واصل جيش الاحتلال قصف ونسف الأبنية السكنية التي تؤوي مدنيين في اليوم الـ347 من العدوان على قطاع غزة، مخلفًا عشرات الشهداء والجرحى، في الوقت الذي أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن لا شيء يبرر سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين المحاصرين في القطاع.
وفي التفاصيل، أفاد موقع "العربي الجديد"، باستشهاد 20 فلسطينيًا على الأقل، فضلًا عن إصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال لمنازل تؤوي مدنيين في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأعلنت وسائل إعلام فلسطينية عن استشهاد خمسة أشخاص جراء قصف للاحتلال استهدف تجمعًا للمواطنين في شارع صلاح الدين، بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة.
واصل جيش الاحتلال قصف ونسف الأبنية السكنية التي تؤوي مدنيين في اليوم الـ347 من العدوان على قطاع غزة، مخلفًا عشرات الشهداء والجرحى
وقامت قوات الاحتلال بإطلاق قنابل إنارة شمال غرب مدينة رفح، جنوبي القطاع، فيما أعلن الدفاع المدني في غزة عن سقوط ثلاثة شهداء، بينهم طفل وامرأة، وعدد من الجرحى جراء استهداف جيش الاحتلال منزلًا بشارع الثلاثيني جنوبي مدينة غزة.
اللحظات الأولى بعد قصف مخيم البريج وسط محاولات المواطنين لإسعاف الجرحى
📌الدفاع المدني في غزة أكد وجود عشرات العالقين تحت الأنقاض وطالب الصليب الأحمر بضرورة العمل على التنسيق الفوري لدخول طواقمه إلى البريج لإنقاذ الأحياء قبل فوات الأوان pic.twitter.com/JaKD5ggDrv— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 17, 2024
وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 41226 فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة 95413 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
اقتحامات ونصب للحواجز في الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية المحتلة، أفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن قوات الاحتلال اعتقلت، اليوم الثلاثاء، عبلة سعدات، زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير، أحمد سعدات، من مدينة رام الله وسط الضفة.
وقالت ابنة سعدات في مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، إن: "قوة عسكرية أكثر من 20 جندي اقتحموا منزل العائلة، واعتقلوا والدتي"، وأضافت "الجيش قام تصوير مقتنيات البيت بما فيها أعلام فلسطين، بالإضافة إلى تفتيش المنزل قبل الانسحاب".
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن مخيم بلاطة ومحيطه في شرق مدينة نابلس شمالي الضفة، شهد اقتحامًا واسعًا لقوات الاحتلال، تخلله اعتلاء القناصة إحدى العمارات، فضلًا عن اقتياد أحد الشبان واستخدامه كدرع بشري داخل المخيم.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سلواد شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، وأضافت الوكالة، نقلًا عن مصادر محلية في البلدة، أن عددًا من المركبات العسكرية اقتحمت أحياء فيها، واعتقلت ثلاثة شبان واستولت على مركبتهم.
وقالت وكالة "وفا"، إن قوات الاحتلال اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من قرية حارس غرب سلفيت، بالإضافة إلى اقتحام قوات الاحتلال بلدة كفر ثلث جنوب قلقيلية، وبحسب "وفا"، سيّر الاحتلال آلياته العسكرية في شوارع البلدة، وداهم مغسلة للسيارات واعتقل صاحبها، ثم أفرج عنه فيما بعد.
ونقلت وكالة "وفا" عن مصادر محلية وأمنية، أن قوات الاحتلال اعتقلت ستة مواطنين، بعد اقتحامها لبلدة السموع، جنوبي الخليل، كما داهم الاحتلال مدرسة "إشكارة" قرب ما يسمى معسكر سوسيا ومنطقة الكرمل بمسافر يطا، واستولت على عدد من مركبات المواطنين.
🎥عنف المستوطنين في #الضفة_الغربية وصل إلى أعلى مستوياته. pic.twitter.com/LqUqS8ntlW
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 12, 2024
ونصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها، وأغلقت عددا من الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية، بحسب ما ذكرت "وفا".
لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطينيني
إنسانيًا، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الاثنين، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، إن "مستوى المعاناة في غزة، ومستوى الموتى والدمار لا مثيل له في كل ما شهدته منذ أن أصبحت أمينًا عامًا" في 2017.
وشدد المسؤول الأممي على أن "الحقيقة هي أن لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، وهذا ما نشهده على نحو دراماتيكي في غزة"، وأضاف أن "المساءلة يجب أن تكون ضرورية" فيما يتصل بالقتلى المدنيين، مشيرًا إلى "انتهاكات واسعة النطاق"، ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
ووصف غوتيريش محادثات وقف إطلاق النار في غزة، بأنها "لا نهاية لها"، معربًا عن اعتقاده أنه سيكون من "الصعب جدًا" التوصل إلى تسوية، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنه لا زال متفائلًا.
وفيما يخص التوسع الاستيطاني في الضفة المحتلة، قال المسؤول الأممي، إنه: "مع قضم الأراضي، والإخلاءات، ومع المستوطنات الجديدة التي يتم بناؤها، وكل ذلك على نحو غير شرعي وفي سياق احتلال هو الآن، وفقًا لرأي محكمة العدل الدولية، بحد ذاته أيضًا غير شرعي".
🎥إسرائيل ترتكب أخطر الجرائم المعترف بها دوليًا ضد الفلسطينيين.#غزة #فلسطين #حرب pic.twitter.com/0KUUMIfpWF
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 15, 2024
وأضاف غوتيريش أن بعثة المراقبة المقترحة التي يدعمها للإشراف على أي وقف لإطلاق النار في المستقبل تبدو "غير محتملة"، إذ من غير المرجح أن تحظى بموافقة كل الأطراف.
بلينكن إلى مصر لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار
دبلوماسيًا، قالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان إن الوزير، أنتوني بلينكن، سيتوجه إلى مصر، اليوم الثلاثاء، لمناقشة الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق "يضمن إطلاق سراح جميع (المحتجزين) الرهائن، ويخفف من معاناة الشعب الفلسطيني، ويساعد في إرساء الأمن الإقليمي بشكل أوسع".
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أمس الاثنين، إن واشنطن تعمل مع الوسطاء على ما سيحتويه المقترح وضمان أن "يدفع المقترح الأطراف إلى اتفاق نهائي"، وأضاف "ليس لدي جدول زمني سوى القول إننا نعمل على عجل لتطوير هذا المقترح".
الخارجية الأميركية: واشنطن تواصل التعاون مع شركائها وخاصة قطر ومصر لتقديم مقترح لوقف إطلاق النار في غزة pic.twitter.com/EhGyNcqDRf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 16, 2024
ويقول مسؤولون أميركيون إنه جرى التوافق على معظم بنود الاتفاق، لكن المفاوضات لا تزال جارية للتغلب على عقبتين رئيسيتين، وهما مطلب حكومة لاحتلال ببقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا، للحفاظ على منطقة عازلة بين غزة ومصر، وتفاصيل مبادلة المحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وكان "العربي الجديد" قد نقل عن مصادر فلسطينية مواكبة لملف المفاوضات، أول أمس الأحد، أن الوسيطين القطري والمصري يحاولان مع الولايات المتحدة الضغط على رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، من أجل العودة إلى مسار التفاوض للوصول إلى اتفاق.
وقالت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، إن المفاوضات "غير فعالة" منذ أسابيع، وإن "الجميع بات مقتنعًا بأنّ نتنياهو لا يريد من المفاوضات الوصول إلى اتفاق، لذلك تسعى كل من الدوحة والقاهرة للضغط على الإدارة الأميركية من أجل الضغط على نتنياهو للعودة إلى التفاوض وتنفيذ متطلبات الوصول إلى الصفقة".