أظهرت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية الفرنسية، أن تحالفي اليسار والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تصدرا نتائج الجولة الأولى بنسب متقاربة جدًا، ما يجعل توقع النتائج النهائية، التي تحددها الجولة الثانية، أمرًا بالغ الصعوبة.
أظهرت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية الفرنسية، أن تحالفي اليسار والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تصدرا نتائج الجولة الأولى
وتظهر النتائج الأولية أن تحالف "الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد" اليساري بقيادة جان لوك ميلنشون وحزب "النهضة"، وهو حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، تصدرا بشكل متقارب جدًا نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية. وحسب تقديرات مؤسسة "إيفوب فيدوسيال"، فإن ماكرون حصل على ربع عدد الأصوات، في حين نال التحالف اليساري نسبة أكثر قليلًا راوحت 25.7%، وجاء اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان ثالثًا بـ19.3%. فيما أشارت تقديرات أخرى إلى تساوي تحالفي ماكرون واليسار عند 25.7%.
وانطلقت الجولة الأولى من الانتخابات صبيحة أمس الأحد 12 حزيران/يونيو بعد أن كان الناخبون في الأقاليم الفرنسية ما وراء البحار قد أدلوا بأصواتهم في وقت سابق من نهاية الأسبوع. وتميزت الانتخابات بوجود يسار متجدد وموحد خلف ميلانشون بهدف حرمان الرئيس ماكرون وحلفائه من نيل أغلبية في مقاعد الجمعية الفرنسية "البرلمان".
ويتألف البرلمان الفرنسي الذي تستمر عهدته لخمس سنوات من 577 مقعدًا، ويتطلب تحقيق الأغلبية المطلقة الحصول على 289 مقعدًا منها، وتجرى الانتخابات على مستوى الدوائر الانتخابية كل على حدة، وعلى دورتين انتخابيتين. فيما يتطلّب الوصول للجولة الثانية حصول المرشح على نسبة 12.5 في المائة على أقل تقدير من عدد الناخبين المسجلين. وفي الجولة الثانية، تكفي الأغلبية النسبية للفوز. وفي حال تعادُل المرشحين، يفوز المرشح الأكبر سنًا.
وركز ماكرون في دعايته للانتخابات التشريعية على نفس الدعاية التي خاض بها غمار السباق الرئاسي، حيث دعا الفرنسيين إلى إعطائه "أغلبية واضحة" في الجمعية الوطنية، ملوّحًا بخطر التشدد من جانب اليسار واليمين المتطرف الذي يشكل "اضطرابات" لفرنسا. وفي هذا الصدد وجه ماكرون الخميس الماضي خطابا للفرنسيين قال فيه: "لا شيء سيكون أخطر من أن نضيف إلى الاضطراب العالمي اضطرابًا فرنسيًا يقترحه المتشددون"، واضعًا لوبان وميلانشون في الخانة نفسها.
نجح الزعيم اليساري جان لوك ميلانشون في تشكيل تحالف بين حزب "فرنسا الأبية" والاشتراكيين والخضر
من جهته، نجح الزعيم اليساري جان لوك ميلانشون في تشكيل تحالف بين حزب "فرنسا الأبية" والاشتراكيين والخضر، وبدا ميلانشون واثقًا من إمكانية تحقيق تحالفه لاختراقات مهمة في الانتخابات، مستغلًا تركيز الدعاية المضادة من تحالف "معًا" ضده، واصفا إياه بـ"الهلع السائد" في معسكر ماكرون. قائلًا بسخرية في أحد لقاءاته الشعبية: "عليكم أن تهابوا. ميلانشون عدواني سيلتهم أطفالكم"، معتبرًا الأسبوع الماضي، عبر إذاعة "فرانس إنفو"، "أن تحالفه في موقع جيد للانتصار"، مراهنًا في ذلك على حالة التذمر الشعبي من غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الوقود وتحجيم الإنفاق وإصلاح نظام التقاعد الذي يأتي في أولويات أجندة ماكرون الإصلاحية.