حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من التأثير الكارثي للحصار الإسرائيلي على الأمن الغذائي لسكان قطاع غزة، جاء ذلك ببيان رسمي للبرنامج الأممي، أكد فيه أن المعابر الرئيسية إلى الموصلة إلى الشمال قد أغلقها الاحتلال، ولم تدخل أي مساعدات غذائية منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وتحدث البرنامج في بيانه عن أن المطابخ ونقاط توزيع الغذاء في شمال غزة قد أغلقت بسبب الغارات الجوية للاحتلال وأوامر الإخلاء، كذلك أشار إلى إغلاق المخبز الوحيد العامل في شمال غزة بسبب قصفه من الاحتلال.
مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين: لقد استنفد الناس كل السبل للتكيف، وانهارت أنظمة الغذاء، وأصبح خطر المجاعة حقيقيًا
وقال أنطوان رينارد، مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين: "إن الشمال معزول بشكل أساسي ونحن غير قادرين على العمل هناك، كان برنامج الأغذية العالمي موجودًا على الأرض منذ بداية الأزمة، نحن ملتزمون بتسليم الغذاء المنقذ للحياة كل يوم على الرغم من التحديات المتزايدة، ولكن بدون وصول آمن ومستدام، يكاد يكون من المستحيل الوصول إلى المحتاجين".
Escalating violence in northern #Gaza is having a disastrous impact on food security.
No food aid has entered the north since 1 October.
It is unclear how long WFP’s remaining food supplies in the north, already distributed to shelters and health facilities, will last.
— World Food Programme (@WFP) October 12, 2024
وبيّن البرنامج أن التدهور السريع في شمال غزة يأتي في وقت وصلت به المساعدات التي تدخل غزة إلى أدنى مستوياتها منذ شهور، كما أن السلع التجارية بالكاد تصل: "لم يتمكن برنامج الأغذية العالمي من جلب سوى أربعة في المائة من الغذاء اللازم لإعالة مليون شخص في غزة هذا الشهر. ونتيجة لهذا، لم يتلق أحد في غزة هذا الشهر الطرود الغذائية الأكبر حجمًا التي يوزعها برنامج الأغذية العالمي عادة. وتشكل هذه الطرود شريان حياة للعديد من الأسر".
وقال مدير برنامج الأغذية: "إذا لم نتمكن من إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة وعبرها، فلن نتمكن من توصيل الطرود الغذائية إلى أكثر من مليون فلسطيني في غزة". يضيف رينارد: "لقد استنفد الناس كل السبل للتكيف، وانهارت أنظمة الغذاء، وأصبح خطر المجاعة حقيقيًا".
واستعرض البرنامج الأوضاع الكارثية لسكان القطاع أيضًا في جنوبه ووسطه، حيث "وصل الوضع أيضًا إلى نقطة الانهيار بسبب انعدام الأمن المحيط بنقاط العبور، ولا توجد عمليات توزيع للغذاء، وتكافح المخابز لتأمين دقيق القمح، مما يعرضها لخطر الإغلاق في أي يوم. ولا تزال بعض مطابخ الوجبات الساخنة تقدم وجبة واحدة لمن هم محظوظون بما يكفي للوصول إليها".
وحذر البرنامج من خطورة تفاقم الوضع في الأيام القادمة، خصوصًا مع اقتراب الشتاء، حيث "يجد سكان غزة أنفسهم بلا مأوى مناسب، ولا وقود، وقليل جدًا من المساعدات. ويحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى وصول آمن ومستدام لتقديم مساعدات غذائية منقذة للحياة، وهذا يتطلب فتح المزيد من نقاط العبور لنقل الغذاء إلى غزة، والأمن لموظفينا وشركائنا الذين يعملون بلا كلل لتوصيل الغذاء بأمان إلى المحتاجين بشكل عاجل".