14-نوفمبر-2024
بايدن ونتنياهو

(Getty) تدعو إدارة بايدن إلى إنهاء الحرب في الوقت الذي تواصل فيه دعم إسرائيل

تريد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، فيما تبقى لها من أيامٍ معدودة، أن تُسجل إنجازًا تذكَر به، لا سيما في موضوع الحرب الإسرائيلية على غزة التي بدأت في ظل ولاية الإدارة الديمقراطية وتسببت في خصم الكثير من نقاط قوتها، بسبب التردد الذي طبع التعاطي الأميركي مع الحرب، وعجز الرئيس بايدن شخصيًا عن ممارسة الضغط المطلوب على نتنياهو حتى في المقترحات التي تولى بايدن شخصيًا إعلانها باعتبارها نالت موافقة الحكومة الإسرائيلية.

ومع تلويح الرئيس المنتخب دونالد ترامب المستمر بإمكانية إنهائه جميع الحروب التي اندلعت خلال ولاية بايدن في أقصر وقت، تزايدت الضغوط على الإدارة الديمقراطية المنصرفة بعد أقل من شهرين.

في هذا السياق، يمكن فهم التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الأربعاء، بأن إسرائيل "حققت أهدافها التي حددتها لنفسها في غزة، وحان الوقت لإنهاء الحرب". 

وفرت إدارة بايدن الدعم المطلق لإسرائيل في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة

وجاء تصريح بلينكن "المفاجئ"، بالنسبة للبعض، خلال وجوده في العاصمة البلجيكية بروكسل على هامش لقاء مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، حيث قال بلينكن للصحفيين إن هناك "حاجةً ماسة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لفترات أطول في غزة، لضمان عودة النازحين إلى ديارهم وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية، ليس لساعات فقط إنما لأيام".

ولفت بلينكن في معرض حديثه عن الهدن الطويلة إلى أن "نحو 900 شاحنة مساعدات تنتظر عند بوابة كرم أبو سالم"، محملًا دولة الاحتلال الإسرائيلية "مسؤولية إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن إلى المحتاجين".

وأكد أن "إسرائيل حققت الأهداف التي حددتها لنفسها من خلال قتل قادة حماس، ومنع الحركة من تنفيذ هجوم كبير مثل ذلك الذي حدث في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023"، مضيفًا: "يجب أن يكون الوقت حان لإنهاء الحرب"، لافتًا إلى أن الإدارة على مستوى البيت الأبيض والخارجية الأميركية "تعمل على إطلاق سراح الأسرى والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".

أطلق بلينكن هذه التصريحات مع العلم بأن واشنطن توفر دعمًا مطلقًا لإسرائيل في حرب الإبادة الجماعية التي تشنها في غزة، من خلال نقل الأسلحة الأميركية إليها، وتوفير الحماية لدولة الاحتلال في وجه القرارات الدولية، بما فيها تلك التي عُرضت على مجلس الأمن الدولي. وبتواطؤ أميركي، رفضت إسرائيل تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فورًا، كما ضربت عرض الحائط بأوامر محكمة العدل الدولية بشأن ضرورة "اتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة".

وبالنظر إلى هذه المعطيات، يقلل بعض المتابعين من أهمية تصريحات بلينكن، ويعتبرون أنها للاستهلاك الإعلامي لا غير وذر للرماد في العيون، إذ إن الإدارة التي تغاضت عن تدمير قطاع غزة والإبادة الجماعية لعام كامل، يستبعد أن يصحو ضميرها وهي في الأنفاس الأخيرة من عمرها في السلطة.

في المقابل، يرى مراقبون آخرون أن إدارة بايدن وعلى الرغم من أنها ستغادر الحكم في غضون أقل من شهرين، لا تزال قادرة على ممارسة الضغوط الكفيلة بإنهاء الحرب أو في أقل تقدير التوصل لاتفاق يتضمن هدنة طويلة، لمدة شهر. 

كما أنها معنية بتجريد الرئيس المنتخب ترامب من تحقيق إنجاز بهذا المستوى. وبالتالي من غير المستبعد، حسب هؤلاء، أن تشهد الأيام القليلة القادمة تضاعفًا في الضغوط الأميركية على نتنياهو المعروف بتعنته وإفشاله لعدة مقترحات بتبادل الأسرى ووقف الحرب.

يشار إلى أن جريمة الإبادة الجماعية التي تستمر إسرائيل في ارتكابها في غزة، بأسلحة أميركية وبدعمٍ مطلق من واشنطن، أدت حتى اللحظة إلى استشهاد وإصابة ما يزيد على 147 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وأكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض والمباني المدمرة.