انتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الأحد، أعضاء الائتلاف الحكومي في إسرائيل، لتسببهم في تفاقم التوترات في الأراضي الفلسطينية، قائلًا: إن الحكومة الإسرائيلية "واحدة من أكثر الحكومات تطرفًا" التي شهدها خلال العقود التي قضاها في السياسة.
تحدث الرئيس الأمريكي في مقابلة لـ"CNN"، عن عدم دعوة نتنياهو للبيت الأبيض، مشيرًا إلى أن رئيس دولة الاحتلال سيصل إلى واشنطن الأسبوع المقبل
وتحدث الرئيس الأمريكي في مقابلة لـ"CNN"، عن عدم دعوة نتنياهو للبيت الأبيض، مشيرًا إلى أن رئيس دولة الاحتلال سيصل إلى واشنطن الأسبوع المقبل، أمّا عن دعوة نتنياهو فقد قال: ""بيبي [بنيامين نتنياهو]، على ما أعتقد، يحاول حل مشاكله الحالية من حيث تحالفه".
وقال بايدن: إنه "أحد أولئك الذين يعتقدون أن أمن إسرائيل النهائي يكمن في حل الدولتين".
وأشار بايدن إلى أن إدارته على تواصل منتظم مع تل أبيب، وأنها "تحاول تهدئة ما يجري"، مضيفًا: "آمل أن يستمر بيبي في التحرك نحو الاعتدال والتغيير".
كما دافع الرئيس الرئيس الأمريكي عن زيارته للسعودية العام الماضي على الرغم من انتقاداته لسجل المملكة في مجال حقوق الإنسان، مشيرًا إلى الرحل الجوية الإسرائيلية عبر أجواء الرياض، باعتبارها إنجاز تلك الرحلة، مشيرًا إلى عدم الاقتراب من اتفاقية تطبيع بين الرياض وتل أبيب، مع مطالب الرياض بالحصول على برنامج نووي مدني.
هجوم إسرائيلي
وقال مسؤول مقرب من نتنياهو ردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي: "بايدن وقح، حتى أوباما لم يجرؤ على التحدث هكذا"، وفق ما جاء في القناة 13 الإسرائيلية.
من جانبه، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير: "على الرئيس بايدن أن يفهم أن إسرائيل ليست ولاية أميركية"، وأضاف في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية: "أنا متطرف؟ كيف؟ لأنني أوزّع أسلحة على مواطني إسرائيل ليدافعوا عن أنفسهم؟ لأنني أعطي دعمًا كاملًا لجنودنا وشُرَطيّينا؟"، وفق تعبيره.
ورد عضو الكنيست من حزب الليكود داني دانون على تصريحات بايدن، عبر تويتر، قائلًا: "أحترم الولايات المتحدة، صديقتنا الكبيرة في الخارج ، لكن سياسة دولة إسرائيل ستحددها فقط الحكومة التي تم انتخابها ديمقراطيا من قبل شعب إسرائيل".
وأضاف سفير إسرائيل السابق في الأمم المتحدة: "الشعب الأمريكي يفهم جيدًا أنه في أي دولة ديمقراطية يتم تحديد سياسة الدولة فقط من خلال حكومة منتخبة".
بدوره، قال عضو الكنيست ألموغ كوهين عن عوتسما يهوديت (حزب إيتمار بن غفير): "الضفة الغربية ملك لنا، وليس لأي شخص آخر"، وذلك ردًا على تصريحات نتنياهو، رافضًا وصف الحكومة بالمتطرفة.
من جانبه، قال القنصل الإسرائيلي العام السابق في لوس أنجلوس ياكي دايان، إنه بايدن "خطط تمامًا لهذه التصريحات. هذه المرة لم ينزل من الطائرة وفاجأوه بسؤال عن إسرائيل. لقد جاء إلى مقابلة تم إعدادها مسبقًا. لقد جاء مستعدًا، وكان يعرف ما الذي سيسألونه عنه".
وأشار دايان إلى أن تصريحات بايدن هذه تعود لعدة أسباب، من بينها خطة التعديلات القضائية، والإعلان عن بناء وحدات استيطانية بالضفة الغربية، بالإضافة إلى عنف المستوطنين.
وأضاف دايان، أنه لا يتذكر مثل هذه التصريحات "القاسية" في الماضي، موضحًا و"بالتأكيد ليس من شخص صديق لإسرائيل. أعتقد أن هناك جانبًا شخصيًا أيضًا هنا، وهناك أيضًا خيبة أمل كبيرة هنا"، مشيرًا إلى أن هذه الخيبة من نتنياهو نفسه.
وأوضح دايان، أن وجود سموتريتش وبن غفير في الحكومة الإسرائيلية، والقلق من خطة التعديلات القضائية هي وراء هذه التصريحات، قائلًأ: "يهود أمريكا، الذين يصوت معظمهم للديمقراطيين، يعارضون ذلك، لذا عليك أن تفهم أن هذه القضية هي قضية أمريكية وليست مجرد قضية إسرائيلية".
نتنياهو غير مرغوب فيه
وحول تصريحات بايدن، قال الصحفي الإسرائيلي البارز ناحوم برنيع: "نتنياهو أصبح شخصية غير مرغوب فيها في واشنطن".
وأضاف برنيع: "لا ينبغي أن يُنظر إلى كلمات بايدن على أنها فورة منعزلة، كتعبير عن إحباط مؤقت، ولكن كجزء من عملية. الحزب الديمقراطي يحرر نفسه من التزامه التاريخي تجاه إسرائيل. بايدن، الذي حارب من قبل في هذه العملية، يرفع يديه. لم تعد قصة القيم المشتركة ذات صلة. هناك مصالح أمنية - وهذه هي نهاية الرواية بشكل أو بآخر".
من جانبه، قال الصحفي في يديعوت أحرونوت إيتمار ايشنر، إن تصريحات بايدن تدلل على "المشكلة عميقة للغاية"، موضحًا: "تتجاوز المشكلة مجال العلاقات بين الدول. في الواقع، يتطرق إلى مسألة ما إذا كانت إسرائيل لا تزال تمثل رصيدًا استراتيجيًا للولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، يحاول بايدن ممارسة ضغوط داخلية على إسرائيل"، مع اتجاه الائتلاف الحكومي في إسرائيل إلى تمرير جزء من خطة التعديلات القضائية، ليلة اليوم الإثنين.
وأضاف ايشنر: "التوقيت ليس صدفة. يرسل بايدن رسالة واضحة جدًا لنتنياهو: إذا لم تُبقي المتطرفين في حكومتك في هدوء أو تتحكم في سياساتك، فيمكنك أن تنسى الدعوة إلى البيت الأبيض وتوسيع اتفاقيات التطبيع".
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا أبراهام بن تسفي: "تشكل المقابلة التي أجراها الرئيس الأمريكي بايدن مع CNN أمس، مرحلة جديدة ومقلقة في الحرب الباردة المستمرة منذ شهور بين واشنطن وتل أبيب".
وأضاف: "يشير تحليل الأمر إلى عدم وجود أي أثر تقريبًا لبنية العلاقات الخاصة التي شكلت لعقود من الزمن محورًا مركزيًا في هذا النظام والتي وفرت لإسرائيل شبكة أمنية قوية وجدار حماية مستقر - أمامنا منحدر زلق يتطلب من نتنياهو أن يقرر قريبًا بين اعتبارات الأمن القومي، ومجموعة من الاعتبارات والقيود الداخلية والائتلافية، حيث تتقلص مساحة المناورة لديه بشكل سريع"، موضحًا أن بايدن "لم يحاول على الإطلاق استخدام لغة مصقولة أو مغسولة كما هو معتاد بين الشركاء".
وتسعى مستويات إسرائيلية رسمية، إلى محاولة ترتيب لقاء بين بايدن ونتنياهو، في شهر أيلول/ سبتمبر، في خطوة من غير المعروف مدى نجاحها، في ظل التوترات القائمة حاليًا بين الإدارة الأمريكية، وائتلاف نتنياهو المتطرف.
قال مسؤول مقرب من نتنياهو ردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي: "بايدن وقح، حتى أوباما لم يجرؤ على التحدث هكذا"، وفق ما جاء في القناة 13 الإسرائيلية
ورغم التحليلات السابقة، فإن التقديرات تشير إلى إمكانية مواجهة الضرر في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، في حال رحيل نتنياهو عن الحكم.