اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بوجود نقص في الدبابات التي يحتاجها، بعد تضرر العديد منها جراء استهدافها من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. وهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها جيش الاحتلال عن نقص في العتاد العسكري منذ بداية العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تقرير لها، أمس الاثنين، إنّ جيش الاحتلال يرفض: "تطبيق تجربة مقاتلات في سلاح المدرعات في تشكيل المناورة التابع له بسبب عدم وجود العديد من الدبابات التي تضررت في الحرب، ونقص الذخيرة".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ هذا ما اعترف به جيش الاحتلال في ردّه أمام المحكمة العليا، وهي أعلى هيئة قضائية في إسرائيل، على التماس: "يطالب بتدريب ضابطات بسلاح المدرعات للاندماج في القوات التي تناور خارج خطوط العدو".
رفض جيش الاحتلال تطبيق تجربة مقاتلات في سلاح المدرعات في تشكيل المناورة بسبب عدم وجود العديد من الدبابات التي تضررت في الحرب
وأضافت الصحيفة أنّ رئيس الأركان في جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، قرر تأجيل تجربة دمج الضابطات في تشكيل المدرعات المناور حتى نهاية 2025، بسبب النقص الكبير في الذخيرة والدبابات التي تضررت خلال القتال الطويل.
ووفقًا لمصادر الصحيفة فإنّ: "هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها الجيش الإسرائيلي بأنه فقد الكثير من دباباته في حرب غزة، ويعاني من نقص في القذائف، فضلًا عن العديد من الجنود والقادة الذين أصيبوا أو قتلوا في المعارك".
ونقلت الصحيفة أنّ المدعي العام الإسرائيلي ردّ نيابة عن الجيش على الالتماس في المحكمة العليا، بالقول: "هناك العديد من المعوقّات التي ستحول دون بدء التجربة قريبًا".
وذكر جيش الاحتلال أنّ ذلك يشمل "عدم كفاءة العديد من الدبابات، أو نقص الذخيرة أو المعدل الكبير من المجنّدين لسلاح المدرعات والذي نحتاجه في الجنوب (قطاع غزة) والشمال (على الحدود مع لبنان) خارج إطار التجربة، علاوة على نقص في الكادر التدريبي".
وأضاف موضحًا أنّه: "نشأت صعوبات موضوعية نتيجة القتال في قطاع غزة وعلى جبهات أخرى، خاصة في التشكيل القتالي في الجيش الإسرائيلي".
وتابع حديثه مشيرًا إلى أنّه: "خلال الحرب، تضررت العديد من الدبابات، وهي معطّلة في هذه المرحلة ولا تستخدم للقتال أو التدريب، ومن غير المتوقّع إضافة دبابات جديدة إلى سلاح المدرعات في وقت قريب".
وفي معرض رده على الالتماس الذي تقدّمت به مجندات وضابطات إسرائيليات، أوضح جيش الاحتلال أنّ: "هذا يعني أنّ كمية الدبابات المتوفرة في سلاح المدرعات ليست كافية سواء للمجهود الحربي أو لإجراء التجارب بشكل متزامن".
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن المدعي العام أشار إلى أنّه: "منذ بداية الحرب، يقوم الجيش الإسرائيلي بإجراء تدريبات سريعة وتعبئة عدد كبير بشكل غير عادي من القوات، بهدف استكمال الفرق المفقودة على الفور، ولا يوجد اهتمام قيادي كافٍ بالتجربة بسبب القتال الدائر على كافة الجبهات".
يشار إلى أنّ العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة خلّف حتى اليوم 16 تموز/يوليو 2024 قرابة 38.664 شهيدًا و89.097 مصابًا وجريح، معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن آلاف المفقودين، وسط دمار هائل ومجاعة وأزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة.