02-نوفمبر-2024
الرد الإيراني الثالث

أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي تتصدى للصواريخ الإيرانية في أكتوبر الماضي (رويترز)

أكدت مصادر إيرانية مطلعة أن القوات المسلحة الإيرانية تخطط لهجوم على إسرائيل "وفقًا لمتطلبات جديدة" ليتناسب مع طبيعة الرد التي تقتضيها الهجمات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الخطط وُضعت بناءً على أوامر من المجلس الأعلى للأمن القومي، وأن القادة الإيرانيين الذين تحدثوا مؤخرًا عن أن الرد الإيراني سيكون قاسيًا وتدميريًا "يقصدون ما يقولونه".

ونقل موقع "العربي الجديد" عن مصادر مطلعة، رفضت الكشف عن هويتها، اليوم السبت، قولها: "الخطة الهجومية الإيرانية المرتقبة كانت ضمن الخطط التي أعدت البلاد لها سابقًا قبل الهجوم الإسرائيلي مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وفق السيناريوهات المتوقعة للرد على أي هجوم إسرائيلي".

وأشارت المصادر المطلعة إلى أنه بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير، قامت القوات المسلحة الإيرانية بـ"تحديث خطتها وفقًا لمتطلبات جديدة" لتتناسب مع طبيعة الرد التي تقتضيها الهجمات الإسرائيلية، وأن "الخطة تقريبًا شبه جاهزة".

قامت القوات المسلحة الإيرانية بـ"تحديث خطتها وفقًا لمتطلبات جديدة" لتتناسب مع طبيعة الرد التي تقتضيه الهجمات الإسرائيلية

وأوضحت المصادر أن الأجهزة العسكرية الإيرانية المعنية بدأت بتدارك "خسائر نجمت عن الهجوم الإسرائيلي غير الشرعي"، والتي وصفتها بـ"الجزئية"، مشيرة إلى أن توقيت الرد الإيراني "قيد الكتمان وسري للغاية، وقد يحدث في أي لحظة".

وأضافت أن إيران "تنظر إلى اعتبارات إقليمية ودولية مختلفة من منطلق فهمها لها، وفق المصالح القومية الإيرانية وليس كما تريد أطراف أخرى"، مؤكدة أن ما خططت له إيران سيكون "أوسع من قبل، وضعف عملية الوعد الصادق 2 كمًا وكيفًا"، مشيرة إلى أن الرد "قد يكون أضعاف العملية السابقة".

وبيّنت المصادر أن "عملية الوعد الصادق 3 ستكون عملية مركبة وعلى الأغلب لا تقتصر فقط على إطلاق صواريخ"، لافتة إلى أن الصواريخ التي ستستخدم هذه المرة "ستحمل رؤوسًا حربية أكبر حجمًا ووزنًا من سابقاتها"، وكشفت أن الجيش الإيراني سيشارك أيضًا لأول مرة في الهجوم المرتقب على إسرائيل، إلى جانب الحرس الثوري الإيراني الذي كان وحده قد نفذ العمليتين السابقتين في 14 نيسان/أبريل والأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضيين.

وشددت المصادر الإيرانية في حديثها لـ"العربي الجديد" على أن الهدف الإيراني من الضربات الشديدة التي تخطط لها هو "تغيير حسابات إسرائيل الاستراتيجية من جهة، ومنع وقوع حرب في المنطقة من جهة ثانية من خلال تغيير تلك الحسابات".

أما فيما يخص التقارير الأميركية والإسرائيلية التي تقول إن الرد الإيراني عبر العراق من خلال حلفائها، أكدت المصادر الإيرانية أن "إيران سترد من أراضيها على الهجوم" الإسرائيلي، لكنها قالت في الوقت ذاته إن "المقاومة الإسلامية العراقية تمتلك قدرات كبيرة، وهي منخرطة حاليًا في المواجهة مع إسرائيل"، مقدرة أنها أيضًا ستقوم من جانبها بالرد على اختراق المقاتلات الإسرائيلية الأجواء العراقية في تنفيذ هجماتها على الجارة إيران.

وقال المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، في كلمة، اليوم السبت: "على الأعداء من أميركا والكيان الصهيوني أن يعلموا أنهم سيتلقون ردًا ساحقًا وصارمًا على ما يفعلونه تجاه إيران وجبهة المقاومة"، مؤكدًا أن مقارعة الاستكبار العالمي "واجب وفريضة"، ومضيفًا أن بلاده ستفعل "ما هو ضروري للتصدي للاستكبار عسكريًا وسياسيًا"، وفقًا للتلفزيون الإيراني.

وكان الجيش الإسرائيلي قد شن هجومًا على إيران في 26 تشرين الأول/أكتوبر، حيثُ استهدف في الهجوم الذي استمر لأربع ساعات منشأة كانت جزءًا من برنامج إيران السابق لتطوير أسلحة نووية، بالإضافة إلى منشآت تُستخدم لخلط وقود الصواريخ الصلب، وقواعد عسكرية أخرى.