يوم جديدٌ من الرعب عاشه أهالي قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل الذي طال مناطق متفرقة وخلّف مزيدًا من الضحايا والدمار، فيما لا تزال المنظومة الصحية تعاني نقص الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود بسبب منع قوات الاحتلال إدخال المساعدات إلى القطاع.
وقصفت قوات الاحتلال، في اليوم الـ305 من العدوان، المنطقة الشرقية من حي الزيتون ومحيط المجمع الإسلامي في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، بقذائف المدفعية.
واستشهد عدد من الفلسطينيين، وأُصيب العشرات، إثر استهداف طائرات الاحتلال دراجة نارية على شارع صلاح الدين قرب الزوايدة وسط قطاع غزة. كما شنت طائرات الاحتلال عدة غارات على مدينة دير البلح، فيما قصفت مدفعية الاحتلال منطقة المغراقة والزهراء.
واصلت "إسرائيل" قصف قطاع غزة مخلّفةً مزيدًا من الدمار والضحايا في وقت صعّدت فيه من عدوانها في الضفة الغربية المحتلة
وتعرضت مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، لقصف مدفعي طال أيضًا مدينة رفح، حيث نسفت قوات الاحتلال عدة مبان سكنية ليل الإثنين - الثلاثاء. وفي شمال القطاع، أطلقت زوارق الاحتلال الحربية النار صوب المناطق الشمالية الغربية من المحافظة، وقصفت المدفعية شمال غرب مدينة بيت لاهيا.
وارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 39.623 شهيدًا و91.469 مصابًا معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الإثنين.
وقالت الوزارة، في تقريرها اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الـ24 ساعة الماضية 3 مجازر في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 40 شهيدًا و71 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
امتهان كرامة جثامين 89 شهيدًا
وفي سياق متصل، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أمس الإثنين، إن جيش الاحتلال امتهن كرامة جثامين 89 شهيدًا كان: "قد سرقها سابقًا خلال جريمة الإبادة الجماعية، حيث سلّم جثامينهم عبارة عن هياكل عظمية وجثثًا متحللة، في سلوك يندى له جبين الإنسانية".
وأضاف، في بيان، أن جيش الاحتلال قام: "بتسليم هؤلاء الشهداء في 35 كفنًا فقط، منهم 13 جثة وضعها في كفن واحد، و22 جثة في كفن آخر، وباقي الشهداء جثامينهم متفرقة في عدة أكفان في طريقة مهينة وحاطة بكرامة الشهداء".
انفجارات في المناطق الشرقية من دير البلح وسط قطاع #غزة تزامنًا مع إطلاق نار من قبل آليات الاحتلال.. المزيد مع مراسل التلفزيون العربي عبد الله مقداد@abdallahmiqdad pic.twitter.com/bjPqfmyLAD
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 6, 2024
وأشار إلى أن الاحتلال: "اختطف على مدار 304 أيام من جريمة الإبادة الجماعية أكثر من 2000 جثمان لشهداء وموتى من عشرات المقابر في محافظات قطاع غزة، والتي قام الاحتلال بتجريفها بالجرافات والآليات العسكرية وتدمير قبورهم، في مشهد مخالف للآدمية والشعور الإنساني".
ولفت المكتب الإعلامي إلى أن جيش الاحتلال: "قام بتكرار هذه الجريمة أكثر من مرة خلال حرب الإبادة الجماعية، كما قام سابقًا بنبش قبور في خانيونس وجباليا وحي التفاح وسرق بعض جثامين الشهداء منها، إضافةً إلى أنه لا يزال يحتجز لديه عشرات الجثامين"، مؤكدًا أن: "إخراج الجثامين ونقلها لأماكن مجهولة والتغيير فيها يعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تُعاقب عليه التشريعات الدولية".
كمين محكم للمقاومة برفح
أما على الصعيد الميداني، فقد أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الثلاثاء، أنها أوقعت قوة مدرعة إسرائيلية في كمين محكم في شارع جورج شرق مدينة رفح، حيث دمرت ناقلتي جند من نوع "النمر"، واستهدفت دبابتي "ميركافا".
بدورها، قالت "كتائب شهداء الأقصى" إنها استهدفت تموضع جنود وآليات قوات العدو بقذائف الهاون في محور القتال شرق شارع جورج برفح.
اكتمال التحقيقات بشأن موظفي "الأونروا"
دوليًا، أصدر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية، جوزيب بوريل، أمس الإثنين، بيانًا حول تدمير البنية التحتية المدنية وتدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي "قلق للغاية" من مواصلة "إسرائيل" تدمير البنية التحتية الحيوية في غزة، بما في ذلك محطة معالجة المياه في رفح، مشيرًا إلى أن الكارثة الإنسانية في القطاع تتفاقم، وأن هذا الوضع يؤدي إلى انتشار الأوبئة والعدوى بين المدنيين، وخاصةً الأطفال.
وفي سياق آخر، أعلنت الأمم المتحدة، أمس الإثنين، اكتمال التحقيق الذي يجريه مكتب خدمات الرقابة الداخلية بشأن مزاعم دولة الاحتلال بمشاركة 19 موظفًا في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في عملية "طوفان الأقصى" يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
تسبب بوقوع مصابين.. اللحظات الأولى بعد القصف الإسرائيلي على مركبة في مدينة جنين بالضفة الغربية pic.twitter.com/6kih5ibt1w
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 6, 2024
وأصدر مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة بيانًا جاء فيه أنه: "في واحدة من الحالات، لم يحصل مكتب خدمات الرقابة الداخلية على أي دليل يدعم الإدعاء ضد الموظف"، وأضاف: "وفي تسع حالات أخرى، كانت الأدلة التي حصل عليها مكتب خدمات الرقابة الداخلية غير كافية لدعم الدعاء ضد الموظفين".
وزعم مكتب خدمات الرقابة الداخلية، وفق ما جاء في بيان مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن الموظفين التسعة المتبقين "ربما شاركوا" في العملية.
تصعيد متواصل في الضفة الغربية
إلى ذلك، صعّد جيش الاحتلال من عدوانه في الضفة الغربية المحتلة، حيث اقتحمت قواته مناطق مختلفة بينها طوباس ومدينة الخليل وجنين. وقد دارت في الأخيرة اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال.
وقالت "سرايا القدس - جنين" إن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المقتحمة في المحور الشرقي للمدينة، مشيرةً إلى تفجير عبوة ناسفة معدة مسبقًا في قوات العدو المقتحمة محققة إصابات مباشرة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 4 أشخاص، وإصابة 7، برصاص قوات الاحتلال في بلدة عقابا شمالي طوباس، حيث خاضت فصائل المقاومة اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال.