24-أكتوبر-2024
الييوم الـ384

فلسطينيون يتفقدون تجمعًا سكنيًا استهدفه جيش الاحتلال في شمال غزة (رويترز)

في اليوم الـ384 من العدوان، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة الجماعية في مختلف أنحاء قطاع غزة، مع تكثيف القصف العشوائي على مناطق الشمال، فيما أكد الدفاع المدني توقف عمليات الإنقاذ والإغاثة بالكامل. وتأتي هذه الحملة بالتزامن مع صدور تقارير تشير إلى مخطط الاحتلال الاستيطاني الرامي إلى إنشاء منطقة عازلة في شمال القطاع.

وفي التفاصيل، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" نقلًا عن مصادر طبية بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت مخيم جباليا شمال غزة، اليوم الخميس، مما أسفر عن استشهاد امرأة وطفلها. كما أُصيب عدد من المواطنين بجروح مختلفة في قصف الاحتلال نازحين في جباليا النزلة، وشرق مخيم المغازي وسط القطاع.

ويتعرض شمال قطاع غزة منذ 20 يومًا لأبشع المجازر، حيث يتعمد الاحتلال تهجير المواطنين بشكل كامل، عبر تكثيف القصف الجوي والمدفعي جوًا وبرًا على المناطق السكنية، التي لم تعد بالأساس موجودة، وإخراج المستشفيات عن الخدمة، ومنع دخول إمدادات الغذاء والدواء، ما فاقم كارثة المجاعة بصورة مخيفة.

تأتي حملة الإبادة الجماعية التي يشهدها قطاع غزة بالتزامن مع صدور تقارير تشير إلى مخطط الاحتلال الاستيطاني الرامي إلى إنشاء منطقة عازلة في شمال القطاع

ويواصل جيش الاحتلال نسف وإحراق منازل ومربعات سكنية في مخيم جباليا، ومنطقتي الصفطاوي والتوام، لإجبار المواطنين على النزوح جنوبًا. ورغم القصف وحرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في جباليا وبيت لاهيا، إلا أن الكثير من المواطنين يرفضون مغادرة منازلهم، فيما يواصل الاحتلال محاصرة النازحين، والمرضى، والطواقم الطبية في مستشفيات الشمال.

إلى ذلك، قال الدفاع المدني في بيان عبر قناة "تليغرام": "توقف عملنا كليًا في محافظة الشمال، والوضع أصبح كارثيًا هناك، والمواطنون المتواجدون باتوا بدون خدمات إنسانية"، مضيفًا أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواجدة في منطقة الشيخ زايد اعتقلت خمسة من عناصرنا واقتادتهم إلى مكان مجهول".

وأوضح الدفاع المدني أن "آليات إسرائيلية عسكرية استهدفت بقذائفها مركبة الإطفاء الوحيدة في شمال القطاع، وأضرمت النيران فيها"، مؤكدًا انقطاع الاتصال بـ"ثلاثة من عناصرنا كانت طائرة إسرائيلية مسيرة استهدفتهم (قبل ساعات) في مشروع بيت لاهيا، حيث لا يعلم الجهاز مصيرهم".

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 42,781 فلسطينيين وفلسطينيات، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 100,282 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، لذا لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

تحويل شمال غزة إلى منطقة عازلة

وفي السياق، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول" إن جيش الاحتلال "عكف خلال الأيام الماضية على حرق خيام النازحين داخل مراكز إيواء في محافظة شمال غزة".

وأضاف الثوابتة: "مع مرور قرابة 19 يومًا على عملية الاحتلال (الإسرائيلي) العدوانية شمال قطاع غزة خاصة في (بلدة ومخيم) جباليا ومحاصرته بشكل كامل وتنفيذ إعدامات ميدانية ضد النازحين، بدأ الجيش يلاحق النازحين في مراكز الإيواء ويجبرهم على الإخلاء، ومن ثم الترحيل القسري من الشمال".

وأشار الثوابتة إلى أن جيش الاحتلال عمد بعد إخلاء مراكز الإيواء إلى "حرق خيام النازحين في عدة مدراس (مراكز إيواء) في الشمال"، مؤكدًا أن "الاحتلال يسعى لتحقيق هدف ومخطط التهجير، وهو تحويل منطقة شمال قطاع غزة لمنطقة عازلة تخضع لاحتلاله، وهذا مرفوض ومخالف للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وأشار الثوابتة إلى أن جيش الاحتلال ينفذ هذه الحملة "بغطاء كامل من الإدارة الأميركية، وموافقة من بعض الدول الغربية المشاركة في الإبادة مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، التي تمد الاحتلال بالسلاح لارتكاب الجريمة"، وأدان "المحاولات الإسرائيلية لتهجير الشعب الفلسطيني"، داعيًا "العالم الحر للتنديد بهذه السياسة".

كما حمّل الثوابتة "إسرائيل والولايات المتحدة والدول الغربية الداعمة لها المسؤولية التاريخية عما يجري في غزة"، مطالبًا المجتمع الدولي بـ"الضغط على إسرائيل لوقف الإبادة الجماعية ومغادرة مربع الصمت واتخاذ مواقف عملية وجادة لوقف التهجير في شمال غزة"، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطيني في محافظة الشمال يتعرض لسياسة تجويع واضحة، حيث "يمنع الاحتلال إدخال السلع والمساعدات ما يهدد حياة الفلسطينيين المتواجدين هناك".

مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية

وفي الضفة الغربية المحتلة، قالت وكالة "وفا" إن قوات الاحتلال اقتحم، اليوم الخميس، مخيمي بلاطة وعسكر بمحافظة نابلس، وأشارت إلى عملية الاقتحام تمت بعدد من الدوريات رفقة جرافة عسكرية، مع سماع صوت إطلاق نار"، مضيفة أن الاحتلال سيّر آلياته في عدة أماكن في المخيمين، دون أن يُبلغ عن اعتقالات"

ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة البيرة بعدة آليات عسكرية إسرائيلية، وأضافت أن قوات الاحتلال جابت مناطق عدة وتمركزت في حي البالوع، دون أن يُبلغ عن اعتقالات.

كما ذكرت الوكالة أن قوات الاحتلال نفذت عملية مداهمة بعدة آليات لبلدة دير أبو مشعل غرب رام الله، وجابت شوارع وأحياء البلدة، فيما داهم جنود الاحتلال عدة منازل دون أن يُبلغ عن اعتقالات.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال عشرة مواطنين من محافظة الخليل، وبحسب "وفا"، فإن قوات الاحتلال داهمت عددًا كبيرًا من المنازل، وفتشتها، ودمرت محتوياتها، وحولت عددا آخر منها الى ثكنات عسكرية، ومراكز للتحقيق الميداني، بعد ان أجبرت أصحابها على اخلائها.

استهداف "القرض الحسن" يرقى لـ"جرائم الحرب"

وفي شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن صفارات الإنذار دوت في أدميت ويعارا بالجليل الغربي تحسبًا لسقوط صواريخ من لبنان، كما دوت صفارات الإنذار في كريات شمونة ومحيطها للتحذير من سقوط صواريخ.

وفي السياق، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن الغارات الإسرائيلية على منطقة في محيط الليلكي بضاحية بيروت دمرت 6 مبان، وبأن الحرائق جراء هذه الغارات امتدت على رقعة جغرافية واسعة، وهي الأعنف على المنطقة منذ بداية الحرب، مشيرة إلى أن مجموع الغارات على الضاحية، ليل الأربعاء – الخميس، بلغ 17 غارة.

وفي السياق، وصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الهجمات التي شنها جيش الاحتلال على فروع جمعية "القرض الحسن" التابعة لحزب الله اللبناني بأنها "جرائم حرب". وتعتبر الجمعية واحدة من أكبر الجمعيات اللبنانية لمنح القروض الصغيرة في البلاد، التي تعاني منذ سنوات من أسوأ أزمة اقتصادية ومالية في تاريخها.

وقالت المنظمة في بيان، أمس الأربعاء، إن "استخدام جماعة مسلحة لمؤسسة مالية أو جمعية أو بنك لا يرقى إلى مستوى مساهمة فعالة في العمل العسكري، ومن ثم فهو ليس هدفًا عسكريًا مشروعًا بموجب قوانين الحرب"، مضيفة أن جمعية القرض الحسن "تبقى هدفًا مدنيًا".

وأوضح الباحث في شؤون لبنان في المنظمة الحقوقية، رمزي قيس، في البيان أن: "تحديد مؤسسة مدنية كهدف عسكري بسبب انتمائها وليس بسبب مساهمتها الفعالة في العمل العسكري يعرض جميع العمليات التجارية للخطر في زمن الحرب".

وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 2574 شهيدًا وشهيدة، وأكثر من 12 ألف جريحًا، فيما سجل نزوح أكثر 1.3 مليون لبناني من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن الضاحية الجنوبية لبيروت، ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحاذية للضاحية.