04-يوليو-2024
قلبا وقالبا inside out 2

"لا أعرف كيف أوقف القلق.. ربما هذا ما يحدث عندما تكبر، ستشعر بفرحة أقل"

قلباً وقالباً 2 الجزء المرتقب يحطم الأرقام والتوقعات

جاء فيلم "قلباً وقالباً 2" (بالإنجليزية: Inside Out 2) المرتقب كجزء ثاني لفيلم الرسوم المتحركة "قلباً وقالباً 1" الذي صدر في عام 2015. وهو فيلم رسوم متحركة درامي كوميدي من إنتاج استديوهات بيكسار للرسوم المتحركة ومن إصدارات والت ديزني ويحكي الفيلم في الجزء الأول قصة تدور في رأس طفلة تنتقل مع عائلتها لمدينة جديدة، أبطالها مشاعرها الرئيسية الخمسة وهي الفرح والغضب والحزن والاشمئزاز والخوف، وكيف تقود هذه المشاعر حياتها لتصل إلى الاستقرار. وقد حاز الفيلم بجزئه الأول في أسبوع افتتاحه 90 مليون دولارًا، ليصل لأعلى الأرقام عن فيلم أصلي يحقق أعلى إيرادات في أسبوعه الأول.

أما الجزء الثاني الذي جاء بمشاعر جديدة تعبر عن مرحلة البلوغ وسن الرشد لدى رايلي الطفلة في الجزء الأول، فقد جاء الفيلم من إخراج كيلسي مان في تجربته الإخراجية الأولى لفيلم روائي طويل، وقد أُعلن عنه لأول مرة في سبتمبر 2022، وصدر في 14 يونيو 2024 في دور العرض في أمريكا. وقد كان متوقعًا أن يحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر، لكن في الحقيقة نجاحه فاق المتوقع. إذ حقق الفيلم خلال أسبوعين فقط من بدء عرضه حوالي 800 مليون دولار في شباك التذاكر العالمي. 

اختتمت Pixar وDisney's Inside Out 2 شهر يونيو بأن أصبح قلبًا وقالبًا أول فيلم لعام 2024 يتخطى حاجز المليار دولار في مبيعات التذاكر العالمية.

إنجازات شباك التذاكر

أصبح فيلم قلبًا وقالبًا 2 أول فيلم في عام 2024 يتجاوز حاجز المليار دولار في مبيعات التذاكر العالمية، إذ كان من المتوقع له بعد الأسبوعين الأولين من عرضه أن يحقق هذا الإنجاز في غضون 17 إلى 18 يوماً، ليحقق رقمًا قياسيًا كأسرع فيلم رسوم متحركة يحقق هذا الإيراد في تاريخ السينما وهذا ما حدث بالفعل! ويعد هذا الأداء المذهل دلالة على جاذبية الفيلم الكبيرة والتوقعات العالية حول إصداره.

التفوق التنافسي

في عطلة نهاية الأسبوع الثالثة من عرضه، يُتوقع أن يحتفظ "قلباً وقالباً 2" بمكانته في الصدارة، متفوقاً على الأفلام الجديدة مثل "مكان هادئ: الجزء الأول" وفيلم الغرب الطموح كيفن كوستنر "الأفق". فقد كان أداء الجزء الثاني من الفيلم أقوى بكثير من الجزء الأول، الذي حقق 90 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الأول لعرضه، قبل أن يصل إجمالي إيراداته إلى 858 مليون دولار على مستوى العالم. وقد كان أمام Pixar وDisney's Inside Out 2 عطلة نهاية أسبوع كبيرة قبل أن تختتم شهر يونيو ليصبح قلبًا وقالبًا أول فيلم لعام 2024 يتخطى حاجز المليار دولار في مبيعات التذاكر العالمية.

 

والت ديزني من الشركات العالمية التي دعمت الاحتلال منذ بداية الحرب

كانت قد أعلنت شركة والت ديزني في 13 أكتوبر 2023 أي بعد أقل من أسبوع من الحرب على غزة عن إرسال 2 مليون دولار مساعدات لإسرائيل. كما كشفت أن موظفيها كانوا قد شاركوا أيضًا في برنامج Disney's Matching Gifts الذي يطابق التبرعات الخيرية المؤهلة التي يقدمها الموظفون التي وصلت إلى 25 ألف دولار، مؤكدة على أهمية دعم الضحايا الذين يواجهون العنف. وبذلك تكون ديزني قد انضمت إلى قائمة طويلة من الشركات والبنوك العالمية الداعمة سواء ماديًا أو معنويًا للاحتلال الإسرائيلي.

الأمر الذي يجعل المساهمة في هذه الإيرادات جدير بالتفكير، وقد كان هذا ما دعا له رواد مواقع التواصل الاجتماعي من مقاطعة لأفلام ديزني وتجنب حضورها وعدم المساهمة في جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال بحق الغزيين.

 

قصة قلبًا وقالبًا 2

يعيدنا فيلم ديزني وبيكسار قلباً وقالباً 2 إلى رأس رايلي التي دخلت في سن المراهقة حديثًا ويبدأ الفيلم مع لحظات دخولها في هذه المرحلة العمرية واستنفار مشاعرها في المرحلة السابقة (الحزن والغضب والفرح والاشمئزاز والخوف) لاستقبال المشاعر الجديدة والتدمير الذي يحدث في ذهنها لإفساح المجال لوصول القلق والتي يتبين أنها لم تكن وحدها بل معها الإحراج والملل والغيرة أو كما ترجمت في الفيلم الحسد.

"لقد رأيت قلقي ينعكس في فيلم 'Inside Out 2'. وقد أذهلني ذلك" هذا ما قاله أحد الكتاب في مجلة النيويورك تايمز عن فيلم قلبًا وقالبًا الذي صور القلق في الحياة بطريقة شفائية ومدمرة بنفس الوقت وفقًا لتعبيره.

في الحبكة من فيلم " Inside Out " الجزء الثاني تصبح رايلي الفتاة التي بدأت في سن البلوغ غارقة في القلق إلى حد أن تصاب بنوبة هلع قد يستطيع التعرف عليها الكثيرون ممن يعانون من اضطرابات القلق وموجاته العاصفة. فقد تميز الفيلم في تصوير سرعة انتشار القلق وسيطرته على التفكير بطريقة مذهلة مما يجعله يلامس التجارب الشخصية والشعورية لمن يحضره.

بدأ الفيلم في تصوير مشاعر رايلي وهي تحاول السيطرة على سلوكها الذي أصبح مندفعًا وذلك من خلال تكتيكات بقيادة "joy" الفرح، التي خططت لإزاحة جميع الذكريات السلبية والمزعجة ورميها في مؤخرة الذاكرة وإبقاء الجيد منها والإيجابي فقط. وما أن بدأت الأفكار الإيجابية في التميز والتحديد حتى أصبحت العبارة التي تتردد في ذهن رايلي " أنا صالحة بما يكفي" لكن هذا الهدوء والسلام والإيجابية لم تدم طويلًا حيث بدأت التجهيزات للقادمين الجدد من مشاعر سن البلوغ في عقل رايلي.

وعلى رأس القادمين الجدد العفريت البرتقالي المهووس - كما أطلق عليه - القلق، ومعه الملل الذي جسد بطريقة كوميدية جدًا ومفرطة في الضجر، والإحراج الذي كان ضخمًا ورديًا لكنه يخبئ وجهه طوال الفيلم أو يدير رأسه ليعبر عن المواقف التي قد تتمنى أن لم تكن موجودًا فيها، والحسد الذي كان مرافقًا للقلق ويدير الأمر معه. وفي خضم النزاعات بين المشاعر الخمسة القديمة والمشاعر الجديدة سيطر القلق على لوحة التحكم لتصبح برتقالية اللون وطرد المشاعر (الخمسة السابقة) إلى القبو. ومن هناك بدأت رحلة المشاعر في محاولة العودة والسيطرة على مشاعر رايلي، حتى تصل أخيرًا ولكن متأخرًا بعد أن أصبحت العبارة في ذهنها " أنا لست جيدة بما يكفي" وبعودة الفرح لتولي القيادة واعترافها هي وقلق بأن ليس لأي منهما القدرة على تحديد من تكون رايلي؛ وأن لا بد من ترك مجموعة المشاعر كلها تتراكب وتنسجم بتعقيداتها لتشكل شخصيتها، تصل رايلي لمرحلة من الاستقرار وتقبل الذات وانسجام الأفكار مع أفكارها السلبية والإيجابية.
 

4 أمور لافتة في الفيلم لا بد من الانتباه لها

  1. القلق لم يكن الشخصية الشريرة في الفيلم؛ فعلى الرغم من تصوير مشاعر القلق بشخصية برتقالية اللون مهووسة تحاول السيطرة حتى على رسم الأحلام والمستقبل بأسوء الطرق الممكنة .لكن في نهاية الفيلم يسلط الضوء على تعرض القلق لزوبعة عنيفة متضاربة تبقيه متجمدًا بعيون دامعة. كذلك إذعان القلق في النهاية بأنه لا يستطيع السيطرة على جميع المشاعر والقرارات.
  2. عندما تسيطر أي من تلك المشاعر على لوحة التحكم في عقل رايلي يتغير لون اللوحة للون هذا الشعور، فالقلق يجعلها برتقالية، والحزن زرقاء والغضب حمراء وهكذا، مما يربط الدلالات الونية بطبيعة المشاعر وتأثيرها.
  3. لا يمكن تفادي الذكريات السيئة والسلبية ونبذها، فهذا الإنكار لن يكون لصالح السلوك وهذه من أهم الأفكار التي ركز عليها الفيلم.
  4. الشعور بالقلق أساسي في مرحلة البلوغ وقد يشكل جزء من الحماية، وهذ التعقيد في تراكب المشاعر عبرت عنه فرح "جوي المكتئبة"، في نهاية الفيلم تقريبًا: " لا أعرف كيف أوقف القلق.. ربما هذا ما يحدث عندما تكبر، ستشعر بفرحة أقل."

 

يعد فيلم قلبًا وقالبًا رائعًا؛ فبعيدًا عن جمالية القصة أو الأحداث بحد ذاتها كان ما قدمه من تصور عن التعامل مع القلق وسيطرته على الأفكار ولحظات السعادة والفرح، وكيفية إدارته وتوجيهه بلطف، مذهلًا.