخاص، في قصف استهدف منزلًا يعود لعائلة "مهنا" بمدينة غزة. كما استُشهد 3 أشخاص، وأُصيب 3، إثر غارة جوية طالت شقة غرب مفترق اللبابيدي – الجلاء بغزة.

وأفادت "الخدمات الطبية" في غزة باستشهاد 5 فلسطينيين، وإصابة العشرات معظمهم من الأطفال، جراء عدة غارات استهدفت عدة منازل في منطقتي الصحابة والجلاء بمدينة غزة.

وطال القصف الإسرائيلي المدفعي والجوي محيط مجمع الشفاء الطبي، وحي الدرج، وشارع النفق، وشارع اليرموك، وشارع الجلاء، وحي الشجاعية، وحي الرمال، وعدة مناطق أخرى غرب مدينة غزة.

وأعلنت إدارة المستشفى المعمداني في غزة عن إغلاقه بعد تعرض محيطه لإطلاق نار كثيف من مسيّرات الاحتلال، فيما أُجبر المرضى والنازحون في المستشفى على المغادرة، الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر.

وفي المناطق الوسطى، شنت طائرات الاحتلال غارة على مخيم البريج الذي أطلقت آليات الاحتلال نيرانها تجاهه. كما تعرضت مدينة دير البلح لقصف جوي عنيف طال منزل المدنيين وأسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين بينهم سيدة وطفلها.

وقصفت مدفعية الاحتلال عدة مناطق غرب مدينة رفح، جنوب القطاع، التي تعرضت أيضًا لقصف جوي دون أنباء عن وقوع إصابات.

تحذيرات من النزوح من غزة

وفي سياق متصل، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أمس الإثنين، من دعوات الاحتلال بالنزوح من مدينة غزة إلى الجنوب، مؤكدًا أن الغاية منها استدراج المواطنين إلى "أفخاخ الموت".

وقال المكتب، في بيان نُشر مساء أمس، إن هذه الدعوات: "كاذبة وتحمل خطورة بالغة على حياة المواطنين"، داعيًا أهالي المدينة: "إلى عدم الانصياع مطلقًا إلى دعوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالنزوح من مدينة غزة إلى الجنوب".

وأضاف أن الاحتلال يهدف من وراء هذه الدعوات الزائفة: "إلى استدراج المواطنين إلى أفخاخ الموت والقتل والإعدامات الميدانية، على غرار ما جرى بشكل متكرر من عشرات عمليات الإعدام الميداني للمواطنين الذين حاولوا سابقًا النزوح على شارعي الرشيد غرب مدينة غزة، وعلى شارع صلاح الدين شرق مدينة غزة".

وشدّد المكتب على أن: "تكرار هذه الأخطاء الفادحة وهذه المأساة تجعل المواطنين يدفعون ثمن ذلك دماءهم وأرواحهم وحياتهم".

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت، أمس الإثنين، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 38.193 شهيدًا و87.903 مصابين.

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الأخيرة 3 مجازر بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 40 شهيدًا و75 مصابًا.

وأشارت إلى أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.