عاد بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الوزراء في دولة الاحتلال، لقيادة واحدة من أكثر الحكومات تطرفًا ويمينية في تاريخ إسرائيل، والتي تضم وزراء دانين بتهم جنائية وعنصرية. وتضع الحكومة الإسرائيلية الجديدة الاستيطان في الضفة الغربية والجولان والجليل والنقب على رأس أولوياتها إلى جانب تهويد القدس وزيادة دائرة التطبيع.
عاد بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الوزراء في دولة الاحتلال، لقيادة واحدة من أكثر الحكومات تطرفًا ويمينية في تاريخ إسرائيل
ومع ذلك تباينت المواقف العربية من حكومة دولة الاحتلال الجديدة المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، بين رفضها والتحذير من خطورتها وبين مهنّئ لها.
المواقف العربية المنتقدة
قطريًا، نشرت وزارة الخارجية في قطر بيانًا، دان بشدة "خطط الحكومة الإسرائيلية لتطوير الاستيطان والاستمرار في محاولات تهويد مدينة القدس والمسجد الأقصى"، معتبرةً أن تلك الخطوات "تعدّ انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، واعتداءً سافرًا على حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق".
كما عبّر بيان الخارجية القطرية، "عن قلق دولة قطر البالغ من أن تؤدي الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة إلى تقويض الجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين، كما تطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته لإلزام إسرائيل بوقف سياستها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ودعت فصائل فلسطينية بينها الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحركة حماس والجهاد الإسلامي إلى الإسراع نحو صياغة "استراتيجية وطنية جامعة وبناء جبهة مقاومة" هدفها مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي تقوده حكومة يمينية متطرفة بزعامة بنيامين نتنياهو.
من جابنها، كانت الرئاسة الفلسطينية قد رأت أن إعلان نتنياهو عن الخطوط العريضة لحكومته اليمينية بتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية "مخالف لجميع قرارات الشرعية الدولية، وأبرزها القرار رقم "2334" الصادر عن مجلس الأمن الدولي".
وشدّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على مواجهة الاستيطان بـ"تصعيد المقاومة" والضغط بكل الوسائل المتاحة لاقتلاع المستوطنين.
أردنيًا، حذر الملك عبدالله الثاني في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" من اندلاع انتفاضة جديدة، قائلًا: "لا بد أن نشعر بالقلق حيال قيام انتفاضة جديدة، وإن حصل ذلك، فإنه قد يؤدي إلى انهيار كامل، وهذا أمر لن يكون في صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين". مشيرًا إلى أن "الجميع في المنطقة قلقون للغاية، ومنهم موجودون في إسرائيل ويتفقون على ضرورة الحيلولة دون حصول ذلك".
وتعليقًا على عودة نتنياهو لرئاسة الحكومة قال الملك الأردني: " للإسرائيليين الحق في اختيار قادتهم، وسنعمل مع الجميع طالما أننا سنتمكن من جمع كل الأطراف معًا، فنحن على استعداد للمضي قدمًا".
الإمارات ومصر تهنّئان نتنياهو وحكومته
أفادت وكالة الإمارات للأنباء أن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد هنّأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومته، وبحسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو فقد أعرب ابن زايد عن سعيه "لتعزيز علاقات البلدين خلال الفترة المقبلة"، وأضاف بيان مكتب نتنياهو أن الرئيس الإماراتي "دعا في اتصال هاتفي نتنياهو وقرينته إلى القيام بزيارة رسمية للإمارات" مشيرًا إلى أن "محمد بن زايد آل نهيان ونتنياهو اتفقا على أن تتم الزيارة قريبا".
ونقلا عن وكالة الأناضول تحدث الرئيس الإماراتي بن زايد لنتنياهو: "عن تطلعه إلى تعزيز العلاقات الإماراتية الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة، خاصة في المجالات التنموية ودفع مسار الشراكة والسلام بين البلدين إلى الأمام لمصلحة شعبيهما والمنطقة عامة".
وأشارت القناة الإسرائيلية الـ14 إلى أنه من المتوقع أن يفتتح نتنياهو رحلاته الخارجية بزيارة الإمارات الأسبوع المقبل، مع وفد يضم رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي وعددًا من الوزراء. مضيفةً أن المحادثات سوف تناقش توطيد العلاقات الثنائية والنووي الإيراني.
كما هنّأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نتنياهو على تشكيل حكومته، وذلك عبر اتصال هاتفي، وبحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية تناول الاتصال "التباحث بشأن عدد من موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن مناقشة مجمل التطورات الحالية على الساحتين الدولية والإقليمية".
هنّأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نتنياهو على تشكيل حكومته
وخلال الاتصال، أكد السيسي حسب البيان الرئاسي المصري "مواصلة مصر تحركاتها المكثفة في كافة الملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها جهود الحفاظ على التهدئة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، واستئناف المفاوضات بين الجانبين، مشددًا على أهمية تحقيق السلام العادل والشامل بما يسهم في تحقيق الأمن والرخاء لكافة شعوب المنطقة"، بحسب ما ورد في البيان.
وأضاف البيان أن السيسي " أكّد على ضرورة تجنب أيّة إجراءات من شأنها أن تؤدي لتوتر الأوضاع وتعقيد المشهد الإقليمي".