09-يوليو-2024
من الفيلم

(Memento) يطارد لاجئ سوري لاجئًا آخر يشعر بأنه سجّانه

يتواصل في فرنسا عرض فيلم "Les fantômes" (الأشباح)، للمخرج جوناثان ميليت، الذي يسلط الضوء على محاولة بعض اللاجئين السوريين في الدول الأوروبية تعقّب عناصر نظام بشار الأسد المتورطين في تعذيب وقتل السوريين داخل وخارج السجون.  

عُرض الفيلم لأول مرة في أسبوع النقاد بالدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي، وتزامن عرضه مع حكم محكمة الجنايات في باريس على المدير السابق لمكتب الأمن الوطني علي مملوك، والمدير السابق للاستخبارات الجوية جميل حسن، والمدير السابق لفرع التحقيق في الاستخبارات الجوية عبد السلام محمود؛ بالسجن مدى الحياة بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

يسلط الفيلم الضوء على محاولة بعض اللاجئين السوريين في أوروبا تعقّب عناصر نظام بشار الأسد المتورطين في تعذيب وقتل السوريين

وحكاية الفيلم مستوحاة من قصة حقيقية أبطالها مجموعة من اللاجئين السوريين الذين استطاعوا كشف هوية عضو سابق في تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، يُدعى "أبو حمزة الكيميائي"، في ألمانيا عام 2019.

وأوضح المخرج أنه استند في بناء أحداث الفيلم إلى بحث طويل حول هذا الموضوع، ومقابلات مع أشخاص لهم صلات به. كما شدد على أنه بغض النظر عن الأحداث المتخيلة، فإن تصرفات الشخصيات وسلوكياتها والإطار العام للحكاية تسند إلى وقائع حقيقية.

يركّز الفيلم على حياة شاب يُدعى "حميد" (يؤدي دوره الفرنسي – التونسي آدم بيزا) فر من القمع والتعذيب في سوريا، ويسعى خلف الشخص الذي كان يعذّبه في سجن صيدنايا الذي فقد الكثير من السوريين حياتهم داخله.

يعيش حميد في مدينة ستراسبورغ على الحدود الألمانية، وتستحوذ الرغبة في الوصول إلى سجّانه وتقديمه إلى العدالة عليه شيئًا فشيئًا، رغم أنه لا يملك سوى صورة باهتة وغير واضحة عنه، لكنه يتذكر جيدًا صوته ورائحته.

وأثناء سعيه، يجد حميد نفسه في مواجهة ماضيه بكل ما ينطوي عليه من مشاعر مؤلمة وصدمات تعرض لها داخل السجن. وتتزايد حدة هذه المشاعر حين يصادف شخصًا في ممرات جامعة ستراسبورغ شعر بأنه سجّانه، فبدأ محاولاته لإثبات هويته رغم المخاطر.

وفي حوار مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، قال مخرج الفيلم جوناثان ميليت إن حميد يعيش منعزلًا، ويخفي حقيقة نشاطه ومساعيه عن الجميع، بما في ذلك والدته نفسها. وذكر أن معظم اللاجئين الذين التقى بهم اضطروا إلى اختراع هويات بديلة، ذلك أنه: "عندما تكون سوريًا، فإنك لا تعرف تمامًا إلى أي معسكر ينتمي الآخر، بما في ذلك داخل مجتمعك، وهو ما يخلق انعدام الثقة والشعور بالوحدة الشديدة".

وأشار إلى أن الفيلم لا يركز على تقديم المعلومات حول هذه المسألة، وإنما على تقديم قصة حسيّة وسينمائية مرتبطة بها دون أن تكون شاملة بالضرورة.

ولفت السينمائي الفرنسي إلى خطر وجود مجرمي الحرب السوريين في الدول الأوروبية وبين اللاجئين الذين قاموا بتعذيبهم أو تعذيب وقتل أقاربهم، وقال إنه يمكن أخذ الفيلم إلى مكان يشدد فيه على ضرورة محاكمة هؤلاء الجلادين الذين سرقوا قصص وأسماء ضحاياهم.