في اليوم الـ393 من العدوان، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مختلف أنحاء القطاع، مركزًا على شمال غزة الذي يشهد وضعًا إنسانيًا كارثيًا وسط حرب إبادة جماعية تهدف إلى تهجير سكانه نحو الجنوب، فيما حذر مدير مستشفى العودة من توقف الخدمات الحيوية في المستشفى خلال الـ24 ساعة القادمة بسبب نفاد الوقود.
وفي التفاصيل، أفاد مصدر طبي في مستشفى العودة لوكالة "الأناضول" بوصول جثامين عشرة شهداء وعدد من الإصابات إلى المستشفى بعد استهداف طائرة مسيرة تابعة لجيش الاحتلال عدة منازل في مخيم النصيرات خلال ساعات الفجر.
وقال شهود عيان لـ"الأناضول" إن الآليات الإسرائيلية المتمركزة شمالي النصيرات لم تتوقف طوال الساعات الماضية عن إطلاق النار والقذائف نحو المنازل، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات تدمير للمباني، حيث سُمع دوي انفجارات عنيفة في المنطقة.
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مختلف أنحاء القطاع، مركزًا على شمال غزة الذي يشهد وضعًا إنسانيًا كارثيًا وسط حرب إبادة جماعية تهدف إلى تهجير سكانه نحو الجنوب
وفي دير البلح وسط غزة، شنت طائرات حربية تابعة لجيش الاحتلال غارة على بلدة وادي السلقا جنوب شرقي المدينة، دون ورود أنباء عن إصابات.
وفي شمال مدينة غزة، استشهد ثلاثة أشخاص إثر قصف طائرة مسيرة بالقرب من مقر نقابة العمال في حي الصفطاوي، فيما أشار شهود عيان إلى أن طائرات حربية شنت غارات عنيفة على مناطق في مشروع بيت لاهيا ومخيم جباليا.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال ارتكب مجزرتين وحشيتين بقصف عمارات سكنية شمالي قطاع غزة، مشيرًا إلى أن القصف الوحشي أسفر عن سقوط أكثر من 84 شهيدًا، بينهم أكثر من 50 طفلًا، وعشرات المفقودين والمصابين.
إلى ذلك، أكد مدير مستشفى العودة شمال قطاع غزة، محمد صالحة، في مقابلة هاتفية مع "الأناضول" أن "مستشفى العودة هو الوحيد حاليًا في شمال غزة الذي يضم طبيبًا في الجراحة العامة، في وقت ترتفع فيه أعداد الإصابات التي تتطلب تدخلات جراحية عاجلة في المخ والأعصاب والأوعية الدموية والعيون والعظام".
وأوضح صالحة أن "أكثر من 70 بالمئة من الإصابات التي يستقبلها المستشفى تحتاج إلى تدخلات جراحية عاجلة"، وأعرب عن قلقه "البالغ حيال الوضع المتدهور بشكل غير مسبوق في المستشفى والمرافق الطبية الأخرى في الشمال".
وأضاف صالحة أن "الجرحى يُنقلون حاليًا إلى المستشفى محمولين على أكتاف المواطنين القادمين سيرًا على الأقدام، وفي بعض الحالات يتم نقلهم على عربات تجرها الحيوانات"، مشيرًا إلى وجود ضغوط هائلة يعاني منها الطاقم الطبي في المستشفى بفعل حجم الإصابات، فضلًا عن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.
وحذر صالحة من "توقف الخدمات الحيوية داخل المستشفى يوم الأحد القادم بفعل نفاد الوقود"، مشيرًا إلى أن المخزون المتبقي لن يكفي لتشغيل الأجهزة الطبية الأساسية، مضيفًا أن المستشفى يواجه نقصًا حادًا في وحدات الدم من فصيلتي O وB، وهو ما يهدد حياة الكثير من الجرحى، إضافة إلى وجود عجز كبير في المواد الطبية الأساسية.
أكثر من 40 شهيدًا في سلسلة من الغارات الإسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع #غزة.. التفاصيل مع مراسل التلفزيون العربي@Bata99m pic.twitter.com/FycVz0crXi
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 2, 2024
وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 43,259 شهيدًا وشهيدة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 101,827 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
جيش الاحتلال يقتحم بلدات الضفة المحتلة
وفي الضفة الغربية المحتلة، نفذ جيش الاحتلال وعدد من المستوطنين، أمس الجمعة، سلسلة اعتداءات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تنوعت بين اقتحام قرى وإطلاق الرصاص الحي، ومهاجمة منازل فلسطينية.
وفي بلدة صوريف غرب الخليل جنوب الضفة، أطلق مستوطنون الرصاص الحي نحو منازل فلسطينية وهاجموها بالحجارة، بحسب ما أفاد شهود عيان لـ"الأناضول"، وأضافوا أن نوافذ عدة منازل تحطمت نتيجة هجوم المستوطنين.
وفي طولكرم شمالي الضفة الغربية، اقتحم جيش الاحتلال بلدة فرعون جنوبي المدينة بست آليات عسكرية، وتمركز في الحي الغربي فيها، وسط إطلاق قنابل الصوت تجاه المواطنين، دون الإبلاغ عن إصابات أو اعتقالات.
وفي بلدة الرام شمال القدس، اقتحم جيش الاحتلال وسط البلدة وداهم عمارة سكنية وفتشها واعتلى سطحها، دون الإبلاغ عن اعتقالات. كما داهم جيش الاحتلال قرية الجبعة جنوب غرب بيت لحم.
حواجز لخدمة المستوطنين وتغيير ديمغرافي وجغرافي في الضفة الغربية.. كيف يفسر سلوك المستوطنين؟ pic.twitter.com/x0i0rE9vUy
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 1, 2024
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن المزارع يوسف الديك قوله إن مستوطني البؤرة الاستعمارية الرعوية المقامة على أراضي المواطنين في كفر الديك هاجموا قاطفي الزيتون بمنطقة "خلة الحرامية" غرب البلدة بالصراخ والشتم والتهديد، وحاولوا إجبارهم على ترك أراضيهم ومنعهم من قطف ثمار الزيتون.
جيش الاحتلال يرتكب مجزرة في بعلبك
قالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات التي شنتها مقاتلات جيش الاحتلال على مدينة بعلبك و13 بلدة تابعة للقضاء شرقي لبنان أسفرت عن سقوط 57 شهيدًا وإصابة 72 آخرين بجروح.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن مقاتلات جيش الاحتلال شنت غارة ليلًا استهدفت بلدة تبنين جنوبي لبنان، مستهدفة منزلًا قرب مستشفى تبنين الحكومي، مما أدى إلى ارتقاء شهيدين وعدد من الجرحى، وتعرض المستشفى لأضرار جسيمة بالإضافة إلى الأبنية المجاورة للمكان المستهدف.
وشن جيش الاحتلال غارة جوية استهدفت معبر القاع – جوسيه على الحدود اللبنانية السورية، وبحسب الوكالة الوطنية، فإن الغارة التي استهدفت المعبر أخرجته عن الخدمة، بعدما كان قد أُعيد افتتاحه جزئيًا.
كما شنت مقاتلات جيش الاحتلال غارات جوية على مدينة صور ليلًا، مستهدفة عددًا من المباني والشقق قرب مجمع الإمام الحسين، مما أدى إلى تدميرها بالكامل وإصابة عدد من المواطنين بجروح.
وفي السياق، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن طائرة مسيرة لحزب الله حلقت في سماء شمال فلسطين المحتلة، حيث دوت صافرات الإنذار في مناطق واسعة وصولاً إلى عكا. فيما قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن مسيرة انفجرت داخل مصنع بمنطقة أخزيف في الجليل الغربي، دون تسجيل إصابات.
وأعلن جهاز الإسعاف الإسرائيلي في بيان أنه تم إجلاء 19 مصابًا إثر سقوط صاروخ أصاب مبنى بشكل مباشر في بلدة الطيرة بمنطقة شارون، فيما قالت إذاعة جيش الاحتلال إن وابلًا من الصواريخ أُطلق من لبنان على منطقة شارون.
الجيش الإسرائيلي يعلن رصد أكثر من هدف جوي قرب الحدود اللبنانية.. التفاصيل مع مراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة @AhDarawsha pic.twitter.com/SNcYyHlB1I
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 2, 2024
وفي وقت لاحق، أعلن جيش الاحتلال في بيان إطلاق 10 صواريخ من لبنان باتجاه خليج حيفا والجليل، وأضاف الجيش أنه "اعترض بعض هذه الصواريخ، وسقطت أخرى في مناطق مفتوحة".
من جانبه، قال حزب الله في سلسلة بيانات منفصلة إنه قصف بصليات صاروخية مستعمرات "يسود هامعلاه وشاعل ودلتون وبار يوحاي وبيريا"، بالإضافة إلى قصف الحزب قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب بصلية صاروخية.
وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 2,897 شهيدًا وشهيدة، وإصابة نحو 13,150 جريحًا، فيما سُجل نزوح أكثر من 1.3 مليون لبناني من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن الضاحية الجنوبية لبيروت ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحاذية للضاحية.