تواصل قوات النظام السوري وروسيا تصعيدها ضد مدينة إدلب وأريافها، شمال غربي سوريا، التي تتعرّض لقصف مدفعي وجوي متقطع منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر من العام الفائت، أسفر عن مقتل وإصابة ما يزيد عن 200 شخص.
ومساء أمس السبت، قامت قوات النظام بقصف الأحياء السكنية بمدينة إدلب بصواريخ تحمل قنابل فوسفورية محرمة دوليًا. وقالت منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، في بيان، إن قوات النظام: "استهدفت بصواريخ محملة بذخائر فرعية حارقة المنطقة الصناعية وأطراف مدينة إدلب الشرقية، وبالقرب من مخيم الشهداء للمهجرين".
شنّت قوات النظام خلال العام الفائت أكثر من 1276 هجومًا على مناطق شمال سوريا راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح
وأوضحت أن قوات النظام قصفت المدينة بذخائر فرعية حارقة من طراز ML-5، التي يحملها صاروخ 9M22S، مؤكدةً أن ذلك يُعد انتهاكًا: "للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الثالثة 1980، واتفاقية حظر الذخائر العنقودية، وبروتوكول أوتاوا، واتفاقية حظر الألغام الأرضية، والبروتوكول الثاني لاتفاقية جنيف (كونها ذخائر فرعية)".
ولفتت المنظمة إلى أن استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا يهدِّد: "حياة المدنيين ويزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات، ويقوّض سبل العيش، ويزيد حالة عدم الاستقرار التي تفرض المزيد من حملات النزوح".
وفي اليوم نفسه، قُتلت طفلة وأُصيب 4 أشخاص، بينهم امرأة، في قصف مدفعي استهدف الأحياء السكنية في مدينة إدلب، وآخر صاروخي طال: "السوق الشعبي ومنازل المدنيين وبالقرب من مدرسة ثانوية في مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي"، بحسب المنظمة نفسها.
وأشارت المنظمة إلى أنها استجابت، منذ بداية 2023 وحتى 24 كانون الأول/ديسمبر الفائت، لأكثر من 1276 هجومًا من قِبل قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم، قُتل على إثرها: "أكثر من 160 شخصًا من بينهم 46 طفلًا و23 امرأة، وأُصيب على إثر تلك الهجمات 688 شخصًا بينهم 218 طفلًا و96 امرأة".
كما ذكرت المنظمة في بيانها أنها استجابت، خلال شهر ديسمبر الفائت وحده، إلى أكثر من 140 هجومًا: "قُتل على إثرها 26 شخصًا بينهم 9 أطفال و3 نساء، وأُصيب 118 مدنيًا بينهم 42 طفًلا و6 نساء".
واختتمت منظمة الدفاع المدني بيانها بالتأكيد على أن هجمات قوات النظام وروسيا تشكّل: "خطرًا كبيرًا على حياة السوريين، ويفرض نمطًا من الحياة غير المستقرة يملؤها الخوف ومحفوفة بالمخاطر، ويهدِّد حياة أكثر من 4 ملايين مدني شمال غربي سوريا، خاصةً مع ما تشهده المنطقة من تراجع كبير في الاستجابة الإنسانية وضعف مقومات الحياة ودمارٍ كبير في البنية التحتية بسبب حملات القصف التي بدأت قبل أكثر من 12 عامًا دمرت معها البنى التحية ومنازل المدنيين والمشافي والمدارس وتركت فجوة كبيرة من الاحتياجات".
من جهته، قال فريق "منسقو استجابة سوريا" إن قوات النظام السوري استهدفت، خلال أقل من ساعتين، أكثر من 20 بلدة وقرية في شمال غرب سوريا، إضافةً إلى مدينة إدلب، ما تسبّب: "بسقوط ضحايا وإصابات بين المدنيين نتيجة استهداف الأحياء السكنية في مناطق مختلفة".
واستنكر الفريق هذه الهجمات مؤكدًا أنها تعبّر عن استهتار واضح بكل: "بكل مساعي إحلال السلام، ورغبة لدى المليشيات في صناعة مأساة إنسانية أخرى جديدة من دون أي مراعاة للأوضاع المأساوية منذ سنوات".
