07-أغسطس-2024
طفل يسير إلى جانب ركام المباني المدمرة

أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء جديدة تفاقم معاناة السكان (الأونروا)

تواصل آلة الحرب الإسرائيلية، لليوم الـ306 على التوالي، استهداف المدنيين وتدمير ما تبقى من بنية تحتية في قطاع غزة، وسط استمرار الأزمة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم، وتدهور النظام الصحي نتيجة منع قوات الاحتلال إدخال المساعدات والمستلزمات الطبية والوقود إلى غزة.

واستُشهد 3 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، جراء استهداف قوات الاحتلال شقة سكنية مأهولة لعائلة "حمادة" بمنطقة بيارة آل حمادة مقابل مدرسة يافا بحي التفاح، شرق مدينة غزة.

وقصفت زوارق الاحتلال الحربية محيط جسر وادي غزة شمال غرب مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة، فيما أطلقت آلياته نيرانها على شرق مخيم البريج، تزامنًا مع تعرض مخيم النصيرات للقصف بقذائف المدفعية. 

حذرت "منظمة الصحة العالمية" أن النزوح الجماعي في قطاع غزة له تأثير خطير على الصحة العامة

وأصدر جيش الاحتلال، صباح اليوم الأربعاء، أوامر إخلاء جديدة تفاقم من معاناة السكان، حيث طالب أهالي بيت حانون وحيي المنشية والشيخ زايد، شمال قطاع غزة، بالإخلاء والتوجه إلى مدينة غزة. 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 39.653 شهيدًا و91.535 مصابًا، معظمهم من الأطفال والنساء.

وقالت إن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الـ24 ساعة الماضية، 3 مجازر بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 30 شهيدًا و66 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. 

ونشرت الوزارة، أمس الثلاثاء، إحصائية عامة لعدد الشهداء والجرحى خلال 300 يوم على العدوان، استُشهد خلالها 39.480 شهيدًا، بينهم 32.280 شهيدًا تم استيفاء بياناتهم، و91.128 مصابًا بينهم 64.407 مصابين جرى استيفاء بياناتهم أيضًا. ومن بين الشهداء هناك 10.627 طفلًا، و5.956 امرأة.

الأزمة تتفاقم التحديات الصحية تتزايد

وفي الوقت الذي يتواصل فيه العدوان، تستمر الأزمة الإنسانية بالتفاقم يومًا بعد يوم، ويجد أهالي قطاع غزة أنفسهم أمام مخاطر صحية جديدة تهدد حياتهم، وسط استمرار منع قوات الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والوقود إلى القطاع. 

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم بلدية مدينة غزة إن كمية النفايات المتكدسة في المدينة وحدها، يتجاوز 100 ألف طن، محذرًا من أن سيلان المياه العادمة في الشوارع والنقص الشديد في المياه من شأنهما أن يفاقما الأوضاع الإنسانية ويتسببا بزيادة انتشار الأمراض والأوبئة وتفاقم الأزمات الصحية والبيئية في القطاع. 

كما حذرت "منظمة الصحة العالمية"، أمس الثلاثاء، من أن النزوح الجماعي في قطاع غزة له تأثير خطير على الصحة العامة، حيث يؤدي الاكتظاظ ونقص المأوى المناسب، عدا عن سوء حالة المياه والصرف الصحي والنظافة، إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية. 

وأوضحت المنظمة أن الاكتظاظ يزيد أيضًا من خطر وقوع إصابات جماعية في الهجمات على المناطق المأهولة بالسكان. وأشارت، في الوقت نفسه، إلى أن عدد المرضى والمحتاجين إلى الإجلاء الطبي إلى خارج غزة من المتوقع أن يزداد نظرًا لاستمرار العدوان وتقلص قدرة النظام الصحي.  

وأعربت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن صدمتها مما أسمته: "النمط المكتشف من الغارات التي يشنها الجيش الإسرائيلي على المدارس" في غزة، التي تقتل الفلسطينيين النازحين داخليًا الذين يبحثون عن المأوى في هذه المدارس، وفق بيانها. 

وأوضح البيان، أمس الثلاثاء، أن هناك 17 مدرسة على الأقل تعرضت للقصف في الشهر الماضي وحده، ما تسبب بمقتل 163 فلسطينيًا على الأقل: "مما يشير إلى الفشل في الامتثال لمبادئ التمييز والتناسب والاحتياط في تنفيذ هذه الهجمات" على حد قولها. 

الرد الإيراني ومفاوضات وقف الحرب

أما بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين "إسرائيل" و"حماس"، فقد قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس الثلاثاء، إن الرئيس جو بايدن اتفاق مع الرئيس المصري وأمير دولة قطر على ضرورة إتمام المفاوضات التي وصلت إلى المرحلة النهائية وفق زعمه. 

وقال بلينكن إنه من المهم أن تسعى كل الأطراف على وضع اللمسات النهائية على الاتفاق المنتظر في أقرب وقت ممكن. كما حذر من أن المزيد من الهجمات في المنطقة لن تؤدي إلا إلى إدامة الصراع وعدم استقرار الأمن أيضًا، وذلك في إشارة إلى الرد الإيراني المنتظر على اغتيال "إسرائيل" رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن دبلوماسي إسرائيلي "رفيع"، قوله إن العديد من الدبلوماسيين يشعرون بأنهم في خطر وتحت التهديد، وسط مخاوف من احتمال استهدافهم من قِبل إيران و"حزب الله".

السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لـ"حماس"

إلى ذلك، أعلنت حركة "حماس"، أمس الثلاثاء، اختيار رئيس الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، رئيسًا لمكتبها السياسي خلفًا لإسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران. 

وقالت الحركة، في بيان، إنه: "بعد مشاورات ومداولات معمّقة وموسعة في مؤسسات الحركة القيادية، قررت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اختيار الأخ القائد المجاهد يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي للحركة، خلفًا للقائد الشهيد إسماعيل هنية".