12-أكتوبر-2024
حي البسطة

(AFP) نساء ينظرنّ إلى المبنى الذي استهدفته غارة إسرائيلية في حي البسطة وسط بيروت

أثناء قيامهم بإزالة الأنقاض والزجاج المكسور وسط الغبار المنتشر جراء غارة إسرائيلية عنيفة، كان سكان حي في وسط بيروت لا يزالون في حالة صدمة، فحيهم لم يكن مستهدفًا سابقًا، وهذا يعني أن لا مكان آمن في لبنان.

فقد كثفت طائرات الاحتلال، منذ بدء العدوان الشامل على لبنان، من غاراتها على ضاحية بيروت الجنوبية وسهل البقاع شرق لبنان، وهي من أهم معاقل حزب الله. لكن الغارة التي ضربت، في وقت متأخر، أول أمس الخميس، حي البسطة في وسط بيروت، وهي منطقة امتلأت خلال الأسبوعين الماضيين بآلاف الأشخاص الفارين من منازلهم بالمناطق التي يقصفها الطيران الإسرائيلي، يثير مخاوف بأن لا مكان آمن يلجأ إليه النازحون.

كان سكان حي في وسط بيروت لا يزالون في حالة صدمة، فحيهم لم يكن مستهدفًا سابقًا، وهذا يعني أن لا مكان آمن في لبنان

تقول هدى عدلي، البالغة من العمر، 51 عامًا، لوكالة "رويترز" للأنباء: "الله وحده يعلم ما هو الهدف العام. إن ذلك مرعب"، وتساءلت: "في الشمال، الأمر مخيف. في الجنوب، الأمر مخيف. في الشرق، الأمر مخيف. في الغرب، الأمر مخيف. إلى أين نذهب؟".

تشير "رويترز"، إلى أنه وقت الضربة كان المصلون يؤدون صلاة العشاء، حين وقع انفجار شكل كرة من اللهب في مبنى بالحي، ما أثار سحابة من الغبار وأغرق كل شيء في الفوضى.

في اليوم التالي، كان الطريق مليئًا بالزجاج والركام بالإضافة إلى الملابس والحقائب وغيرها من المخلفات، في يوم كان يفترض أن يكون عاديًا وتحول إلى كارثة. قام الناس بالبحث عن مقتنياتهم في وسط الحطام، وظهرت على وجوههم ملامح الصدمة.

بسبب شدة الانفجار، تم سحق السيارات التي تكدست فوق بعضها البعض، فيما ارتدى العديد من السكان أقنعة ضد الغبار الذي لا يزال منتشرًا بكثافة في الجو. وقالت السلطات الصحية اللبنانية، إن الضربتين الجويتين التي استهدفتا حيي البسطة والنويري أسفرتنا عن استشهاد 22 شخصًا وإصابة 117 آخرينن وكان الهدف المسؤول في "حزب الله"، وفيق صفا، لكن مصادر أمنية قالت إنه نجا.

تحدث عامر الحلبي، البالغ من العمر 55 عامًا، والذي يعيش في نفس المبنى الذي تعيش فيه عدلي، لـ"رويترز"، عن أن العديد من النازحين انتقلوا إلى حيهم، وهو يخشى أن تستخدم "إسرائيل" ادعاءاتها بأن عناصر من "حزب الله" بين النازحين، كذريعة لتوسيع نطاق ضرباتها. وتساءل: "هذه كلها مبانٍ سكنية يقيم فيها الناس منذ أكثر من 30 عامًا. أين ضميرهم عندما يقتلون 22 شخصًا؟ لماذا؟" وأضاف: "لم تتبقى أي إنسانية".

وقال الحلبي إنه كان في المنزل مع زوجته عندما قصف الطائرات الإسرائيلية المبنى. وبعد دقائق، تناثرت الجثث في الشارع.وأضاف، وهو يقف أمام المبنى المستهدف: "طائرة المراقبة الإسرائيلية بدون طيار تطن باستمرار فوق بيروت منذ أسابيع، وتهدف من وراء ذلك إلى إجهاد أعصاب الناس"، وتابع: "هي هنا منذ أكثر من شهر، لم تغادر السماء. وهذا يجعلك لا تناول الطعام، ولا يمكنك الشرب، ولا يمكنك النوم، ولا يمكنك حتى فعل أي شيء".

دمرت الغارة الإسرائيلية واجهة خمسة مبانٍ على الأقل، وحطمت نوافذ مباني أخرى على طول الشارع. وفي أحد المباني، كان هناك بقايا لغرفة معيشة مكشوفة للجميع. لا تزال صور عائلية على الحائط وستارة رمادية مليئة بالغبار.

وعلى بعد بضعة مبانٍ، وقفت عائلة أمام مبنى سكني يحمل أفرادها المراتب وغسالة الملابس وغيرها من المقتنيات على شاحنة صغيرة.  لقد نزحوا من جنوب لبنان وجاءوا إلى حي البسطة معتقدين أنه آمن. الآن هم متجهين إلى مدينة طرابلس في شمال لبنان. قالت امرأة من العائلة لـ"رويترز"، إن "المكان هناك آمن. لدينا أفراد من العائلة مسنين لم يستطيعوا تحمل هذه الانفجارات".