30-سبتمبر-2024
اليوم الـ360

جنود من الجيش اللبناني يقفون أمام البناء الذي استهدفه الاحتلال في بيروت (رويترز)

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية بطائرة مسيّرة استهدفت منطقة الكولا داخل العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك للمرة الأولى منذ التصعيد الإسرائيلي في مختلف الأراضي اللبنانية، فيما وصل وزير أوروبا والشؤون الخارجية، جان نويل بارو، أمس الأحد، إلى بيروت في محاولة لما وصف بـ"إنعاش" مبادرة وقف إطلاق النار، وتنفيذ القرار الأممي رقم 1701 الصادر في عام 2006.

وفي التفاصيل، استهدف جيش الاحتلال بطائرة مسيرة، اليوم الإثنين، شقة سكنية في منطقة الكولا، وهي من المناطق الحيوية المكتظة بالسكان في بيروت، ومركزًا للحافلات المتوجّهة إلى شمال لبنان، ما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء، وعدد من الإصابات.

وقالت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في بيان لها، إن "الغارة أدت إلى استشهاد محمد عبد العال عضو المكتب السياسي ومسؤول الدائرة العسكرية والأمنية للجبهة، وعماد عودة عضو الدائرة العسكرية للجبهة وقائدها العسكري في لبنان، بالإضافة إلى عبد الرحمن عبد العال (لم يذكر البيان منصبه)".

شن جيش الاحتلال الإسرئيلي غارة جوية بطائرة مسيّرة استهدفت منطقة الكولا داخل العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك للمرة الأولى منذ التصعيد الإسرائيلي في لبنان

كما جددت مقاتلات جيش الاحتلال قصفها، اليوم الإثنين، للضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق جنوب وشرق لبنان، وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية، بأن مقاتلات الاحتلال استهدفت للمرة الأولى مخيم البص قرب مدينة صور جنوبي لبنان، والتي أسفرت عن اغتيال قائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان، فتح شريف أبو الأمين، وفقًا لبيان الحركة.

فيما قصفت مقاتلات الاحتلال مركز الهيئة الصحية الإسلامية في بلدة سحمر في منطقة البقاع، شرق لبنان، ما أسفر عن سقوط خمسة شهداء من عناصر الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية، فضلًا عن سقوط إصابات.

وقال مراسل "التلفزيون العربي"، أحمد درواشة، إن جيش الاحتلال اعتراض مسيّرة فوق المياه الاقتصادية لـ"إسرائيل" عند الحدود الشمالية، مضيفًا أن المسيّرة كانت على ما يبدو في طريقها إلى حقل "كاريش"، وذلك بعد أقل من 24 ساعات من تصريحات وزيرة طاقة حكومة الاحتلال، إيلي كوهين، بأنه يبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.

وارتفع عدد الشهداء الذي قضوا في العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 1764 شهيدًا وشهيدة، بينهم أطفال ونساء، فضلًا عن إصابة نحو 8808 شخص بجروح، وفقًا لإحصائية وكالة "الأناضول"، في حصيلة غير نهائية.

حكومة الاحتلال لا تريد وقفًا لإطلاق النار

بلوماسيًا، يعقد وزير الخارجية الفرنسي، اليوم الإثنين، سلسلة لقاءات في لبنان مع المسؤولين لبحث مساعي وقف إطلاق النار بين "حزب الله والاحتلال الإسرائيلي وتقديم الدعم، لا سيما الإنساني للشعب اللبناني، بعدما قارب عدد النازحين المليون، حيثُ من المتوقع أن يعقد مؤتمرًا صحفيًا عند الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم في مقرها بقصر الصنوبر في بيروت.

ونقل موقع "العربي الجديد" عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله، إن "الوضع خطير جدًا ومقلق، وعلى جميع الأطراف وقف إطلاق النار اليوم قبل الغد، وسنقوم بكل ما يلزم لأجل ذلك"، مشيرًا إلى أنه "لا نزال نرى أن وقف إطلاق النار ممكن، ويمكن تفادي المزيد من الخسائر، ونتمنى على جميع الأطراف تلبية الدعوات الدولية العاجلة".

وقالت أوساط حكومية لـ"العربي الجديد"، إن "لبنان سيؤكد دعمه الحل الدبلوماسي والوقف الفوري لإطلاق النار، كما كان موقفه في كل الاجتماعات والاتصالات التي حصلت خلال وجود رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، في نيويورك، وكذلك في الاتصالات التي يقوم بها رئيس البرلمان نبيه بري".

وتأتي زيارة الوزير الفرنسي إلى بيروت وسط تحذيرات من شن جيش الاحتلال اجتياحًا بريًا لجنوب لبنان، وبحسب هيئة البث العبرية، فإن "المستوى السياسي (الحكومة) يفكر جديَا في تنفيذ العملية البرية المحدودة، رغم ممارسة واشنطن ضغطًا غير مسبوق خلال الأيام القليلة الماضية، لمنع مثل هذه الخطوة".

في المقابل، نقلت إذاعة "كان-ريشت بيت" العبرية عن وزير خارجية حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، اليوم الإثنين، قوله، إن "إسرائيل تريد انسحاب حزب الله إلى ما بعد الليطاني ونزع سلاحه"، مشيرة إلى أن كاتس أبلغ نظراءه في 25 دولة أوروبية وعالمية أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد وقفًا لإطلاق النار في لبنان.

وأضاف الإذاعة العبرية نقلًا عن كاتس، أن كل قرارات مجلس الأمن السابقة حول لبنان، سيتيح التوصل إلى وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنه في حال لم يحدث ذلك، فإنه "ستواصل إسرائيل إجراءاتها لضمان أمن مواطني إسرائيل وعودة سكان الشمال إلى منازلهم"، وفق تعبيره.

مجازر الاحتلال تتواصل في غزة

إلى ذلك، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ360 على التوالي مخلّفًا مزيدًا من الشهداء والجرحى والدمار، فقد أفاد مراسل "العربي الجديد" باستشهاد فلسطيني، وإصابة ثلاثة آخرين في منطقة مواصي رفح، بعد قصف أرضٍ زراعية مجاورة لخيام النازحين.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية، إن شهيدين سقطا وأصيب عدد آخر، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلًا في منطقة الحر بدير البلح وسط قطاع غزة، في الوقت الذي سقط عدد من الشهداء والمصابين جراء قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين غرب بيت لاهيا شمال غزة.

كما أفاد مراسل "العربي الجديد" بسقوط شهيدين في قصف للاحتلال استهدف سيارة قرب مدينة حمد السكنية شمال غرب مدينة خانيونس.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 41595 ألف فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة أكثر من 96251 ألف آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.