25-سبتمبر-2024
خلاف أميركا إسرائيل

(AP) منزل دمرته غارة إسرائيلية في بلدة مرجعيون بجنوب لبنان

حذر مسؤولون أميركيون الحكومة الإسرائيلية، في الأيام التي سبقت الهجوم الإسرائيلي الواسع على لبنان، من أن هذه الاستراتيجية ستدفع المنطقة سريعًا نحو الحرب، وفقًا لما نقلت مجلة "بوليتيكو" الأميركية عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، ومسؤول إسرائيلي.

وبحسب "بوليتيكو"، أبلغت الولايات المتحدة "إسرائيل" بأن الحل الدبلوماسي مع "حزب الله" لا يزال ممكنًا وأن العملية العسكرية ستحبط الجهود، لكن "إسرائيل" مضت في الخيار العسكري. لم يستبعد المسؤولون الإسرائيليون التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، لكنهم اختلفوا على كيفية التوصل لمثل هذا الاتفاق.

ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول إسرائيلي، لم يكشف عن هويته بسبب حساسية المناقشات، قوله إنهم أبلغوا الولايات المتحدة بأن الوقت قد حان "لتصعيد الموقف من أجل خفض التصعيد"، مضيفًا أن هذا يعني "توجيه ضربة قوية لحزب الله تجبره على المشاركة في محادثات لوقف الصراع".

هذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من عام تختلف فيها الولايات المتحدة و"إسرائيل" بشكل صارخ حول كيفية التعامل مع "حزب الله"

وكانت هذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من عام تختلف فيها الولايات المتحدة و"إسرائيل" بشكل صارخ حول كيفية التعامل مع "حزب الله"، وقد أثار هذا الخلاف تساؤلات حول ما إذا كانت خطة الإدارة الأميركية للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي ينهي الصراع على طول الحدود الشمالية قابلة للتحقيق في المدى القريب، بحسب "بوليتيكو".

وتقول المجلة الأميركية، إن "إسرائيل" أوضحت لمبعوث الرئيس الأميركي، عاموس هوكشتاين، في اجتماعات الأسبوع الماضي، أن "حزب الله لم يظهِر أي علامات عن رغبته في الانخراط في محادثات دبلوماسية جادة، وأن "إسرائيل" مستعدة لتكثيف الضغوط على الحزب.

قال المسؤولون الأميركيون، إنهم لم يتلقوا أي تحذيرات مسبقة بشأن هجمات، الأسبوع الماضي، ضد أجهزة النداء "البيجر" واللاسلكي "ووكي توكي" ضد "حزب الله"، والتي يعتقد على نطاق واسع أن "إسرائيل" كانت ورائها، رغم عدم إعلان مسؤوليتها، ورفض مجلس الأمن القومي الأميركي التعليق على طلب "بوليتيكو".

ووفقًا للمجلة الأميركية، أشعلت الضربات الإسرائيلية ضد "حزب الله" نقاشًا داخل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، حول فعالية الهجمات الإسرائيلية وإمكانية اندلاع أعمال عنف في المنطقة في المستقبل.

وبحسب "بوليتيكو"، في حين يؤيد بعض المسؤولين في البيت الأبيض عمومًا الضربات العسكرية الإسرائيلية ضد "حزب الله"، فإن آخرين في وزارة الدفاع "البنتاغون" ومجتمع الاستخبارات ليسوا واثقين من نجاح استراتيجيتها، وإن كان "حزب الله" سيشارك في المحادثات الدبلوماسية.

وتنقل المجلة عن أحد كبار المسؤولين الأميركيين قوله، إن بعض المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق والإحباط من زيادة عدد القتلى في لبنان بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، وفي حين لم تعلن الإدارة بعد عن "حرب" علنًا، فإن المسؤولين يعتقدون بشكل متزايد أن تصحيح هذا الوضع سيكون صعبًا، إن لم يكن مستحيلًا.

وتضيف المجلة أنه في إحاطة تمت في الأسبوع الماضي، أخبر مسؤولون في الدفاع والاستخبارات أعضاء الكونغرس عن مخاوفهم من أن الغارات الإسرائيلية قد تؤدي إلى رد قوي من "حزب الله"، مشيرةً إلى أنه حتى الآن، أبدى رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عزمًا على مواصلة الحملة في لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع، إن لديه "العديد من الخطط لتكثيف الهجمات في لبنان خلال الأيام المقبلة"، بينما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، في بيان، أمس الثلاثاء: "يجب عدم منح حزب الله أي استراحة".

وتعليقًا على ذلك، تقول "بوليتيكو"، إن هناك مخاطر من دخول "إسرائيل" و"حزب الله" في حرب شاملة لو استمرت وتيرة العنف بالارتفاع، وهو سيناريو حاولت إدارة بايدن تجنبه، وربما شعر الكثيرون بأن هذه الهجمات هي أشبه بحرب، فإن "حزب الله" لم يرد بعد بشكل كامل على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، مضيفةً أنه إذا فعل ذلك، فقد يجر الجانبين إلى مزيد من الضربات المتبادلة التي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى صراع أكبر.

وقال السيناتور الديمقراطي عن ولاية رود آيلاند، جاك ريد، إنه "لو توصلنا لاتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى فأعتقد أن هناك طرقًا دبلوماسية لوقف التهديد من لبنان والسماح لإسرائيل بإعادة مواطنيها قرب حدودها"، وتابع مضيفًا أنه "بسبب النزعة القتالية لدى نتنياهو لم يكن هناك تقدم دبلوماسي، ولهذا اختار الوسائل العسكرية".

وكانت سلسلة تفجيرات أجهزة النداء واتصالات اللاسلكي قد حدثت بعد زيارة هوكشتاين لـ"إسرائيل" بفترة قصيرة، فيما استهدفت غارة جوية، الأسبوع الماضي، مجمعًا سكنيًا في بيروت، ولاحقًا كثفت "إسرائيل" خلال اليومين من هجماتها، حيث قال المسؤولون اللبنانيون إن ما يقرب من 600 شخص استشهدوا، وهو أكبر عدد من الشهداء منذ حرب تموز/يوليو عام 2006.

وتقول "بوليتيكو" إن المسؤولين الأميركيين لا يزالون يؤمنون بإمكانية التوصل لاتفاق دبلوماسي بين "إسرائيل" و"حزب الله"، وقال بايدن خلال خطابه الأخير أمام الجمعية العامة، أمس الثلاثاء: إن "الحرب الشاملة ليست في مصلحة أحد. لقد تصاعد الموقف، لا يزال الحل ممكنًا. في الواقع، يظل هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن الدائم والسماح لسكان البلدين بالعودة إلى ديارهم".