يتجه التصعيد بين كوسوفو وصربيا إلى الهدوء في الأيام الأخيرة، بعد أن تسبب بقلق دولي كبير، بعد المباحثات بين صربيا وكوسوفو، حيث أعلنت قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في كوسوفو عن عملها على إزالة الحواجز الأخيرة المتبقية شمالي البلاد الذي انفجرت فيه الأزمة الجديدة.
يتجه التصعيد بين كوسوفو وصربيا إلى الهدوء في الأيام الأخيرة
وهي أزمة تعود إلى العاشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي عندما قامت مجموعات من الأقلية الصربية شمالي كوسوفو بنصب حواجز بواسطة شاحنات احتجاجًا على توقيف سلطات بريشتينا الشرطي الصربي ديان بانتيك، للاشتباه في ارتكابه "أعمالًا إرهابية"، ما تسبب في تصعيد التوتر بين بلغراد وبريشتينا، قامت على إثره الأخيرة بإغلاق ثلاث معابر حدودية بينها مع صربيا، ووضعت فيه بلغراد قواتها على أهبة الاستعداد، قبل أن تعود كوسوفو عن إجراء غلق المعابر الحدودية بعد إعلان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إزالة الحواجز التي أقامتها الأقلية الصربية شمالي كوسوفو، لتقوم سلطات كوسوفو بإطلاق سراح الشرطي الصربي ديان بانتيك، معلنةً أيضًا أمس الخميس عن "فتح باب الترشح لتعيين ضباط جدد شمالي البلاد" لتعويض 500 شرطي من الأقلية الصربية قدّموا استقالاتهم في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، احتجاجًا على قرار الحكومة آنذاك تغيير لوحات السيارات الصربية. وبحسب بيان الشرطة الكوسوفية، فإنه "يحق لأي شخص التقدم لهذه الوظائف بغض النظر عن خلفيته العرقية".
وتفاعلًا مع هذه القرارات الأخيرة أدلى الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بتصريحات أكّد فيها أنّ بلاده "أرادت أن تنقذ السلام في كوسوفو ونجحت في ذلك بصعوبة"، نافيًا اتهامات كوسوفو لصربيا بزعزعة استقرارها، وكانت بلغراد قد وضعت قواتها على حالة التأهب بعد الأزمة الأخيرة التي تولّت فيها تمثيل الأقلية الصربية التي تعتبرها بشكلٍ صريح "مواطنين صرب" رغم وجودهم في كوسوفو وهو ما ترى فيه الأخيرة "استفزازًا وتهديدًا لاستقرارها".
وظهر ذلك في المباحثات التي عقدتها صربيا مع الأقلية الصربية في شمال كوسوفو، حيث قال الرئيس الصربي إنه "بعدما استمع لمطالبهم [صرب شمال كوسوفو] طلب منهم إزالة الحواجز التي نصبوها شمال كوسوفو، وأنهم استجابوا له".
كما هدّد فوتشيتش سلطات كوسوفو بأن هذه الحواجز "سيعاد نصبها بشكلٍ لا رجعة فيه حال تعرض صرب كوسوفو للاعتقالات عقب إزالتها". مضيفًا: "سنطالب دائما باحترام جميع الاتفاقيات التي وقعناها، ولن نتهرب من أي اتفاقيات تحمل توقيعنا".
يذكر أنّ غالبية سكان كوسوفو هم من الألبان، وقد استقلت كوسوفو عن صربيا عام 1999، لكن إعلان استقلالها تأخر حتى عام 2008، ولا تعترف صربيا بهذا الاستقلال حيث تصر على أن كوسوفو جزء من أراضيها وتعبّر عن دعمها المطلق للأقلية الصربية في كوسوفو.
في ردود الأفعال الدولية، حول الأزمة لأخيرة، أعلنت روسيا بشكلٍ صريح دعمها لصربيا، فيما دعت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك الطرفين "صربيا وكوسوفو" إلى تعزيز بيئة مواتية للمصالحة
وفي ردود الأفعال الدولية، حول الأزمة لأخيرة، أعلنت روسيا بشكلٍ صريح دعمها لصربيا، فيما دعت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك الطرفين "صربيا وكوسوفو" إلى تعزيز بيئة مواتية للمصالحة، وضبط النفس، واتخاذ إجراءات فورية لتهدئة الموقف، والامتناع عن أي استفزازات أو تهديدات" من شأنها التسبب في نزاع مسلّح.