شهد لبنان تطورًا أمنيًا خطيرًا في سياق تصعيد العدوان الإسرائيلي منذ أيلول/سبتمبر الماضي، حيث بدأت وسائل الإعلام اللبنانية تداول خبر تنفيذ إنزال بحري في منطقة البترون شمالي لبنان، واختطاف شخص كان يقيم في إحدى شاليهات المنطقة، ثم غادرت القوة المياه اللبنانية عبر زوارق سريعة، وسط أحاديث تشير إلى وقوف جيش الاحتلال الإسرائيلي وراء هذه العملية.
وبحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، فإن "الأجهزة الأمنية تحقق في حدث وقع في منطقة البترون، فجر أمس (الجمعة)، حيث أفاد أهالي المنطقة بأن قوة عسكرية لم تُعرف هويتها نفذت عملية إبرار (إنزال بحري) على شاطئ البترون".
وأضافت الوكالة أن القوة العسكرية مجهولة الهوية "انتقلت بكامل أسلحتها وعتادها إلى شاليه قريب من الشاطئ، حيث اختطفت لبنانيًا كان موجودًا هناك، واقتادته إلى الشاطئ، وغادرت بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر".
تحقق الأجهزة الأمنية اللبنانية في حادثة تنفيذ قوة عسكرية مجهولة الهوية عملية إنزال بحري على شاطئ البترون، والتي أدت إلى اختطاف قبطان مدني لبناني
وقال وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية، لقناة "الجديد" اللبنانية، إن عملية الإنزال البحري حصلت الساعة الثالثة صباحًا، أمس الجمعة، مضيفًا أن الشخص المختطف "قبطان لبواخر تجارية وسفن تجارية ومدنية".
وأوضح حمية أنه سجل لدورة ثانية للتدرب كقبطان مدني في معهد العلوم البحرية والتكنولوجيا "مرساتي" في أيلول/سبتمبر الماضي، علمًا أن المعهد يُدار من قبل القطاع الخاص، لكنه ملك لوزارة الأشغال العامة والنقل، ولا علاقة له بالجيش اللبناني أو أي جهاز أمني آخر.
من جانبها، قالت قناة "الجديد" إن الشخص الذي اختُطف هو القبطان البحري عماد أمهز، مضيفة أن "هناك ترجيحات كبيرة بأن هذه القوة التي قامت بعملية الإنزال البحري هي إسرائيلية"، وأشارت إلى أن القوة مؤلفة من 25 عسكريًا. وقال شاهد عيان للقناة إنه سمع صوتًا يقول باللهجة المحلية: "فوتوا لجوا (للداخل)، أمن دولة"، ونقلت عن شهود عيان قولهم إن القوة العسكرية كانت ترتدي زيًا عسكريًا لبنانيًا.
وتداولت وسائل إعلام إسرائيلية الخبر نقلًا عن وسائل الإعلام اللبنانية، دون أن يرد حتى الساعة أي تأكيد أو نفي إسرائيلي للحادث. ويُظهر شريط فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي ما قيل إنها قوة إسرائيلية تدخل إحدى الشاليهات في منطقة البترون، وتقتاد شخصًا قامت باختطافه.
وكان حمية قد أكد في حديثه لـ"الجديد" أن "البحر مراقب ونحن بانتظار نتيجة التحقيقات"، مضيفًا أن "وزارتا الخارجية والدفاع والحكومة اللبنانية ستتواصل مع اليونيفيل لمعرفة ما إذا جرت العملية بالتنسيق معها"، معلنًا أنه تواصل مع رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، وأخطره بالموضوع.
حدث خطير وقع في منطقة البترون فجر أمس, تحقق فيه الأجهزة الأمنية اللبنانية (الجيش وقوى الأمن الداخلي). قوة خاصة قوامها أكثر من ٢٥ جندي (بحارة وغواصون)، نفّذت عملية إبرار (إنزال بحري) على شاطئ البترون، وانتقلت بكامل أسلحتها وعتادها إلى شاليه قريب من الشاطئ، حيث اختطفت شخصاً… pic.twitter.com/R6eGtITpzi
— Hasan illaik (@Hasanillaik) November 2, 2024
من جهته، قال نائب الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، كانديس أرديل، إن اليونيفيل ليس لها أي علاقة بتسهيل أي عملية اختطاف أو أي انتهاك آخر للسيادة اللبنانية. واعتبرت في تصريح أن "نشر المعلومات المضللة والشائعات الكاذبة أمر غير مسؤول ويعرّض قوات حفظ السلام للخطر".
وكانت صحيفة "معاريف" العبرية قد زعمت أن "وحدة الكوماندوز البحرية الإسرائيلية شايطيت 13 وصلت إلى عمق 200 كيلومتر داخل لبنان تحت حماية سفن وصواريخ إسرائيلية"، وادعت أن القوة الخاصة الإسرائيلية "نفذت مداهمة في المنطقة واعتقلت مسؤولًا كبيرًا في القوات البحرية لحزب الله، وغادرت الساحل باستخدام سفن سريعة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "المداهمة التي نفذتها قوة قوامها 25 جنديًا إسرائيليًا في الساعات الأولى من صباح (أمس الجمعة) استهدفت الضابط الكبير في حزب الله وضابط البحرية اللبنانية عماد فاضل أمهز"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول" التركية عن الصحيفة العبرية.