24-سبتمبر-2024
اليوم الـ354

تصاعد الدخان جراء غارة للاحتلال استهدفت بلدة مرجعيون بجنوب لبنان (رويترز)

جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف ونسف المباني السكنية في اليوم الـ354 من العدوان على قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع توسيع رقعة العدوان إلى عمق الأراضي اللبنانية، متجاوزًا الحدود الجنوبية لتصل إلى شرق لبنان، رد عليها "حزب الله" بقصف مواقع ومطارات عسكرية في شمال الأراضي المحتلة.

وفي التفاصيل، أفاد الدفاع المدني في غزة بانتشال خمسة شهداء، فضلًا عن إصابة أكثر من عشرة أشخاص آخرين جراء قصف استهدف منزلًا في منطقة قيزان النجار بخانيونس، جنوب قطاع غزة، في الوقت الذي استهدفت الزوارق الحربية بشكل متقطع جنوب غربي مدينة غزة، فيما أسفر قصف الاحتلال الذي استهدف منزلًا في محيط إسكان القلعة بمدينة خانيونس، عن وقوع خمسة شهداء.

واستهدف قصف مدفعي لجيش الاحتلال شمال غرب مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، فضلًا عن نسف جيش الاحتلال مباني سكنية في منطقتي الزهراء والمغراقة، وسط قطاع غزة، وأسفر قصف لجيش الاحتلال استهدف سيارة مدنية في محيط مطاحن السلام شرق دير البلح وسط قطاع غزة، عن وقوع شهيدين.

وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية في اليوم الـ354 من العدوان من قطاع غزة وصولًا إلى عمق الأراضي اللبنانية متجاوزًا الحدود الجنوبية 

كذلك، استهدف جيش الاحتلال بالقصف المدفعي المناطق الجنوبية في حي الصبرة بمدينة غزة، وبحسب وكالة الأنباء والمعلومات "وفا"، شنت مقاتلات جيش الاحتلال غارة على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، فيما أطلقت آليات الاحتلال النار على منازل المواطنين في حيي تل الهوا والصبرة بمدينة غزة.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 41455 ألف فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة أكثر من 95878 ألف آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

جيش الاحتلال يطلق عملية "سهام الشمال" في لبنان

وفي شمال الأراضي المحتلة، أعلن "حزب الله" في سلسلة بيانات منفصلة عن قصفه للمرة الثالثة، اليوم الثلاثاء، مطار مجيدو العسكري، غرب العفولة، بصلية من صواريخ فادي 2، فضلًا عن قصف قاعدة عاموس بصلية من صواريخ فادي 1، ومصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون التي تبعد عن الحدود 60 كم بصلية من صواريخ فادي 2.

وهذا هو الاستهداف الأول لمطار مجيد العسكري خلال المواجهات بين "حزب الله" وجيش الاحتلال منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ويقع المطار في شمال فلسطين المحتلة قرب مدينة العفولة، حيث يبعد نحو 30 كم عن الحدود اللبنانية.

كما أفادت بيانات منفصلة لـ"حزب الله" بقصف "قاعدة ومطار رامات ديفيد" ‏بصلية من صواريخ "فادي 2"، ضمن سلسلة استهدافات للقاعدة والمطار اللذين يبعدان نحو 25 كم عن الحدود اللبنانية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي إنها تعمل على معالجة مواقع سقوط صواريخ وشظايا في منطقة الناصرة والمروج، مشيرة إلى عدم ورود تقارير عن إصابات، لكن الصواريخ تسببت بأضرار بالممتلكات في بعض الأماكن، فيما أفادت "نجمة داوود الحمراء" بورود أنباء عن وجود إصابات في الجليل الأدنى.

ونعت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان القائد الميداني، حسين محمود النادر، من بلدة جديدة مرجعيون في جنوب لبنان، "إثر عملية اغتيال نفذتها طائرات الغدر الصهيونية خلال العدوان الغاشم على لبنان الشقيق".

إلى ذلك، أفادت الوكالة لوطنية للإعلام اللبنانية، بأن جيش الاحتلال واصل شن الغارات المعادية على امتداد مدن وقرى قضاء بعلبك مستهدفًا المباني والأحياء السكنية، مشيرة إلى أن من بين الشهداء أسر قضت بكامل أفرادها تحت الركام، وأوضحت الوكالة أن الغارات استهدفت مدينة بعلبك من مداخلها كافة: الجنوبي، الجنوبي الشرقي، والمدخل الشمالي، وصولًا إلى تلال عمشكي ورأس العين، والأحياء السكنية في العسيرة، قبة دورس، الشراونة، التل الأبيض، ومحلة الكيال التي تشكل امتدادًا للموقع الأثري.

وجددت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، شن الغارات العنيفة على مناطق عدة في البقاع وجنوب لبنان، وقالت وسائل إعلام لبنانية إن الغارات طالت عدة بلدات بقضاء صور وصيدا جنوب لبنان، فضلًا عن البلدات الجنوبية المحاذية للحدود الشمالية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وكان رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، قد أعلن، أمس الإثنين، إطلاق اسم "سهام الشمال" على العملية العسكرية في لبنان، فيما زعم وزير أمن حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، أن جيش الاحتلال يقوم "بهدم ما بناه حزب الله منذ 20 عامًا"، في إشارة إلى تطوير الحزب لترسانته العسكرية منذ حرب تموز/يوليو 2006.

وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى أكثر من 500 شهيد وشهيدة، فضلًا عن إصابة أكثر من 1700 آخرين، في حصيلة غير نهائية، وفقًا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية، فيما شهدت مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان حالات نزوح جماعية اتجاه المناطق الأكثر أمنًا.

واشنطن تحث الاحتلال على تمديد علاقاته مع البنوك الفلسطينية

اقتصاديًا، حث نائب وزير الخزانة الأميركية، والي أديمو، الاحتلال الإسرائيلي على تمديد علاقاته المصرفية مع البنوك الفلسطينية لمدة عام على الأقل لتجنب أزمة اقتصادية في الضفة الغربية، محذرًا من أن أمن "إسرائيل" نفسها على المحك.

وبحسب وكالة "رويترز"، وجه أديمو هذه الرسالة خلال اجتماع مع محافظ "بنك إسرائيل"، أمير يارون، في نيويورك، أمس الإثنين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل، أن يجتمع بشكل منفصل مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني.

وقالت وزارة الخزانة في بيان عن اجتماع أديمو مع يارون، إنه: "عبر عن قلق حكومة الولايات المتحدة إزاء التهديدات التي أطلقها البعض داخل الحكومة الإسرائيلية بقطع علاقات المراسلة المصرفية بين البنوك الإسرائيلية والفلسطينية، وأصر على ضرورة تمديد هذه العلاقات لما لا يقل عن عام".

وكان مسؤولون أميركيون قد حذروا منذ أشهر من أن التهديدات التي أطلقها وزير مالية الاحتلال اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، ومسؤولون إسرائيليون آخرون بمنع البنوك الفلسطينية من الاتصال بنظيراتها الإسرائيلية قد يؤدي إلى زعزعة استقرار السلطة الفلسطينية، وهو ما قد يضر بدوره بأمن إسرائيل.

وقال مصدر مطلع على المحادثات، إن أديمو أبلغ، الملك عبد الله الثاني، أن أي تحرك إسرائيلي لقطع التعاملات مع البنوك الفلسطينية من شأنه أن يزيد من خطر عدم الاستقرار الإقليمي، وقد يدفع إلى إجراء معاملات مالية فلسطينية في الخفاء الأمر الذي قد يلحق الضرر بالأمن الإسرائيلي والإقليمي.

وكالات أممية تطالب بإنهاء "الأعمال الوحشية" في غزة

دبلوماسيًا، أكد بيان صادر عن مديري منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، وبرنامج الأغذية العالمي إلى جانب منظمات إغاثة أخرى، أن "هذه الأعمال الوحشية يجب أن تنتهي"، في إشارة إلى حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ 11 شهرًا، بحسب "رويترز".

وأضافت الوكالة الأممية في البيان، بأنه "يتعين أن يتمتع العاملون في المجال الإنساني بالقدرة على الوصول الآمن وغير المقيد إلى المحتاجين. فنحن لا نستطيع القيام بمهامنا في ظل هذه الاحتياجات الهائلة والعنف المتواصل".

وقال مسؤولو الأمم المتحدة إن "خطر المجاعة لا يزال قائمًا مع احتياج جميع السكان البالغ عددهم 2.1 مليون شخص بشكل عاجل إلى الغذاء والمساعدات المعيشية في ظل قيود على وصول المساعدات الإنسانية. وجرى تدمير قطاع الرعاية الصحية. لقد تم تسجيل أكثر من 500 هجوم على خدمات الرعاية الصحية في غزة".

وكانت حكومات أستراليا والبرازيل وكولومبيا وإندونيسيا واليابان والأردن وسيراليون وسويسرا والمملكة المتحدة قد أكدوا، أمس الاثنين، أنهم سيتعاونون من أجل صياغة إعلان لحماية العاملين في المجال الإنساني ودعوة جميع الدول للتوقيع عليه.