09-سبتمبر-2024
مفاوضات وقف إطلاق النار

جانب من دمار الأبنية السكنية في قطاع غزة (رويترز)

تتوالى التقارير التي تتحدث عن حالة من "التشاؤم" تسود أجواء مفاوضات وقف إطلاق النار، وصفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين، بين حكومة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حيثُ قالت وسائل إعلام عبرية إن فرص التوصل لاتفاق "قريبة من الصفر".

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد قالت إن الإدارة الأميركية أعادت النظر في مسألة تقديم مقترح أخير للتوصل إلى اتفاق في مفاوضات غزة المتعثرة، مضيفةً أن اتفاق وقف الحرب في غزة أصبح بعيد المنال، ولن يحصل على الأرجح قبل مغادرة الرئيس الأميركي، جو بايدن، منصبه.

فرصة التوصل لاتفاق "قريبة من الصفر"

ونقلت القناة الـ12 العبرية عن مصادر لم تسمها في المؤسسة الأمنية لحكومة الاحتلال، أن "فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على مراحل على أساس الاقتراح الذي قدمه الوفد الإسرائيلي في أيار/مايو الماضي قريبة من الصفر"، مشيرةً إلى أن هناك "تشاؤم واسع للغاية" بين المفاوضين الإسرائيليين.

قالت مصادر إن فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على مراحل على أساس الاقتراح الذي قدمه الوفد الإسرائيلي في أيار/مايو الماضي قريبة من الصفر

وأضافت القناة العبرية أن "الولايات المتحدة التي كانت أشارت إلى أنها تعتزم عرض مقترح جسر جديد في اليومين أو الأيام الثلاثة المقبلة، من غير المرجح أن تفعل ذلك الآن كما يعتقد"، مشيرةً إلى وجود "إحباط كبير بين المفاوضين الإسرائيليين الذين قالوا إنهم كانوا يعتقدون حتى وقت قريب أنه من الممكن على الأقل التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والوسطاء يتم نقله بعد ذلك إلى حماس".

ووفقًا لما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن القناة العبرية، فإن تأكيد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في المؤتمر الصحفي الذي عقد، الإثنين الماضي، على بقاء جيش الاحتلال على طول الحدود بين غزة ومصر "دفن" فرص التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

وأشارت تقرير القناة العبرية إلى أن "احتمالات التقدم (في المفاوضات) قد تضررت بشكل أكبر"، بعد تصريحات وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، أول أمس السبت، والتي قال فيها إن محور فيلادلفيا ليس "خطه الأحمر" الوحيد، مضيفًا أنه يعارض أيضا انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم، وإطلاق سراح أسرى أمنيين فلسطينيين.

ونقلت القناة العبرية عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله إن: "الاقتراح الحالي لن يؤتي ثماره في هذا الوقت. لا يوجد احتمال لاتفاق على مراحل"، وأضافت أن مفاوضًا إسرائيليًا أبلغ عائلات المحتجزين أنه "حتى المرحلة الأولى من الصفقة، والتي تشمل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وسيتم فيه إطلاق سراح حوالي 30 (محتجز) رهينة من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، من غير المرجح أن تحدث في الوقت الحالي".

وقال المفاوض إن: "الطريقة الوحيدة للمضي قدمًا هي إنهاء الحرب"، مضيفًا "استمروا في العمل لحشد الجمهور لدعم إنهاء الحرب"، ووفقًا للقناة العبرية، فإن "عائلات الرهائن الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية الأميركية المزدوجة سمعت أيضًا أن إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن أقل تفاؤلًا مما كانت عليه قبل أسبوع، عندما قيل للعائلات آنذاك إن الإدارة الأميركية تعمل بجد وبسرعة على اقتراح جديد".

"إسرائيل" تطلب من واشنطن الضغط على القاهرة

إلى ذلك، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، إن مسؤولين إسرائيليين يعتزمون الطلب من لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، أن تضغط واشنطن على القاهرة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة وتحقيق صفقة تبادل أسرى مع "حماس".

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن المسؤول الإسرائيلي اتهم القاهرة بالانتفاع من سيطرتها على محور فيلادلفيا، قائلاً: "لقد حان الوقت للاعتراف بالمسؤولية المصرية، بما في ذلك الدور المزعوم لمصر في تسليح حركة حماس، وأيضًا المنافع الاقتصادية للقاهرة المرتبطة بوجودها بمحور فيلادلفيا".

ونقلت "يديعوت أحرنوت" عن أحد المطلعين الإسرائيليين على الملف، قوله إن "هذا هو السبب وراء إصرار المصريين على محور فيلادلفيا. لقد حان الوقت لكي تعترف الولايات المتحدة بمسؤولية مصر".

وتأتي التقارير الأخيرة، بالتزامن مع تقرير منفصل لموقع "أكسيوس" الأميركي، قال نقلًا عن أحد المسؤولين الأميركيين، إن: "الأشخاص في البيت الأبيض يشعرون بالحزن والانزعاج والإحباط (من المفاوضات)"، مضيفًا "ما زلنا نعمل، لكننا لن نقدم أي شيء في وقت قريب. نحن في موقف صعب".

وأشار الموقع الأميركي نقلًا عن مسؤولين أميركيين إلى أن كبار مستشاري بايدن كانوا على مدار الأسبوع الماضي يراجعون الوضع في المفاوضات، وأصبحوا متشككين للغاية في فرص التوصل إلى اتفاق في الأمد القريب.

ولفت "أكسيوس" إلى أن تأكيد نتنياهو مطلبه بالحفاظ على السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة على طول محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة في المؤتمر الصحفي الذي عقده الأسبوع الماضي، قد "خلق ذلك إحباطًا في البيت الأبيض".